مواضيع اليوم

غشاء فاصل بين الموت والحياة

حنان العراق

2010-08-03 08:24:46

0

 



بطريق عودتها الى البيت ..الجو حار ..الشوارع فارغة ..هدوء رعب .

كلاب سائبة

 

وكأن كل شيء كان مرتب

 

لحظات مرت سريعة

 

لم يلحظها احد

 

اين الفتاة ماحل بها

 

ومافعلت بها تلك المجموعة الوقحة من الشبان

 

بكاء صراخ احباط خوف

 

شعور بالوحده

 

طريقها الى البيت اصبح وكأنه ليال وعقود

 

دخلت الى البيت

 

بصمت وتحت وقع صدمة

 

اخوها الاكبر يصلي

 

والدتها تحضر الطعام

 

اختها الاصغر جالسة امام التلفاز

 

والدها مشغول في عالم التدوين

 

ذلك الروتين اليومي

 

ماخطر في بالها

 

اقول لأمي ستبدأ بالصراخ وتعم الفضيحة

 

اقول لأخي سيقتلني كأبي

 

اختي الصغيرة ليس لها ان تدرك واقع الحال

 

انها مصيبة سوداء نعم سوداء

 

ضحية

 

قررت الصمت والتعتيم على جريمة خطيرة

مرت اعوام

 

الى ان جاءت تلك اللحظة وطرق احدهم باب بيتهم طالب يد ابنتهم

 

ماذا ستخبرهم وهل سيصدقون

في يوما وفي ساعة ما

 

ايام منسية ويوم منسي من ذاكرتهم

 

يوما عالقا في ذهنها فقط

 

صديقاتها املها الوحيد

 

أتتحدث هنا وهناك

 

وتتشابك عليها الامور

 

 

واحده تأخذها بالطول واخرى بالعرض

اكملت رحلة صمتها

 

بحيرة وألم وخوف

 

بيأس ودموع وسهر

 

لم يتبقى لديها اعذار وعليها ان تقبل بالعريس

 

في يوم زفافها الكل ينتظر

 

اين العروسة

 

لم تأتي حينها

 

وكأن كل شيء كان مرتب

 

كل الابواب مغلقة

 

الا ذلك الباب

 

انه الانتحار

 

منقذها الاخير

دخلت من ذلك الباب

ولم تخرج

 

مات سرها معها

 

ولم يِسمع عن اخبارها

بعد ذلك اليوم

..

ضحية لشخص ولمجتمع

اي مجتمع هذا ..

دور كل انسان شريف ان يمد يد العون للضحية اي كانت

كفانا نفاقا ولننظر للواقع بواقعية اكثر

احيانا  نمر بمواقف يتطلب منا ان  نقدم التنازلات حتى لو كانت باهظة الثمن

الانتحار ليس حل بل هرورب وتستر على جريمة

التستر على مثل هذه الجرائم

هو نفسه انتهاك وجريمة بحق الانسانية





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات