ـ إلى متى سنبقى عبيدا للقروض ـ

البنك الدولي يرد على طلب مصر بقرض قيمته ( 4،8 ) مليار دولار أنه لن يوافق على إعطائها هذا القرض إذا غيرت مصر سياستها ولم تتمسك بالتزاماتها ، تلك ألإلتزامات التي ورطتها بها عهودا سابقة لثورتها الحالية . المتأمل لهذا الشرط يتوصل إلى ان القائمون على البنك الدولي وهم معروفون يريدوا ان يفرغوا ثورة مصر من مضمونها ، فالمقصود من هذا التصريح ان تبقي مصر على علاقاتها الدولية ، أي علاقات يا ترى ؟ لا يهم الغرب علاقة مصر بشعبها ولا يهمهم علاقة مصر بجاراتها الدول العربية ولا ألإسلامية ( إلا إذا كانت مع إيران ) ولا يهمهم علاقاتها مع الدول ألأفريقية ، المقصود الواضح هو علاقتها بألإتفاقيات مع إسرائيل ( كامب ديفيد ) بالذات وكذلك اتفاقية تجريد سيناء من السلاح واتفاقية الغاز وكذلك اتفاقيات التطبيع بشكل عام ، أي ان تبقى سياسة مصر مرتبطة بما فرض عليها وأي تجديد في سياسة الحكومة المصرية الحالية نحو شعبها ومصلحتها الوطنية سيفسر انه ضد الاتفاقيات مع إسرائيل فلذلك يجب محاربته وتجويع شعبها فيثور عليها لأنهم يعلمون ان أقرب شيء للإنسان هو معدته .

لا أعلم متى ستتحرر شعوبنا من شروط قروض البنك الدولي وغيره من مؤسسات استعبادية استعمارية والتي تحارب شعوبنا لمصلحة عدونا ونحن عائلاتنا الحاكمة تملك ترليونات الدولارات واليورو في خزائن الغرب . ولكن أي منهم يجرؤ على المساس بها وهم يعلمون المصير الذي لحق بالعراق وصدام حسين وشعب العراق عندما طالب بتوزيع عادل للثروة في عالمنا العربي ، وارى المسؤولية في ذلك لا تقع على الغرب وإنما على شعوبنا التي ترضى ولا تثور على مثل تلك حكومات.

وأسأل لو ان دويلة جنوب السودان تقدمت بطلب قرض من البنك الدولي وأصرت ان تبقى علاقاتها مع الشمال جيدة هل يوافق البنك الدولي على إعطائها القرض ؟ .