ـ الشاعرة العراقية نازك الملائكة ـ

من مواليد بغداد تخرجت من دار المعلمين سنة 1944 .
تخرجت من معهد الفنون الجميلة من قسم الموسيقى سنة1949 .
تحمل شهادة الماجستير في ألأدب المقارن من جامعة وسكنسون في امريكا سنة 1959.
عملت أستاذة في جامعة بغداد وجامعة البصرة وجامعة الكويت .
رحلت إلى القاهرة سنة 1990 وبعدها لم تشارك بأي نشاط .
توفيت بالقاهرة عن عمر 83 سنة ودفنت هناك .
يقال أن الشاعرة والأديبة نازك الملائكة هي أول من كتبت الشعر الحر سنة 1947
انقل إحدى أجمل قصائدها بمناسبة نهاية فصل الربيع وبداية فصل الصيف :ــ

ـ إنه الشيخ ربيع ـ

إنه الشيخُ ربيعْ
ذلك الشيخ المرحْ
ذو الثيابِ الخضرِ والوجهِ البَديع ْ
والجَبين المُنشرح
كلما طافت خطى نيسان بالدنيا أطلاّْ
من كوى غرفته عَذْبا ً طََروبا
هاتفا : هلا ً وسهلا
مرحباً نيسان ! قد حانَ لنا أن نظهرا
ونجوبَ ألأرض ودياناً وبيداً وَسُهوبا
في رِداءٍ أخضرا

أيها الشيخ ربيع
أيها الشيخ ربيع
عُدْ إلينا وَأطِلْ مكثكَ فينا
عُدْ إلينا أيُّها الشيخ ربيعْ
هذهِ خطوة نيسان على وجه الحقول
شربت أول بسمه
من شفاه الشمس ، والفجر على صدر السهول
لم تزلْ تسقي ندى الليلِ ، وفي الغاباتِ نَسْمه
نَقلتْ إنشاد عصفورٍ صَغير :
" عِمْ صباحا أيها الضوء " وَرَدَّ الآخرون :
حانت اليقظةُ فلنمرح رفاقي ،
في حِما الغابِ النضير
ولْنُغَنِّ الفجر والشمس وأعناق الغصون ْ
وظِلال الغاب حتى تشتكي منا السواقي

أيها الشيخ ربيع
أيها الشيخ ربيع
عُدْ إلينا وَأطِلْ مكثكَ فينا
عُدْ إلينا أيُّها الشيخ ربيعْ

ويردُّ الشيخ من غرفته عَذْبَ المَرَحْ :
يا عَصافيري لا تعجلنَ إني أتزين
بعد حينٍ أرتدي توبي الملوَّن
كل لون فيه من قوس قزح
كل خيط وترٌ من أغنيه
كلُّ زرٍ وردة منتشية
أمسِ أعطانيهِ خياطي ، لمـذا
تتعجلن خروجي ؟ عجبا ، ما سرُّ هذا
أيها الشيخ ربيع
أيها الشيخ ربيع
عُدْ إلينا وَأطِلْ مكثكَ فينا
عُدْ إلينا أيُّها الشيخ ربيعْ

وأخيرا ها هو الشيخ ربيع
يتمطى قائما ثم يسير
ويداه تنثران الورد في المرج البديع
فوق أعشاش العصافير ، على شط الغدير
وله نعلان لا مسمار في كعبيهما
بل أزاهير وأوراق . ومن لونيهما
تشرب الشمس وتسقي المغربا
قبل أن تلوي خطاها وتضيع
في ألذُّرى خَلفَ الرُّبا .
أيها الشيخ ربيع
عُدْ إلينا أيُّها الشيخ ربيعْ
أيها الشيخ ربيع
عُدْ إلينا وَأطِلْ مكثكَ فينا

الشاعرة : نــــازك الــلائــكــة