علي جبار عطية
الخميس 24-11-2011
تغيب القراءة كسلوك حضاري في حياتنا ولا أقصد هنا بقراءة النخبة او القراءة الاكاديمية المنهجية او القراءة الاجبارية لأغراض مهنية بحتة وانما قراءة الناس العاديين في المقهى والشارع والسيارة تلك القراءة المعرفية العامة التي يكون هدفها المعرفة بوصفها مكافأة بحد ذاتها.
اذا كانت لهذا الغياب اسباب اجتماعية ربما يعود بعضها الى سيادة ثقافة الفرجة فان هناك ما هو أوضح في هذا الغياب في عدم وجود اتجاه شعبي نحو القراءة نلمسه في اهتمام شرائح معينة يعول عليها في التغيير كطلبة الجامعات وموظفي الدولة بأوهام الابراج وصفحات التسالي! غير ان ما يحزن حقاً شحة الاهتمام بالقراءة في السيارات! واللافت في الأمر ان كل من يزر مدينة في العالم المتقدم فانه يخرج بانطباع حسن ان شعب هذه المدينة شعب قارئ ومثقف ويندر ان تجد أحداً منهم في سيارة او مترو من دون كتاب او جريدة في حين نفتقد هذه الممارسة في سياراتنا مع العلم ان هناك عوامل مساعدة كثيرة تشجع على قراءة الكتاب في السيارة منها كثرة السيطرات الامنية وشدة الزحام والسير الوئيد بفضل الحفر والمطبات!
مما يجعل التنقل داخل العاصمة بغداد بمثابة سفرة طويلة نسبياً! فضلاً عن السفر بين المحافظات الذي يستغرق النهار كله في ظل اوضاع غير مستقرة ولو جرت المقارنة بين الجلوس ضجراً واجترار الذكريات الأليمة وقراءة كتاب او كتيب نافع فالجواب يكون واضحاً وهو الانتصار لفعل القراءة فضلاً عن ان هذه الممارسة تمنح المرء تقدماً وهو جالس في مكانه!
تصور أيها القارئ كيف سيكون شكل حياتنا لو التزم كل راكب بقراءة كراس صغير في كل عملية انتقال من مكان الى اخر؟
اليس افضل من الثرثرة وانتقاد الحكومة!؟.
التعليقات (0)