ـ أعـجـبتـنـي فـهـويـتـها ـ

أنها تفيض عبقا وتزهو ألقاً ، إنها لحنا شجيا ، إنها رفيقة درب وأنيسة ليل ، إنها فيض مشاعر الشاعر ، درر شعرية قرأتها فأحببت ان يشاركني في متعة رفقتها إنسان ، فهي كلما زاد خِلاّنها زادت متعة رفقتها ، فليس في احتكار ذكرها أنس ، وليس في وحدة جليسها متعة .
أبيات شعرية سمعتها ملحنة لشاعر سوداني من فم فنان سوداني فأعجبتني وأنا في شبابي وتقول كلماتها :
سال من شعرها الذهبْ وَتَدَلّى وَما انْسَكَبْ
    كُلّما عَبَثَت بِهِ نَسْمَةٌ ماجَ بالطَّرَبْ
    يا حَبيبي أكُلّما قَلْبِيَ المُغْرَمُ التََما
ضَحِكَ الوَرْدُ وَالزَهَرْ في مَهْرَجانٍ عَلى النَهَرْ

وأيضا أبيات للشاعر اللبناني الرئيس بشاره الخوري ( ألأخطل الصغير ) تقول في وصف عودة ألإلفة بين ألأحبة :
 رَضِيَتْ وَقَدْ ذَهَبَ الجَفا   وَكَذا الهَوى لينٌ وَشِدَّه
 وَتَبَسَّمَتْ فَعَلِمْتُ أنْ       عادَتْ لَنا تِلْكَ المَوَدَّه 
 وَرَمى الهَوى بي فَارْتَمَيْتُ وَكانَ نَهْداها المَخَدَّه
 فَأنا بِصَدْرِ حَبيبَتي         كَفَراشَةٍ في قَلْبِ وَرْدَه

وفيض مشاعر قالها شاعر كان يحلم بعروس اشترطت على خاطبها وصفها وكان اسمها ( دَعْـد ) وكانت هذه القصيدة سبب موته لأن احد الشعراء غيره قتله وانتحلها واكتشفت العروس من اختلاف لهجته وهو يقول أبيات القصيدة أمامها عن القصيدة وخَمَّنت أنَّ هذا الشاعر سرق القصيدة من غيره وطلبت من أهلها استنطاقه فاعترف فأقاموا عليه الحد وسميت هذه القصيدة ( اليتيمة ) لأنه لا يعرف لقاتلها شعرا غيرها ومنها :
لهفي على دعدٍ وما خُلقت     ألاّ لطول تلهُّفي دَعْدُ
  بيضاء قد لبس ألأديم اديم   الحسن فهو لجلدها جلدُ
  ويزين ُ فَوْدَيْها إذا حَسَرَتْ   ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعْدِ
  فالوجهُ مثل الصُّبْحِ مِبْيَضَّ   والشَّعْر مثل الليل مسودُّ
  ضِدّانِِ لَما اسْتُجْمِعا حَسُنا    والضِدُّ يُظْهِرُ حُسْنهُ الضِدُّ  
  وَجَبينُها سَلَطٌ وَحاجِبُها       شَخَطُ المُخِطِّ أزَجُّ مُمْتَدُّ
فَكَأنَّّها وَسْنى إذا نَظَرَتْ      أو مُدْنِفٍ لمّا يَفِقْ بَعْد

ونختم ببركة دعاء طيب :ـ
  اللهم لولا أنت ما اهتدينا     ولا تصدقنا ولا صلينا 
  فأنزلن سكينة علينا           وثبت الأقدام إن لاقينا   
  إن الذين قد بغوا علينا        إن أرادوا فتنة أبينا ...أبينا ... أبينا