مواضيع اليوم

ـالكوميديا الريفية ـ موروثات الرعـي وتربية الحيوانات ـ

عوني قاسم

2013-04-19 11:10:10

0

 

يعتمد الريفي في بلادنا على الحيوانات ألأليفة لتساعده في أعمال الفلاحة والتنقل فيعمل على تقديم ما يلزمها من طعام وشراب وعناية لتقوى على ما سيعمل عليها من أعمال وكذلك تقديم ما ربيت لأجله من حليب ولحوم وخدمة وكل نقص له ما يقابله ، فإن الدواب التي تعمل او تسرح خارج البيت فإن رعاتها يسقونها من العيون قبل إعادتها للبيت في المساء حيث يكون على كل عين مكانا خاصا إما جرنا حجريا واسعا أو حوض مستطيل أخذ من قبر روماني قديم ( ران ) أو ان يبنى مكانا خاصا بذلك يدلّك بحيث لا يتسرب منه الماء فيؤخذ من ماء النبع أو البئر بالدلاء وتعبأ ألأحواض حيث تشرب ألأغنام والبهائم قبل ذهابها للعمل في الصباح وعند إعادتها في المساء ، أما ألأغنام فتتم سقايتها عند الظهيرة وقبل الخروج بها للسراحة عند العصر لأنه عادة يتم أخد ألأغنام إلى المراعي على فترتين صباحية ومسائية ثم يعاد بها لتهجع عند اشتداد الحر وقت الظهر وتسقى من العيون التي تكون عادة قريبة من القرية فيرسل اصحاب ألأغنام غداء للراعي مع أحد الصبية ، وبعد انكسار حدة الحر بعد العصر يعود الرعاة بألأغنام إلى المراعي حتى وقت الغروب ثم يعودون بها إلى البيوت فتحلب او إلى المهاجع خارج القرية حيث اعتاد بعض مربي ألأغنام الخروج بها إلى المراعي وتنصب الخيام أو بيوت الشعر والبقاء بغنمهم خارج القرية طول فصل الشتاء والربيع وجزء من الصيف حتى ترعى ألأغنام طول النهار من الحشائش الجديدة وتكون إقرب إلى المراعي فلا يضيع الوقت بالتنقل بألأغنام من القرى إلى المراعي فتسمن وتتوالد ويجز صوفها حيث ينقل إنتاجها مباشرة إلى سوق المدينة أو إلى الناس الذين يوصون عليه ويطلبونه من القرى القريبة ، وعند شحوح الماء وجفاف الحشائش والينابيع يعودون بالأغنام إلى بيوتهم في القرية ويقومون يتغذيتها بالتبن والقش والشعير الناتج من المحاصيل التي زرعوها خلال فصل الصيف وتسمى هذه الهجرة الداخلية ( التعزيب ) . اما الأبقار فيذهب بها عادة إلى الغور في بداية فصل الشتاء وبعد إنتهاء موسم البذر والزراعة والحراثة لتبقى هناك تتغذى على الحشائش حيث أن حشائش الغور تنمو أسرع من حشائش المناطق الجبلية وذلك بسبب قلة البرودة في الليل وارتفاع الحرارة في النهار وكذلك تتغذى على بواقي المزارع في الغور ، اما ألأبقار التي تبقى عند أصحابها يقوم شخص من القرية بتجميعها في مكان معين في طرف القرية حيث يرسل كل مزارع دوابه التي تزيد عن حاجته في أعمال الفلاحة وقبل شروق الشمس إلى ذلك المكان ويسلمها للراعي والذي يقوم بدوره وبعد تجميع أكبر عدد من الدواب بالذهاب بها إلى المراعي ويقوم برعيها والمحافظة عليها حتى قبل غروب الشمس بقليل حيث يعود بالدواب إلى مكان التجمع في القرية ليجد أصحاب الدواب بانتظاره فياخذ كل واحد دوابه ويعيدها إلى داره وقد يزيد عدد الدواب الذي يجمعها هذا الشخص عن مائتين أو أكثر ويطلق على هذا التجمع من الدواب ألأبقار خاصة لفظ ( العَجّال ) ويطلق على الشخص ( راعي العَجّال ) ويتقاضى راعي العجال أجرته عدد معين من صاعات القمح عند إنتهاء موسم الحصاد ، فيضمن لنفسه وللأسرته قوتهم ويبعدهم عن الفاقة والعوز ، وينظر إلى راعي العجال بالريف بترفع فلا يزوجه أحد إبنته ولا يتزوجون من بناته وأعرف بعضهم بقوا عزابا لم يتزوجوا ولكن بعضهم تزوجوا ولهم ذرية صالحة معروفة . وينطبق على عجال البقر كذلك الغنم حيث تربي كل أسرة ماعزين أو ثلاث من النوع الشامي المعروف بكثرة إدراره للحليب فيقوم شخص بجمعها من بيوت أصحابها والذهاب بها إلى المراعي لقاء أجر معين ، وعادة ما تتضامن عدة جارات لكل واحدة منهن ماعز أو إثنتين فيقرضن وجبة الحليب لإحدى الجارات فيتوفر عند تلك الجارة كمية كافية من الحليب تكفي لعمل الجبن من أجل غليه وخزنه لإستعماله على مدار السنة ، وفي ثاني أسبوع يعطى الحليب لحارة أخرى وهذا حتى تخزن كل الجارات حاجتها من الجبن . وهذا ينقلنا إلى موضوع آخر هو الفزعات والعون والتضامن .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !