كتب : خالد عبد القادر بكداش .
تابعنا حديثاً مؤتمر إعادة إعمار غزة .. غزة التي ضربتها و قصفتها الطائرات الحربية الإسرائيلية و قتلت فيها أطفالاً و نساء ، شباباً و شياب و دمرت ما فوق الأرض و ما تحتها ... و اليوم اجتمعت الدول العربية و الغربية ليس ليدينوا الحرب الإسرائيلية بل ليدفعوا الدية ثمن من قتلتهم الأيدي الصهيونية... هكذا تحكم إسرائيل و هذا قرارها ... فهي تقول متى تبدأ الحرب و هي من ينهيها .. هي من تقرر من يموت و من يدفع .. هي تأمر و العرب ينفذون .. و إن قالت اجتمعوا فسوف يجتمعون و إن قالت ادفعوا فأبواب الخزائن البنكية ستفتح على مصراعيها .. دونما رقيب أو حسيب ..
4 مليارات دولار هذا المبلغ الذي طلبته فلسطين لإعادة اعمار قطاع غزة ... و الحقيقة أن قطاع غزة تضيع فيه الـ 400 مليار دولار وليس فقط 4 منهم ... هذا القطاع نستطيع أن نطلق عليه (طاولة القمار) .. فهي مساحة خضراء يجتمع على أطرافها اللاعبين و في داخلها أرواح أبرياء تباع و تشترى ..
2147 شهيد هؤلاء من قتلتهم آلة القتل الصهيونية .. و اليوم جميع الدول تجتمع لتدفع الدية ليس لأهاليهم بل للحكومة الفلسطينية التي ستقوم بدورها بدفع الرواتب المتأخرة و تغيير بعض الأثاث المتهالك و ستتناسى أن الأطفال الشهداء هم من دفعوا رواتب الوزراء و النساء الشهيدات هن من دفعن رواتب باقي الموظفين .. هذا الكرسي الذي يجلس عليه وزير الدفاع تم شراؤه بدم طفل في السابعة من عمره و تلك الطاولة التي تجتمعوا عليها فقد دفع ثمنها دم طفل عمره ثلاثة أشهر و أما هذه الملابس التي تلبسونها فقد غطت دماء الشهيدات ثمنها .. هذا أمر لن يذكر و لن يكون له حساب .. فدماء الشهداء الطاهرة لا يمكن أن تجتمع مع اللاعبين على نفس الطاولة .. فهم لا يشاهدون بل يقومون بالعد و حسب ..
كلمات كثيرة ألقيت بهذا المؤتمر دون أن تكون هناك كلمة واحد تدين القاتل .. لم يستطيع أحد أن يشير بأصبعه إلى الخريطة و يقول هذه أرض عربية محتلة .. أو هذه أرض عربية مغتصبة .. هم لا يجرؤون على ذلك و لا يستطيعون حتى مجرد التفكير بأمر كهذا ..
الشعب العربي يقتل يومياً .. بآلة الحرب ( الصهيوعربية ) .. الشعب العربي يقتل بتوقيع
و خاتم عربي .. سؤال أتوجه به إلى بعض حكامنا العرب:
ما هي مصلحتكم مع إسرائيل و لماذا تخافونها لهذه الدرجة ؟ و للحديث بقية .
التعليقات (0)