يرى المتابع للمناظرات التلفزيونية الإيرانية أنّ القائمين على تلك المناظرات قاموا بإستبعاد الملف السوري عن الخطابات والمناظرات التلفزيونية الإيرانية عن قصد .ولم يتطرّق أي أحد الى الشأن السوري أثناء الحملة الإنتخابية للمرشحين الإيرانيين رغم إشاراتهم الواضحة الى الثورات العربية بوصفها ربيعاً إسلامياً مستلهماً من الثورة الإسلامية في إيران.
استبعاد الملف السوري من خارطة الدعاية الإنتخابية يوحي بأنه ؛ إما أنّ الموضوع لا علاقة له بالرؤساء الإيرانيين وهو يدار من قبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري والذي يديره مباشرة ممثل خامنئي . أو أنّ هنالك مخططاً يجري الإعداد له داخل الهيكل الأمني العام للنظام الإيراني وهو يفيد بتغيير الخارطة الستراتيجية الإيرانية داخل سوريا تبعاً للأحداث والمستجدات الدولية مما لا يمكن التكهّن بما سيحدث على الملف في المستقبل القريب.
أو أنّ النظام يجري تعديلات على خططه في سوريا تبعاً للمنهج المتبع للرئيس الفائز . لا نغفل أنّ المزاج الإيراني العام يركّز على القضايا الداخلية بدل القضايا والشؤون الخارجية فمثلاً العقوبات القاسية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي المثيرللجدل تترك تأثيراً مباشراً على ملفات عالقة مثل البطالة والتضخّم و ارتفاع معدلات التقشف و الإفلاس الإقتصادي للنظام الإيراني حيث تحولت هذه المواضيع الشغل الشاغل للمواطن الإيراني. رغم أنّ التراجع الإيراني في التدخل في سوريا يعني بالنسبة للمواطنين الإيرانيين المصالحة مع الغرب وهو يترك إنطباعاً جيداً بتغيير الخطط الستراتيجة للنظام الإيراني في المنطقة.
إنّ استبعاد الملف السوري من الإنتخابات الرئاسية الإيرانية والمرشحين و الفائز المعتدل حسن روحاني لا يعني بالضرورة أنّ هذا الملف ليس له الثقل اللازم بالنسبة للسياسة الإقليمية الإيرانية بل العكس صحيح رغم أنّ غياب الملف من المناظرات التلفزيونية لا يترك مجالاً للتفاؤول بسبب غياب الشفافية في تعاطي إيران مع القضايا العربية .رغم أنّ نهج الإصلاحيين في التعامل مع الملف يختلف عن نهج المحافظين إلا أنّ تداول الأخبار حول إرسال إيران مقاتلين لسوريا في اليومين الماضيين بعد يوم من إعلان فوز الإصلاحيين وعدم تطرق هؤلاء لحد الآن الى خارطة التدخل الإيراني المستقبلي في سوريا يثير علامات استفهام كبيرة أمام المتابعين للسياسة الإقليمية الإيرانية ومدى تعاطيها مع هكذا ملفات.
التعليقات (0)