الاستسقاء هو طلب الغيث والمطر من الله ، وهي سُنَّةٌ إسلامية مرتبطة بأفعال سيدنا محمد وهو القائل بهذا الخصوص ( اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا غدقا مغدقا عاجلا غير رائث . اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين . اللهم انبت لنا الزرع . وأدِرَّ لنا الضَّرع . واسقنا من بركات ألأرض ) واستهداء بأية كريمة وردت في القرآن الكريم . قال الله تعالى قلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا . فعند بوادر حدوث جدب بسبب قلة المطر تقام عادة ( صلاة ألاستسقاء ) فيخرج الناس إلى فضاء الله يقلبون أرديتهم دلالة على التذلل لخالقهم وهو أعلم بهم ويصلون ويدعون ربهم جماعة وبصوت مسموع آملين من المجيب أن ينزل عليهم الغيث والذي هو وسيلة العيش وابتعاد شبح الجوع والمجاعات وهلاك الخلق . وعادة تقال مدائح وأوراد وأدعية راسخة في وجدان ألأجيال تقال عند الشدة . وقد عم هذا التقليد بلاد الشام جميعها وبذلك بسبب شحة موارد المياه والاعتماد على المطر في الزراعة والشرب ، وأشهر من مارس هذه المدائح وعرف به هي مدينة ( حلب ) في سوريا كونها تقع في موقع قليل المطر وكذلك قلة ألأنهار والينابيع وبها سهول تعتمد على ماء المطر وتعتمد في معيشة أهلها أساسا على المواسم الزراعية وكذلك لتنوع أصول أهلها ولتوفر الموروث الشعبي من الموشحات والقدود والموال والزجل وكذلك لارتباط الناس بدينهم وسنة نبيهم وانتشار الصوفية في مناطقها . ومن أشهر الموشحات التي قيلت في طلب الغوث موشح ( اسقي العطاش ) وهذا الموشح نسج شعري صوفي اجتماعي متكامل يمكن إنشاده من قبل فرد أو جماعة . وهو كزاد لكل من ينشده لأن كلماته تتغلغل في ثنايا النفس فتشعر بالراحة والطمأنينة ... أما كلمات الموشح فتقول :-
مولاي جفوني جفاهن الكرى والشوق لاعِجُهُ بقلبي خيما مولاي لي عمل ولكن موجب لعقوبتي فامنن علي تكرما وَاجْلُ صدا قلبي بصفو محبة يا خير من أعطى الجَزاءَ وَانعَما يا ذَا العطا ......... يا ذا الوفا يا ذا الرِّضا ..............يا ذا التُّقا
اسقي العطاش تكرما فالعقل طاش من الظما
غِث الولهان........... واروي الظمآن .............. واسقنا يا رحمن من منهلألإحسان
غرباء ألأوطان يا صاحب الورد الذي أحيا الحمى
أملا لي الكاسات يا ساقي ألأحواض وانعش من قد مات ظمآن ألأكباد
مضناك المأسور .... العافي المهجور..........العبد المكسور كئيب الفؤاد فتى
عبد إليك أتى يروم ألوفا ..... فمتى
نعم .... فمتى .... فمتى ... فمتى ...
نرجو الله أن يمن علينا ببركاته ، وما ذلك على رب قدير بكثير . ( ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا ) .
التعليقات (0)