اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما برأ وذرأ
اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما ينزل من السماء
اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما يعرج فيها
ومن شر ما ذرأ في ألأرض وما يخرج منها
اعوذ بكلمات الله التامات من شر فتن الليل والنهار
ومن شر كل طارق إلا طارق يطرق بخير يا رحمن
ـ الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ـ
هو سيدنا علي بن أبي طالب بن هاشم ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتربى صغيرا عنده ومرافقا له وكان يلازم سيدنا محمد وهو صبي ، وأمه فاطمة بنت أسد من بني هاشم ، وآخاه الرسول مرتين واحدة قبل الهجرة في مكة والثانية في المدينة المنورة بعد الهجرة وهو زوج بنت رسول الله السيدة ( فاطمة الزهراء ) وأبو السبطين ( الحسن والحسين ) عليهم السلام . وهو أول خليفة من بني هاشم فقد كان أبوه وأمه هاشميان . وقد أسلم بعد سيدتنا ( خديجة ) وهو أول من أسلم من الصبيان وكان عمره عشر سنين وفي روايات أخرى خمس عشر ، وكان أول من صلى مع النبي بعد السيدة خديجة . وكان مطيعا للرسول ولا يعصي له أمرا وقد فدى نفسه به ليلة هجرته صلى الله عليه وسلم ونام في فراشه لكي يظن القوم أن الرسول لا يزال في بيته ولم يهاجر وبقي في مكة ثلاث أيام بعد هجرة النبي ليرد الأمانات التي كانت عند رسول الله وحتى أذن له النبي بالهجرة فلحق برسول الله إلى المدينة ، وكان بعد هجرته من خير المدافعين عن الدين فقد شهد مع الرسول جميع الغزوات ألا غزوة تبوك لآن الرسول استخلفه على المدينة، وكان الرسول يعطيه الراية واللواء في المواقف الحرجة فيرد بشجاعته وحسن رأيه كيد ألأعداء ويقود ألأمر على خير ما يكون ، وكان سيدنا علي من أشجع الفرسان وأمهرهم ومن خير المبارزين في المعارك فقد بارز وقتل كل من تصدى لهم من رجال المشركين وشجعانهم ممن كان يخشاهم المسلمون.
كان سيدنا علي عالما فقيها في أمور الدين والدنيا وروي عنه الكثير من ألأحاديث النبوية لملازمته لرسول الله وقرابته منه وروي عن رسول الله انه قال( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) وقال ابن عباس رضي الله عنهما ( لقد أعطي علي تسعة أعشار العلم وشاركهم بالعاشر ) . تولى الخلافة بعد استشهاد سيدنا عثمان بعد أن بايعه الصحابة جميعا فكان مثالا للحاكم العادل الورع ، وكان صارما في الحق مع خشية الله ورحمة تلامس قلب المؤمن الورع التقي وفي عهده وقعت فتنة مقتل سيدنا عثمان فبعد مبايعته راح يعمل على توحيد كلمة ألإسلام وإطفاء نار الفتنة وقام بعزل الولاة الذين كانوا سببا في انتشار الفتنة ولكن بعض الصحابة طالبوه بالإسراع بمحاسبة قتلة سيدنا عثمان وكان ( معاوية ) على ولاية الشام فعزله سيدنا علي ولكنه لم يمتثل وامتنع عن مبايعة سيدنا علي على الخلافة ووقعت معركة ( الجمل ) والتي انتصر فيها سيدنا علي ثم تلتها معركة (صفين ) وبانت بوادر النصر لجيش الخلافة فطلب معاوية التحكيم ورفع جيشه المصاحف على السيوف وقبل سيدنا علي بالتحكيم رغم معارضة قواد جيشه وكانت نتيجة التحكيم لمصلحة معاوية لمكيدة عملها عمرو بن العاص فأعلن فريق من جند سيدنا علي رفض نتيجة التحكيم وخرجوا عن أمر سيدنا علي وسموا أنفسهم ( الخوارج ) وحاربهم ألإمام علي في معركة ( النهروان ) وانتصر عليهم وقضى على معظمهم ونجا بعضهم وهرب وأضمروا الحقد لسيدنا علي ومعاوية وعمرو بن العاص واتفقوا على قتلهم الثلاثة وتنصيب خليفة من غيرهم للمسلمين يكون على ألإجماع فيوحد كلمتهم وأرسلوا ثلاثة رجال لتنفيذ أمر القتل ونجح (عبد الرحمن بن ملجم ) في طعن ألإمام علي بسيف وهو خارج من المسجد بعد صلاة الفجر وذلك يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان سنة أربعين للهجرة بينما اخفق الآخران ولما طلب المسلمون من ألإمام علي ان يستخلف عليهم من يراه هو مناسبا منهم قال وهو في لحظاته ألأخيرة ( لا آمركم ولا أنهاكم ، انتم بأمركم أبصر ) ثم استشهد بعد ذلك وباستشهاده انتهى عهد الخلافة الراشدة .
التعليقات (0)