مواضيع اليوم

غوانتناموهات العرب

كلكامش العراقي

2010-12-23 17:46:24

0

 لايكاد أحد يتحدث في بلادنا عن الديمقراطية في الغرب حتى أنهال عليه الآخرون بعشرات الأدلة حول أنتهاكات حقوق الأنسان في الدول الغربية التي يرونها (تدعي) رعاية الديمقراطية وحقوق الأنسان في العالم فسويسرا لا تؤمن بالديمقراطية كونها منعت بناء المآذن وفرنسا بلد دكتاتوري كونه يمنع النقاب والحجاب في المدارس وبريطانيا تنتهك القوانين الدولية كونها رحلت بعض الشراذم الى بلدانهم الأصلية أما أمريكا فهي عدو الأنسان الأول بنظرهم كونها تعتقل العشرات من أخطر أرهابيي العالم في سجن غوانتنامو ولا تعاملهم معاملة لائقة..والقائمة بالطبع تطول فنحن نجتهد دوما من أجل أكتشاف أنتهاكات حقوق الأنسان في أي بقعة في العالم لكننا مع ذلك دوما ننسى أنفسنا..

لا أنوي التعليق على نتائج الأنتخابات المصرية النزيهة للغاية بحسب تأكيدات منظميها كما لا أنوي تناول ما جرى في مدينة العيون المغربية ولا يخطر على بالي دعوات الرئيس اليمني للولايات المتحدة لتنفيذ غارات على أراضيه وأستعداده لتبنيها..فالحديث عن الأنطمة العربية لن يغير في واقعنا شيئا خاصة مع أختيار الشعوب العربية خيار الأستكانة والتسليم بالطاعة..

الحديث عن الأنظمة العربية لم يعد مهما كون ثافة الدكتاتوية وأنتهاك حقوق الآخر قد ترسخت في نفوسنا نحن العامة وبالتالي الحديث عن التغيير يجب أن يبدء من الشعوب نفسها التي تحتاج للأنسلاخ عن ثقافتها الحالية والتي جعلت في داخل كل فرد منا نسخة مصغرة عن الدكتاتورية التي تحكم البلد..

فقبل أيام طالع معظمنا خبرا عن تعرض مواطنة أندونيسة تعمل خادمة في السعودية الى التعذيب مما حدا بالرئيس الأندونيسي لمطالبة السلطات السعودية بفتح تحقيق جدي في المسألة وأعقب ذلك ببضعة أيام العثور على جثة خادمة أخرى تعرضت للتعذيب أيضا والقيت في القمامة وقبل ذلك بمدة سمعنا أيضا عن الخادمة السريلانكية التي تعرض للتعذيب بغرس المسامير في جسدها وبدلا من أن تقوم السلطات السعودية بتحقيق في هذه الحادثة قامت بأصدار قرار بمنع دخول العمالة السريلانكية للبلاد عقابا لهم ربما على ما جرى لأبنة جلدتهم في السعودية!!!!

بالتأكيد ما ذكر ليست بحالات شاذة فردية فتلك عينات فقط من الآف تعرضوا للتعذيب والأغتصاب وأساءة المعاملة وقرروا السكوت عما جرى لهم حفاظا على لقمة العيش التي يجاهدون لنيلها..والسعودية ليست البلد الوحيد الذي تجري فيه هذه الأنتهاكات فقبلها سمعنا عن أنتهاكات في لبنان ودول خليجية أخرى كما أننا نشاهد بأم العين الأستغلال الذي تتعرض له العمالة الآسيوية في العراق حيث أن كثير من الشركات والمطاعم والمتاجر أستقدمت عمالا من بنغلادش وباكستان والهند والفلبين وغيرها من البلدان وكثيرا ما نشاهد كم المهام الملقى على عاتق هؤلاء ولساعات طويلة مقابل أجور ضئيلة تدفع لهم.

نحن في الواقع أمام ظاهرة غوانتنامو منزلية..فكل ما يتهم الجيش الأمريكي به نقوم به في منازلنا..نحن نعذب الآخرين ونسئ معاملتهم ونستهزئ بعقائدهم أن خالفت عقائدنا ونتحرش بهم جنسيا وأحيانا نقتلهم...الفارق الوحيد بين كوانتناموهات العرب وكوانتنامو أمريكا أن الأخير وجد لعتات المجرمين ممن يعد وضعهم في السجن وتوفير الطعام لهم أستهانة بدماء ضحاياهم وأنفاقا غير مبرر لأموال دافعي الضرائب بينما يكون الأول مخصصا للمساكين الذين قادهم الحظ العاثر لبلدان لايحترم فيها المواطنون أنفسهم فكيف بالأجنبي القادم من بلاد لاحول لها ولا قوة..

بالطبع سيعدد لنا البعض أنتهاكات مماثلة حدثت لعمالة أجنبية في بلدان غربية وهو ما لاينكره أحد لكن من يقوم بمثل هذه الأفعال فسيعرض نفسه للمسائلة القانونية فيما تتكفل العديد من المنظمات المعنية برفع القضية تلو الأخرى ضده حتى ينال عقابا يجعله عبرة للآخرين وفي نفس الوقت لن يقدم أحد على طرد من تعرض للأعتداء أو معاقبته هو أو من يحمل جنسيته..

من أجل التغيير علينا أن نتخلص من عقلية الغابة التي تتملكنا (بالطبع هذه العقلية لاتتملكنا حينما يكون المقابل من دولة مثل أمريكا أو بريطانيا أو المانيا أو حتى أسرائيل فنحن نعرف كيف ستتصرف حكوماتنا في هذه الحالة!!!)..علينا أن نكف عن أستعباد الضعفاء كي نتمكن من تحرير أنفسنا من العبودية لأنظمة القهر التي تمتد جذورها في بلادنا لأيام الديناصورات..

علينا أن نتخلص من تلك الفكرة الخاوية التي تجعلنا نظن أننا أفضل من عاش على الأرض كي يعاملنا الآخرون بأحترام..

ربما نحن جيناء لدرجة أننا نمارس ضد هؤلاء المساكين ما يمارسه الأعلى منا ضدنا..

نحن ندين دكتاتورية حكوماتنا لكننا نتصرف مثلها بالضبط بحق الأضعف منا..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات