يرجع أصل تدخين التبغ إلى قبائل الهنود الحمر في أمريكا من قبل اكتشافها حيث كان تدخين التبغ بواسطة ( الغليون ) يعد جزءا من طقوس عبادتهم .
لم يعرف تدخين التبغ في العالم القديم ألا بعد اكتشاف ألأمريكتين فأول من احضره إلى أوروبا رجل فرنسي اسمه ( جان نيكوت ) سنة ( 1560 ) وإليه ينسب اسم المادة الفعالة في الدخان وهي ( النيكوتين ) . ومن ثم انتشر في باقي أنحاء أوروبا وبريطانيا بالذات . وبعدها إلى شعوب إفريقيا مع الاستعمار ومن ثم إلى باقي أجزاء العالم مع المستعمر الأوروبي عن طريق الشركات المرتبطة بألإستعمار . وكان يدخن التبغ بالغليون أو مضغا أو صعوطا ومع الثورة ألأمريكية تم تحضير السجائر ولفائف التبغ بشكل قريب من الشكل الذي نراه اليوم ومنه إلى النارجيلة التي انتشرت خاصة بدول الشرق . وقد استعملت عدة حيل من قبل الشركات المصنعة لتروجه وحتى يدمن عليه الناس .
حدثني شيخ عجوز كويتي سنة 1968 أنهم عندما احضروا السجائر أول مرة على الكويت عن طريق الهند أنهم كانوا يضعون في كل مجمع سجائر ربع ليرة ذهبية ولمدة معينة ثم صاروا يضعون في كل صندوق ليرة ذهبية واحدة وبعدها عدد من الروبيات حتى انتشرت عادة التدخين والإدمان بين أهل الكويت وبعدها عادوا لا يضعون شيئا وقد كان ارخص شيء في الكويت هو الدخان عام 1968 حيت كان ثمن العلبة من ألأنواع الفاخرة سعة عشرين سيجارة هو أربعون فلسا في حين كان ثمن شطيرة رغيف الفلافل ماية فلس .
تدخين التبغ يتسبب للمدخن بالإدمان حتى أن المدمن لا يستطيع أن يستغني عنه مهما كانت شدة مرضه فقد رأيت مرة عجوزا في مرض موته عندما لم يستطع أن يمسك السيجارة ويوصلها إلى فمه طلب من زوجته أن تضع الدخان في صحن وتضع فوقه بعض الجمر وتنفخ الدخان الناتج على وجهه وقد مات في مرضته تلك .
يوما طلبت من جدي الذي كان في حدود الثمانين من العمر أن يترك الدخان بعد أن مرض وصار يسعل بشدة وباستمرار فرفض وقال لي يا بني ( واترك صحبة ستين عاما ) هذا لا يليق بي .
كان يزورنا من ألأردن قبل ألاحتلال بعض البدويات وكان بعضهن يمضغ ألدخان المحلي ( الهيشي ) فتضع كمية منه في فمها وترطبه بريقها ثم تبصق بصاقا اخضر لزجا مقرفا يدل على مكانها حيث توجد وبعدها تبتلع ريقها مع سائل الدخان وكان لون أسنانها وفمها اخضرا مثل (ضفدعة كبيرة ) وبعضهن كانت تدخن الغليون فكانت تضع الدخان في غليون كفنجان كبير طويل القصبة لا يقل طولها عن المتر وزيادة وتجلس في صدر المجلس وتمد غليونها أمامها وتدخن منه وكانت تطلق عليه اسم ( السبيل ) .
كان يعمل بصحبتنا زميل ابتلاه الله بزوجة تحب التباهي والمظاهر رغم سوء الحال فكانت تجمع نساء الحي كل مساء يوم خميس على حفلة استقبال تقدم قيها القهوة والحلوى وبعض المأكولات الخفيفة ( وألأركيلة ) وكان عدد ألأراكيل عندها لا يكفي للمدخنات وكانت الزوجة تطلب من الزميل أن يحضر اراكيل بعدد النساء وكان يماطل ويوما استشارني فأشرت عليه أن يعمل ( اركيلة مركزية ) وكيف ذلك ، احضر من بيته اركيلة وذهبنا إلى السمكري وطلبنا منه أن يفتح أربعة مخارج ، فتحة من كل جهة تخرج منها أربعة برابيش وقد جربنا أولا واحدة فنجحت الفكرة ولكنها كانت تحتاج لكمية اكبر من ( التنباك ) أكثر ن المعتاد ولكنها أوفت بالمطلوب فعمل واحدة أخرى وحلت مشكلته .
التعليقات (0)