علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
يعجب المرء لحال الدراما العربية في شهر رمضان فهي تملأ الفضائيات طوال الشهر المبارك بشتى الموضوعات والخطوط الدرامية من الاجتماعية الى السياسية ومن التاريخية الى البدوية ومن الكوميدية الى التهريجية لكن لاتوجد دراما رمضانية تمس حال الصائم وفي سبيل المثال اذكر انه في نهاية السبعينيات كانت هناك مثل هذه الاعمال فتجد مسلسلاً اجتماعياً هادفاً عنوانه (صيام صيام) بطله يحيى الفخراني يعالج بذكاء مشاعر شخص لايصوم ثم يبدأ يتحول ايجابياً الى صائم في نهاية الشهر العظيم ضمن خطوط درامية جذابة كذلك هناك مسلسل سوري يعمل على الجو نفسه يتناول حالات خصام وحاجات انسانية خلال شهر رمضان باطار ممتع .
وكانت الدراما المصرية سباقة باعمال ضخمة مثل سلسلة (محمد رسول الله ) في تناولها لسيرة الانبياء من آدم عليه السلام وحتى سيرة نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فكنا نتسمر امام الشاشة الفضية لمشاهدة الديكورات الضخمة والازياء المزركشة لشخصيات عاشت في حقب زمنية مختلفة فضلاً عن التناول الذكي لقصص الانبياء.
سيقول قائل ان هناك الكثير من الدراما التاريخية والمسلسلات الدينية التي تلبي حاجة المشاهد الملتزم فلماذا تتحدث عن غياب الدراما الرمضانية؟
اقول ان شهراً كاملاًَ من السنة كشهر الصيام يخوض فيه ملايين المسلمين تجربة الامتناع عن المفطرات ويصبح فيه تناول الماء خلال النهار محرماً ويتفاوت فيه الصائمون في وعي فلسفة الصوم ودوره في تثبيت الاخلاص عند المؤمن كما تذكر الزهراء عليها السلام ، هذه التجربة الجديرة بالتناول درامياً فليس من المعقول ولا المقبول ان تغض الدراما الطرف عن فعاليات الصائمين ومفارقات ومعاناة اعمال الناس ايام الحر والبرد لتعالج قضايا اكل الدهر عليها وشرب ، بل يمكن القول انه ليس من الانصاف ولامن باب رد الجميل ان يجازي كتاب الدراما ومنتجوها الشهر المبارك بان يعدوه سوقاً لاعمالهم من دون ان يقدموا له ولو عملاً واحداً يعالج قضاياه اليس من المخجل الا يعرض من شهر رمضان على شاشاتنا سوى (المحيبس) وصواني البقلاوة!
التعليقات (0)