ماهر حسين.
تصف التقارير الصحفية التفاهم الذي تم بين حماس وحكومتها بغزة وبين حكومة إسرائيل بأنه غير مباشر بمعنى بأنه تم من خلال وسطاء ولم يتم مباشرة بين حكومة إسرائيل وحكومة حمـــاس التي انقلبت على الشرعية واستفردت بحكم غزة والسيطرة عليها بالقوة وبالحقيقة بان هذا الاتفاق الغير مباشر لا يختلف عن أي اتفاق مباشر فما الفرق بين التفاوض مباشرة مع إسرائيل لتنفيذ الهدنة ولتمرير الهدوء وبين التفاوض الغير مباشر بالمحصلة ما يهم إسرائيل هو الهدوء والسيطرة على القطاع وعزله عن أي فعل نضالي وحماس أبدعت بهذا الدور من خلال قدرتها على ضبط غزة كلها وإخضاعها للسيطرة التامة لها سواء بالاتفاق مع الفصائل أو بإجبار الفصائل على الالتزام بموقف الحكومة هنـــاك وبالمقابل كل ما يهم حماس هو سلامة قيادتها واستمرارها بحكم غزة وهنا تتلاقي مصالح إسرائيل وحماس بشكل مباشر حتى لو كانت المفاوضات بينهم غير مباشرة .
في نفس الوقت وصفت بعض التقارير وصفت الاتفاق الذي تم بين حكومة حماس المسيطرة على غزة بالقوة وبين حكومة إسرائيل لتمديد الهدنة وللحفاظ على التهدئة بأنه اتفاق غير رسمي ولا أدري ما هذا الوصف !!! فمن جديد أجد نفسي أتساءل ما هو الفرق بين الاتفاق الرسمي والغير رسمي !!!وهل يهم إسرائيل وحماس أن يكون الاتفاق رسمي أم لا !!!ولمصلحة من الاتفاق الرسمي أو الغير رسمي !!!
عشرات الأسئلة تتوارد إلى ذهني حول جاهزية الطرفين ليكون الاتفاق رسمي أو رغبة الطرفين بان يكون الاتفاق غير رسمي !!!!
أنني مؤمن وبكل جد بأن كلا الطرفان لا يريدان اتفاق رسمي فإسرائيل تريد أن تحافظ على ورقة حمـــاس لتكون مبررا" لها لتجد لها مهربا"أمن من عملية السلام وخاصة أن خيار الشرعية الدولية أصبح على صدام مباشر مع التعنت الإسرائيلي وأدى هذا إلى انتقاد دولي وأدى إلى تراجع كبير بدور إسرائيل وخاصة بان الموقف الفلسطيني الرسمي واضح ومحدد من عملية السلام وقد أصبح الموقف الفلسطيني يحظى بدعم اكبر يوما" بعد يوم وتجلى هذا بانتصارات دبلوماسية حققتها القيادة السياسية للشعب الفلسطيني وقد أضرت هذه الانتصارات بموقع دولة إسرائيل بالعالم والآن هناك نقاشات دائمة عن عزلة إسرائيل وتراجع موقفها دوليا" .
وبنفس الوقت حماس تريد بالاتفاق الغير رسمي أن تحافظ على صورتها باعتبارهـــا حركة مقاومه حيث أن صورة حماس ومقاومتها تتراجع وبل تتداعى منذ سيطرتها على غزة وإجبارها الفصائل على الالتزام بالهدنة التي تتم بلا مقابل سياسي وبلا مكاسب على صعيد حياة المواطن الفلسطيني هنـــاك .
إن حماس وبحكم علاقتها ألاستراتيجيه وللأسف مع إيران وسوريا وحزب الله لا يمكن لها أن توقع اتفاق رسمي وعليها أن تناور لتجعله غير رسمي خاصة إن المشروع الإيراني الذي تمثله حماس بفلسطين لا علاقة له بالممانعة وإنما هو مشروع إقليمي مرتبط بمصالح إيران بالمنطقة وبالتالي فإن إيران وسوريا لا يهمها سوى المظهر العام للعلاقة وغطاء المقاومة الذي سينكشف بالحوار المباشر أو بالاتفاق الرسمي وهنا نجد أهمية الاتفاق الغير رسمي لحماس وحلفاؤهــا باعتباره غطــاء وفقط.
بالنسبة لي لا أرى فرق بالمطلق فنحن بالمحصلة أمام أتفاق ومن جديد لا فرق بين الاتفاقين سوى أن الاتفاق الغير رسمي الغير مباشر يحقق مصالح الأطراف فتحتفظ إسرائيل بورقة حماس ضد التسوية وضد الشرعية الفلسطينية ويظهر نتنياهو أمام مجتمعه بمظهر الرافض للعلاقة مع حماس وبالمقابل تحتفظ حماس بعلاقاتها الإقليمية التي تتغطى بورقة توت أسمها المقاومة والممانعة بالإضافة إلى أن حماس تحافظ على حكمها لغزة بعيدا" عن الصدام مع إسرائيل خاصة بظل رفضها لكل دعوات الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام .
غير مباشر وغير رسمي هذا هو شكل الاتفاق بين إسرائيل وحماس ...هدنة أو اتفاق سياسي ....هذا هو شكل العلاقة بين حماس وإسرائيل ...حدود مؤقتة هذا ما توافق عليه حماس وتعتبره مدخلا" لدورها السياسي عبر بوابة التسوية وبكل ما سبق أجد بان حماس منغمسة بالتسوية وبالمصالح الخاصة بها إلى مستوى لم يعد مقبولا" معه أي تفسير لخلاف سياسي بينها وبين السلطة فيحاول البعض أن يجعل حماس مقاومة وممانعة والسلطة تسوية وهذا غير صحيح بالمطلق بل أجد أن حماس تتشدد عندما نتحدث عن وحدة واتفاق وتتهاون عندما نتحدث عن احتلال !!!
غير مباشر وغير رسمي وغير وغير الغير هذا هو شكل اتفاقات حماس المباشرة والرسمية والتي قد تكون سرية !!!!!
أخيرا" لن يفوتني أن أبارك للأخوة في جامعة الأزهر بغزة بفوز فتح بانتخابات نقابة العاملين هناك راجين لهم النجاح بخدمة الجامعة وموظفيها .
التعليقات (0)