غيبوبتي....
ونجوم ظهيرتكِ تحت رأسي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابراهيم بركات- بيروت
amude42@hotmail.com
{ميرنا .... إليكِ فقط...هيك، بدون إية مناسبة...!!!}
-1-
أنام حيث أنا ..!!
ونجوم ظهيرتكِ تحت رأسّي
وهسيّس صوتكِ، يجيء ,يذهب مع ( تكّات) الساعة
أتأهب للحظة ملاقاتكِ، فينفر مني المسّافة
ويسرباني التيه، إلى مواعيدكِ الهاربة
فأعود إلى صومعتي، وتنتحب القصيدة.... بنشوةًََ وأحتراق
وأجدّني أصرخ :
- فـــ.... ستان، بعد قليل سأقتفي أثر نهاراتكِ
أشّدها نحوي، كي لا يبقى ظلّي واهناً...
وأبقى جديراً بحضور القصيدة.....!!!!!
يستوقفني غيابكِ الموجع، و(قامشلي) بسكينتها
تهيل عليّ بأغبرتها الكثيفة....!!
فأهرب إلى أمرأةً بعينها
إمرأةً روحها باتت حكراً عليّ
روحي تداعب كفيّها الناعمتين
إمرأةً(حلّوة)
..... فقط
وتصّر علّى إنها كذلك......!!!!
أهمّس في أذنيها:
كأنكِ الوحيدة تدربين قلبي على البكاء و الحلم
تعايشين رتابتي وفوضاي
لأبّدو جميلاً، كلما صادفتكِ في الشارع
تمسحين، عن روحي دموع الألم
تجمّلين نهاراتي بفوضاكِ العذبة
هكذا، تسكنين قلبي
برتابة عاشقة
ولوعة الحالمين.....!!!!
------
في اللاوعي :
ـــــــــــــــــــــ
بإيماءتي الحزينة
أتنسّم طهر أنوثتكِ
أتنشق براءة روحكِ
تتملكني غبطةً، فأقتات ما تبقى من تلك الرسائل
علّني أتخطى حالة الهذيان
أئتلف الحزن، وألج بوابة الحنين
كي تبقين معزوفتي الأبدية، تزيدين رغبتي أشتهاءاً
لروحاً تلامسّني في غيبوبتي المعتادة
وأبقى أحبكِ حتى أشعاراً آخر,
وربما إلى ما لا نهاية....!!!!
لعلّلكِ تحبيّنني لاحقاً
أكثر مما ينبغي، تلّمينني في حقيبتكِ الكتفية
تتأبطين ما تبقى مني، ومن ذاك الحلم
ثم تتوسدّين قصيدتي الأخيرة
وتنامين بهدوءٍ، وسكينة.....!!!
عودة إلى ذي البدء :
بعد عشرين يوماً من العدوان الأسرائيلي على لبنان(تموز2006)، لم أستطع أن أعتاد أو أتحّمل مشّهد القنابل ودوّي أنفجاراتها على بيروت(ضاحيتها الجنوبية،تحديداً)، فلم أجّد نفسي إلا و أنا جالس في الحافلة متجهاً صوب عامودا، لعلّها فرصة، أعيد لذاكرتي رونقها وصخبها ....
و أستبيح عامودا لمشاكساتي وولدنتي، ولأتصّفح وجوه الأصدقاء الموتى منهم والأحياء....!!
وجوهٍ أعرفها جيداً، وأخرى تتخلى عني، وتجعل من عامودا محرقتي،
ووجوه الغائبين، وقد بعثرتهم بلاد بعيدة، ومطاراتها،
وحشة قاتلة تسللّت إلى وجه عامودا وشرايينها، تصطحب معها أصيّاف حارّة جداً،
وتكاد تتصدع غرائبية عوالمها التي أعتدنا معايشتها، بل كنّا برابرة نهاراتها، ونيازك أمسياتها.
عامودا، الذاكرة، ها تكتبنا في أساطير غيابها، وكراريس حرائقها المتلاحقة، حرائقها التي تلامّس أصابع أرواحنا عنّوةً عن المسافة.
إنها نجمة الظهيرة التي تنام تحت
وسائدنا.....!!!!
------
سرّبلكِ التيّه إلى يباسي
فغّدت روحكِ ترفرف في خواء الغرفة
و أعتقتني بشّارتكِ من غيبوبة العدم
تملكّتني هالة من الإيمان....
تأبطتني القصيدة، إلى حيث أنتِ
نقتفي أثركِ
لتتحسسّين أشراقة الصحو، قبل أرتحال الروح
ثّم تنسابين من بين أصابعي
إلى حيث قصيدة و صراخ....
-إلى{ليلكة الروح}، لحظة تتلقفني، وتبدؤني من ساعة الصفر
تعويذة فرحٍ، تلمّني في محفظتها، كلما وجدتني تائهاً...!!!!-
-2-
ميرنا: -
ـــــــــــــــ
نلتقي ذات لهفةً و حنين،
وجهكِ قبالة وجهي، بماهيتي الغائبة، على تخوم القصيدة،
وحضوركِ المستهاب...!!!
للوهلة الأولى،
أجدكِ تعانقين روحي، تتعربشين أغصان قلبي اليابسة
روحي بين يديّكِ يشاطر نور عينيكِ الربّانيتين
أما أنا فأمشي، و أسميكِ قنديلاً لغربتي الموحشة.
أتجاهاً لقلبي، وقد أضناه أرصفة الحزن
أشدكِ نحوي،
أضمّكِ بقوة إلى صدرّي، تسمعين أنين روحي
فتوّلد ملايين القصائد....!!
ذاتكِ.... ليّ
روحكِ..... ليّ،
الدفىء المعشّعش في ثنايا أحلامكِ....ليّ،
وحدي، ترنيمتكِ القادمة، ومسبحة صلاتكِ
وأنتِ خيمتي الأخيرة....
أستظّل بها، كي تنام... بيروت،
وعامودا.... و.....
....على ذراعي
ميرنا....
لحظة رغبة، ألتقطها بقوة
وطنٌ أسافر إليه، دون جواز سفر
أسكنه بلا سند إقامة....
وطنٌ أدسّ خرائطه، في دفاتر غربتي العتيقة،
و أحلامي المستهابة
كي أبقى أترقب نجوم مداراتكِ، اللامتناهية
وهي تلفني، تحرس ما تبقى مني....
تلمّلم أشلائي المتناثرة هناك
كي لا أعيش إلا بكِ، وحدكِ
لتصبحين، فاتحة بداياتي.....!!!
- المسافة :
ــــــــــــــ
يمتشقني ظلّ إمرأة يهرب بيّ، إلى حيث ذاكرة، لا تجيد إلاّها....
يتلقفني سديم شوارع(بيروت) فتأتيني صداها بوحاً وزبداً....
لأختار أنوثتها وطناً أخبئه بين قناديلي المتوهجة
أنتظر هبوب الليل، لأتسلل إلى متاهات حلمها اللازوردي
ثّم أشرب ما تبقى من ثمالة كأسي
قبل أن تكفكف الدمعة الباقية بأدران روحي، بوشاحها الأبيض
نمارس طقوسنا المعتادة، عنوّةً عن المسافة، وتولد فينا الرغبة،في لحظة عبث،
وحفيف الشمال، يلامس قلوبنا البريئة
وفي لحظة العناق والتوحّد....
يسود...الصمت...
الصمت.....الصمت
- الولاّدة
ــــــــــــ
أتباهى بالوجع، منتشياً
وأداري قلبي مرغماً،
فما زلّت أسمع دبيب صداها
وقع خطاها،...هنا..
هنا، فقط، يختزل التاريخ على بوابة (لالش)
وتتمايل(آناهيتا) على ترانيم زرادشت
و لافستان، تحاصرني من أقصاي إلى أقصاي
ترتدي كامل أنوثتها، توقاً لملاقاتي
وتشارك(أوركيش) مملكته الأخيرة
تتكىء علّي، وتكتب التاريخ من حيث أبتدأنا،
من هنّا مرُّ الميديين
وأستفاق(شاؤول) على ذاك الصوت السماوي
ليبشّر بكرازة يسوع...
وهنّا، تبدؤني لافستان،....من نقطة الصفر
من لحظة اللارجوع
من يقين الأوليّن،
من تفاحة آدم، إلى هاتفها الخليوي،
تحمّل بشارتي الجديدة....
وتكّلل ذاتها، بصولجان قصائدي
لافستان....
ظّلّ الله على الأرض
صرخة تائهة، لنبياً لم يأتي بعد
سيفُ بلاغةً لـ(عليّ)
و شمعدان(محّمد) في غارة الحراء
وميضٌ لعصى (موسى) في وجه فرعون
نيزكٌ يهوي، على البياض
لتولد أجمل قصيدة.....!!!!
التعليقات (0)