ـ ألإحساس بألإنتماء للعروبة ـ

يجب أن يشعر ألإنسان العربي أن العروبة حقيقة وواقع وشمول يتناغم ويتفاعل مع ألإنسانية وصراعها مع الزمن . فتكوين ومفهوم العروبة إنساني . ويشهد بذلك واقعها الحي في تمييز ألإنسان العربي . والانتماء للعروبة لا يرفع ألإنسان العربي على أكتاف غيره من ألأمم ، ولا تجعله سيدا لهذه ألأمم . ولكنه تضعه في مكانه الصحيح . مكان الكرامة والشرف والمحبة وألأخاء مع غيره من ألأمم .

على العروبة أن تبذل كل غال ونفيس في سبيل قضايا تحررها ووجودها . وعليها أن تقف وتدعم غيرها من ألأمم التي تعاني نفس مشاكلها وقضاياها ، ليس تزمتا ومزاجية . وإنما إيمانا منها أن هذه ألأمم تعاني قضايا إنسانية عامة يعود حلها على المجتمع البشري بالخير والأمن والسلام . والعروبة بما تشتمل عليه من طابع إنساني تضمن للإنسان العربي حياة أفضل وتسمح لأفكاره أن تنطلق في ميادين فسيحة لا تقودها عصبية ولا يمنعها حدود .

إن المتابع لنتائج الربيع العربي الذي بليت به أهم دولنا العربية وأقدرها على الصدام والمنازلة وأقربها لمفهوم العروبة يجد أن هذا الربيع قد شتت مفهوم القومية العربية وأعاد شعوبنا إلى ما قبل الحكومات ، فتحول حالنا إلى ألإيمان بمفهوم القبيلة والجماعة والتحزب والتكتل . وأطمع فينا جماعات وكتل بقيت تنتظر هذا الحدث للظهور والتسلق لحكمنا تحت إي مسمى ، والرجوع بنا إلى حكم التفرد الذي قام الربيع العربي من أجل إبعاده . مما يؤكد حاجة شعوبنا لربيع عربي جديد .