غول الأسعار يلتهم جيب المواطن الليبي بقلم : إبراهيم النعاجي
فاض الكيل وطال الانتظار ولم يتحسن وضع المواطن الليبي.اجتماعات...اجتماعات وقرارات تلو القرارات لم تكن لهذه القرارات قيمة تذكر وإنما هي من دمرت المواطن الليبي وأوصلته إلى هذا الوضع المزري والمتردي من قلة الخدمات وانتشار الوساطة والمحسوبية وانتشار الرشوة.
لم تبقى سلع واحدة في البلاد دون إن ترتفع وتصل إلى أسعار خيالية إلى إضعاف مضعفا.حيث استفحل غول الأسعار في بلادنا وجميع الدول العربية وزادت الضغوط النفسية والاجتماعية على المواطنين.
هذا المواطن المسكين العاجز إمام طلبات الأبناء من متطلبات مدرسية ومتطلبات يوميا من ملابس ومأكل ومشرب.
فإذا كان راتب المواطن الليبي الذي داخل ما يسمى بالملاك الوظيفي ( 300 ) دينار فكيف يعيل أسرة تتكون من عشرة أفراد لا يعمل واحد منهم حتى يساعد في مصروفات الأسرة.
هذا الذي داخل الملاك لم يستطيع إن يسد حاجات أسرته فما بلاكم بالذي خارج الملاك وراتبه يتراوح بين
(150 ) و ( 175 ) دينار فهذا الراتب لا يكفي مصروفات شاب أعزب فكيف يكفي أسرة تتكون من عشرة أفراد.
بالله عليكم كم هي حجم المعاناة التي يعانيه العديد والعديد من أرباب الأسر.فلو حاولنا بالحاسب الآلي حساب كيفية إنفاق هذا الراتب على أسرته لعجزت الإلة الحاسبة عن تلفيق المصروفات مع الإيرادات.
فالمواطن لديه احتياجات كثيرة وأحلام يريد بناء مسكن والزواج والإنجاب وتكوين الأسرة كيف له إن يأتي بكل هذا براتب لا يزيد عن( 175) دينار الذي أصبح قوته الشرائية في ظل ارتفاع الأسعار وليس هناك دعم للسلع الأساسية.
إن الأمر فعلا خطير لا يحس به إلا الذين يعانون مر هذا الإحساس والحرمان الذين لا يعرفون أين يولون وجوههم كل نهاية شهر عند نفاذ الراتب الهزيل.
ماذا تراهم يفعلون يسددون فاتورة الكهرباء أو شراء الماء أو دفع إيجار المنزل أو يأكلون أو يشربون أو يلبسون أو يدفعون فاتورة الهاتف أو الموصلات أو خير لهم إن ينتحرون نسأل الله اللطف والصبر إلى مال نهاية.
فالمتتبع لسوق الليبي يلاحظ مدى الارتفاع الغير مسبوق للسلع الأساسية.
فبسبب طمع وشجع رجال الأعمال الليبيين وسيطرة فئة مفسدة لا تخاف الله لا يهمها إلا جمع المال بأي طريقة كانت شرعية أو غير شرعية. وغياب دور جمعية حماية المستهلك الليبي وغياب دور الحرس
البلدي والرقابة الشعبية ارتفعت الأسعار إلى هذا الحد الغير مسبوق.
إن غلاء الأسعار في ليبيا وفي البلادنا العربية سيؤدي إلى ظواهر خطيرة إذا لم تعالج أدت إلى كوارث ونتائج سيئة ستؤدي إلى انتشار الفقر في المجتمعات وظهور الإمراض الخطيرة الاجتماعية من البطالة والسرقة والأجرام وكثرة المتضررّّّين ويؤدي ارتفاع الأسعار أيضا إلى اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء ويؤدي إلى عزوف المواطن على
الشراء إلى ركود اقتصادي كبير وانتشار البطالة والعنوسة بسبب عزوف الشباب على الزواج.
فهل هناك جهود حثيثة تقوم بها دولتنا الحبيبة للخروج بحلول جيدة تواجه ظاهرة الغلاء وارتفاع الأسعار والبحث عن حلول من اجل إسعاد المواطن ويعيش بكل سعادة وهناء.
إن التوقعات السائدة ألان إذا لم تخرج دولتنا الحبيبة بحلول جيدة لهذه المشكلة سوف تتفاقم المشكلة وترتفع الأسعار إلى رقم قد يكون مخيفا ويصعب معه العيش في ظل هذه الزيادة التي لا يستطيع احد
إيقافها إلا بقرارات حازمة ومتابعة مضنية ولجان مراقبة ودعم مطلوب للمواد الأساسية.
فانتم أيها المسؤولون في بلدنا وجميع البلدان العربية لقد وقتكم أموالنا أموال الشعب وقتكم الدولة شر غلاء الأسعار.لأنكم بعدين كل البعد عن هذا الشر هناك في قصوركم واستراحتكم في شرم الشيخ وأوربا تشمون الهواء النقي.
انتم أيها المسؤولون في بلدنا لم تتعرضون يوما لقطع التيار الكهربائي بسبب عدم دفع فاتورة الكهرباء وابدأ لم تنقطع عليكم المياه وانتم تستحمون أو تسبحون في حوض السباحة.
انتم أيها المسؤولون لم يخضوا أبنائكم في عراك الصباح على كراسي حافلة متهرئة توصلهم إلى المدرسة ولن يذهبوا إلى المدرسة أو الجامعة دون مصروف الجيب ولم يتذوقوا مرارة الحرمان مرارة عدم القدرة شراء الفطور في المدرسة أو الجامعة.
انتم أيها المسؤولون إذا مرض احد من أبنائكم لن ولم تعالجوه هنا في ليبيا بسبب تدهور المستشفيات بل هناك في أوربا على حساب الدولة.
انتم أيها المسؤولون لم تشعروا بالعجز ومرارة الحرمان ولم تروا ثياب أبنائكم ممزقة مرقعة فالدولة وقتكم ذلك.
انتم أيها المسؤولون لم تحسوا أو تلاحضوا زيادة الأسعار لأن أموالكم كثيرة فلم تحسون بهذا الغلاء أبدا.
آه منكم أيها المسؤولون أصحاب القرار لو تحسون ولو لمرة واحدة مرارة الحرمان وعدم قدرة المواطنين على تلبية حاجات أبنائهم وعدم قدرته على عيش حياة كريم خالية من الفقر البؤس الاكتئاب الحزن الهموم التفكير الحرمان الضياع شرود الذهن كل هذا بسبب الفقر والحاجة.
كم هي قاسية هذه الحياة
ارحمونا يرحمكم الله
فندعو الله أن يعم علينا بالرخاء ويذهب عن الفقر أمين.
إلى الملتقى
كتبه
إبراهيم محمد النعاجي
aalnaaje@yahoo.com
كاتب من ليبيا
التعليقات (0)