غطاء الوجه والكمامه
مفارقة عجيبة فكورونا غير الكثير من المفاهيم وأحدث ما يمكن تسميته باللخبطه في الحياة اليومية فاليوم يرتدي الجميع الكمامه مرددين كمامتك دليل صحتك.
عقود طويلة والمرأة ترتدي غطاء الوجه تختبئ خلفه خشية أن يراها الرجال فتقع في المحظور أو يقعون هم في المحظور وهذا هو السند الذي يردده مُحدثي بدعة تغطية الوجه فالمرأة عورة وفتنة ووجهها بمثابة السلاح القاتل للرجال المُثير للغريزة الجنسية، تلك العقود الطويلة باتت من الماضي فاليوم المرأة وأقصد بالمرأة هنا المرأة المسلمة بدأت تتنفس تختار زيها عن قناعة وتبحث عن الأصلح لها من بين كومة الآراء والأفكار والفتاوى الدينية، في السعودية كان من النادر رؤية إمرأة منقبة ناهيك عن رؤية إمرأة كاشفةُ لوجهها أما اليوم فترى المنقبة والكاشفة لوجهها وترى من تُغطي وجهها أيضاً، في السعودية اليوم تنوع ثقافي تراه وبوضوح فلم يعد للنمط الواحد أيُ وجود وهذه هي الحياة والصواب الذي لا يُحارب وجوده عاقل مؤمن بالروح قبل الجسد.
من كان يقف بوجه من تحاول نزع نقابها أو كشف وجهها يرتدي اليوم كمامة لعلها تقيه من فيروس كورونا، ماهو شعوره وانفاسه تكاد تخرج وماهو شعوره وملامح وجهه تختبئ خلف قطعة قُماش أفتى الأطباء بوجوبها مؤقتاً؟
شعور ذلك الشخص المتعنت لا يكاد يفهمه إلا النساء ممن أُبتلين بآراء وتعليمات بشرية ما أنزل الله بها من سُلطان، قد يقول قائل الحشمة فوق كل اعتبار نعم صحيح لكن الحشمة محلها القلب وليست في قطع القماش التي لا تُقدم ولا تؤخر، الحشمة سلوك تربوي ينمو من الصغر يدعمه التنوع والاعتزاز بالنفس والعقل وليس عبارة عن أعضاء تناسلية يجب حمايتها أو بشرةِ وصورة وجهِ يتوجب تغطيتها عن الناس.
هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة بدأت في الانحسار لكن ندباتها ما تزال حاضرة وواضحة معالمها فالمجتمع يكتشف كل يوم شيءُ جديد في ثقافته الممسوخة والمشوهه ويكتشف أخطاء كانت فيما مضى مسلمات لا تقبل المساس، ومع كل ذلك يبقى السلام والتصالح الداخلي سمه بارزة للمجتمعات الحية فالحياة عبارة عن ميدان للتجارب القاسية فعلى مر العصور شكلت الأنثى في ميدان التجارب العنصر الأضعف والأكثر تعرضاً للقسوة على الرغم من عدم استحقاقها لكل ذلك لكنه قانون البشرية المعنون بالذكورة المسماه جهلاً بالرجولة والفحولةِ العربية .
التعليقات (0)