ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابراهيم بركات
روز...
منذ برهة في شارعٍ ما ألتقيتها
فغدت تعويذتي.... و أخبئها تحت وسادة روحي....
كلما تصدعت ذاكرتي...."
كأننا لم نتقن لغة البكاء
ولم تذل أقدامنا على تلك العتبة،
حين أغرورقت لهفة أشتياقنا بالمطر والعناق
كأن زمن القبح.... أسقطنا من رهاناته....
فأستفاقت على كبوتنا معمعة شوارع الغربة،
فمات الحنين،
وبقي الظل صامتاً في هدأة الليل الحزين
الرنين فارغ، والصوت غائب
والأنتظار موجع،
لايحلو لنهاراتك أحتوائه
لأموت مرة اخرى
وتبقى وردة القصيدة، تعاكس
عاشقات قامشلو
وتحرك فينا آخر أساطير الشوق والشجن
أسكب موتي في الفنجان فتغمى على الزوبعة
وأظل ناقصاً، نافضاً عني ماتبقى لي
من الذاكرة....
وأحيل الأمكنة، وبؤرة الأنتظارات
إلى الرماد....
وأسمع عويل الأرصفة
نحيباً على غيبوبة الآلهة الآزلية....
أحقاً هنا ولادة بداية الحلم....؟
بفرادة في ناموس الحقيقة، تاه بنا الوجع،
وتكاسل فينا الكبرياء....
وتخلت عنا اللحظة
وأضنانا شفير الأنهيار
ها أنا أستعيد ماهيتي
في عينيكِ في ذاكرتكِ بتجردٍ
وأصرار....
وتلامسين القصيدة شفى روحي،
حين أستلب مني الكيان
وبات الجسد واهناً، يمارس بمتعة
الصمت والنسيان،
ها روحكِ تدّمي
ودموعكِ تغسل صيرورة الإيام المتبقية
من القلق،
وبقيت أحلامكِ، خلف مساءات الغربة ،
تغفو، وتنام،
ثم تصحو على صخبٍ مبهم،
يغيب، ويقتحم حيث يشاء
وأفرد يدَّي على ليل قامشلو
تخنقني السكينة،
وأدرك أن الرهان خاسر
وطيفي بات يذوب، سريعاً تحت المزراب،
ينكسر العود،
ونبقى واقفين، وجهاً لوجه
عراة ألا من ما تلبسنا من الحزن
تقولين:
- هذا مكان موحش،
ملوث....
لايليق ببكائي،
أو مسحة من يدّي
أقول لك:
- ها المشهد في هذيانه الأخير،
لتبقى العروة في خلجات الذاكرة،
حين تبعثرين بها بيديكِ المرحتين،
فلن اكتب وصيتي باكراً....
ويبقى كلٌ منا في مكانه،
لايقوى على الحلم دون الآخر
لايقوى على ممارسة طقوسه العبثية
كما يشاء
سوى أنتزاع اللحظة،
من جمر القلب،
وبرودة المكان....
لن أباغتك بعد الآن....،
لن تسمعين دبيب خُطاي
لن يبقى حضوري سراباً،
فقد أغتالته سُبات أرصفة قامشلو
وسديمها......
روز......
لحظة أخرى،
ياليلكة الروح
قبل أن أغدو معبراً،
يستنزف منه
عبث الرؤى،
ولاهوت الكلام....!!!
التعليقات (0)