غشاء البكارة الصيني
تدليس لا ينطـلي إلا على البلهاء
الرجل العربي على وجه الخصوص مصاب بفوبيا البكارة ويمثل وجودها من عدمه هاجس لديه يعلو ولا يعلى عليه منذ أن يبدأ التفكير في الزواج أو ربما قبل ذلك بكثير .... والأنثى العربية هي الأخرى أكثر هاجسا من الذكر ويبلغ خوفها من فقدانها لبكارتها لسبب أو لآخـر منتهاه . وأما عن أهل الفتاة فحدث ولا حرج .. وفي كافة الأحوال فإنه إذا كانت الامتحانات لدى وزارة التربية والتعليم هي السبيل لتقييم التلميذ ؛ فإن غشاء البكارة يكون السبيل الوحيد لتقييم عفاف وطهر وعذرية الفتاة.
وربما لأجل ذلك كانت ولا تزال الفتاة العربية متغيبة عن المنافسة في ألعاب يتخوف الأهل منها أن تكون سببا في فقدان إبنتهم لبكارتها . ومنها على سبيل المثال الجمباز والقفز بالزانة والرقص الإيقاعي والاستعراضي داخل الماء وخارج الماء ....
وما أن خرجت إلى الصحف أنباء عن استيراد مصر وبعض الدول العربية لغشاء بكارة صيني صناعي حتى هاجت الأرض وماجت من الخليج إلى المحيط وسكب البعض الدموع قبل أوانها على شرف مضاع وعرض مستباح . وانبرى الأئمة من على منابر الجمعة يصدرون الفتاوي ويدبجون الخطب ما بين حازم ومتهالك بشأن اتخاذ موقف واضح من الحرمة والإباحة.... ومنهم من ذهب إلى المطالبة بإقامة حد الحرابة (قطع الأيدي والأرجل من خلاف) على مستورديه ومروجيه.
بداية ينبغي التوضيح أن هذا الغشاء الصيني يحتوي على لون أحمر شبيه بالدماء .... وهو غشاء جاهز رخيص سهل التركيب ويستعاض به عن عمليات الترقيع والتجميل التي كانت تجريها الفتيات سابقا في عيادات بيروت على يد أطباء التجميل ثم في عيادات النساء والولادة وتكلف العملية الواحدة قرابة الخمسمائة دولار أمريكي . وعادة ما ينصح أطباء التجميل أو النساء والولادة بالحرص على إجرائها قبل أسبوع أو نحو ثلاثة أيام على اقل تقدير من يوم الدخلة حتى ينطلي الأمر على سي السيد والفارس المغـوار.
ولكن هل غشاء البكارة هو نهاية المطاف كما يظن البعض في مدارج التعرف على عذرية الفتاة من عدمها أو كما تعتقد الفتاة نفسها؟
لا يبدو الأمر في الواقع كذلك ... على الأقل بالنسبة للإنسان المثقف المتعلم الذي يلم بالقليل من المعلومات العامة عن تشريح مهبل المرأة وكذلك عن نفسيات الفتاة وهي تواجه هذه الليلة .. ليلة الدخلة التي من المفترض أن تقلب كيانها راسا على عقب.
بعض الأطباء نصح بالاستعانة بزجاجة أوكسجين من تلك التي تستخدم في صبغة الشعر لإجراء اختبار سريع (داخل الحمام) مضمون النتائج للكشف عما إذا كان السائل الناتج عن عملية فض البكارة هو دم بشري حقيقي أم حبر صيني أحمر .... ويجرى الاختبار عن طريق سكب جزء من محتوى القنينة على القضيب بعد الفراغ من فض البكارة . فإذا فار الدم فكان بها وهو دم عبيط .... وإذا لم يفور الدم فلك أن تتخذ ما تشاء من قرارات أو تسارع برفع دعوى مستعجلة أمام المحاكم الجنائية وتطالب بالاستعانة بالطب الشرعي من فورك والطلاق والتعويض على اعتبار أن العروس قد ارتكبت في حقك جرم الغش والتدليس...... وهذه هي الجناية الوحيدة التي يمكن للعريس الارتكان إليها للحصول على حقوقه لأن الشرع لا يشترط البكارة صحة لإتمام عقد النكاح (يشترط وجود ولي الأمر والمهر المسمى والشهود والإشهار والأهلية) . وبالتالي لا يحق للزوج الدفع شرعا بأن عروسه ليست عذراء . لأن هناك أسباب كثيرة تتداخل في فقدان الفتاة غشاء بكارتها دون أن يعني ذلك أنها غير عفيفة . وكذلك هناك فتيات كثيرات لا يكون لديهن غشاء بكارة في الأصل ..... ولكن الطب الشرعي في حالة الطلب إليه من المحكمة بإمكانه تحديد ما إذا كانت الفتاة استخدمت غشاء صناعي من عدمه . أو ما إذا كان قد سبق لها ممارسة الجنس من عدمه.
ولكن كيف يمكن للرجل الحصيف المثقف ثقافة جنسية رفيعة أن يتأكد ما إذا كانت عروسة عذراء من عدمه حتى لو لم يكن لديها غشاء بكارة ؟؟؟
المسألة في غاية السهولة ؛ فالفتاة يكون ملامح جهازها التناسلي الخارجي واضح المعالم فهو جاف ومتماسك الهيئة غير مرتخي أومنطوي ويميل لونه إلى البمبي . وبالتالي يختلف كثيرا عن ملامح الجهاز التناسلي للمرأة التي سبق لها الزواج أو ممارسة الجنس والحمل والوضع حيث يكون على عكس العذراء من جهة الجفاف والتماسك . ويكون لونه أغمق ويغلب عليه اللون الوردي الغامق بوجه عام . بالإضافة إلى أن بعض معالمة البارزة تكون قد طمست وأصبحت أطلالا تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ مع تكرار وكثرة الاستعمال.
فتحة التناسل لدى العذراء تكون صغيرة جدا (سنتيمتر واحد أو أقل وتأخذ شكلا طوليا) ومتماسكة بالطبع ولايوجد حولها آثار خياطة أو غرز طبية. وذلك على العكس من الفتاة التي سبق لها ممارسة الجنس حيث تكون الفتحة أكبر من ذلك بكثير بحسب أحجام قضبان من كانت تمارس معهم وكذلك تأخذ فتحة التناسل شكلا (كمثريا) منبعجا في المنتصف ويزداد الانبعاج كلما اتجهت الفتحة نحو الأسفل مثل ثمرة فاكهة الكمثرى.
منطقة عظام الحوض لدى العذراء تكون أيضا متماسكة غير مفككة ومضمومة الجانبين إلى بعضهما البعض . وتجد الفتاة صعوبة بالغة في رفع فخذيها خلال الجماع أو الحفاظ عليهما مرفوعان لفترة طويلة ؛ لأن منطقة الحوض تكون ضيقة فيؤلمها ذلك كثيرا خلال الشهـر الأول . ودائما ما تشكو من آلام في منطقة الحوض بسبب ذلك ، على العكس من التي سبق لها ممارسة الجنس فإنها وعفويا تكون مرتخية وفخذيها ثابتين على شكل زاوية قائمة مع منطقة الحوض .. وهي وإن حاولت التمثيل فإنها تنسى نفسها أثناء عملية الجماع وتندمج في الجنس دون أن تشعر فتصدر منها أصوات الشبق واللذة والرغبة في الأخذ والعطاء والإستزادة على نحو فطري. بسبب الخبرة السابقة والتعود ..... وكما يقال فإنه لا توجد جريمة كاملة. ولكن ليس كل عريس بذكاء المحقق كونان.
الفتاة التي لم يسبق لها ممارسة الجنس تكون متشنجة زائغة العينين يعتريها الخوف الفطري من رهبة الجنس ؛ وليس خوفا من أن يكتشف السبع أمر غشها وتدليسها ...
وبالتالي فإن الفتاة البكر يجف ريقها ويغمرها العرق في ليلة الدخلة. وتزوع عيناها وتبدأ في الهذيان ومحاولة التأجيل والرغبة في دخول الحمام . وتكثر من الالتفات وتتحاشي بكل الطرق أن تلتقي عيناها يعيني عريسها بعـد أن ينفرد بها للمرة الأولى وراء باب مغلق لأنها ليست معتادة على ذلك . وإذا تقدم نحوها عريسها فإنها تقوم بتجميع فستانها أو قميصها على جسدها من الخجل والحياء ويحمر وجهها وإذا مس عريسها جسدها بيده قفزت واضطربت وصرخت كأنما لدغتها أفعي من فصيلة الكوبرا . وربما ينهمر العرق غزيرا على عنقها وصدرها .....
أما تلك الخبيرة ممن سبق لها اللقاء مع الرجال وممارسة الجنس ؛ فإنها وإن حاولت التمثيل فإنها لا تكون صادقة . وأبلغ ما يكون ذلك بداية في حركات عينيها وتركيز نظراتها سواء في وجه الرجل أو الحوائط على الجانبين . ثم رويدا رويدا تنسى نفسها بسرعة فتتصرف بشكل عادي وبكل جرأة المرأة الخبيرة المعتادة على كشف عورتها في وجه الرجال . فتعطي عطاء من لا يخشى السكس.
يعد أن يفض الزوج بكارة زوجته العذراء فإن ضيق مهبلها يكون مواكبا متناسقا ومتسقا مع قضيب زوجها وحجمه وهو والج "كابس" على الدهليز في داخل جهازها التناسلي .... بل أن العريس الذي يكون مرتخي الأعصاب وعلى دراية بما يقوم به يشعر بأن قضيبه وبرغم فضه للبكارة قبل أكثر من اسبوع مضى ؛ لا يزال يعالج العـديد من الالتصاقات الطبيعية في داخل مهبل الفتاة كلما مارس معها الجنس . على العكس من تلك التي سبق لها ممارسة الجنس فيكون القضيب في هذه الحالة سالكا في الداخل جيئة وذهابا كأنه في أنبوب مجوف شديد نعومة الملمس دون أن تعترضه التصاقات أو جوانب خشنة الملمس .. كما يكون مجراه في داخل المهبل واسعا خاصة إذا كانت عروسه قد سبق لها ممارسة الجنس مع أكثر من ذكر وساعتها حدث ولا حرج عن الاتساع.
من ناحية أخرى فإن العروس الفتاة وخلال الأيام الأولى بعد فض بكارتها لا تصدر خلال الجماع أصوات لذة وإندماج وتعبير عن الشبق ؛ بل حتما أصوات ناتجة عن الشعور بالآلام وتستعجل عريسها للفراغ ، وتسأل اسئلة ساذجة كثيرة حول الجنس بطريقة فطرية وفضولية على العكس من تلك التي سبق لها ممارسة الجنس واللعب بذيلها ؛ فهي عادة ما تحاول التمثيل إما عبر التزام الصمت الرهيب المصطنع أو إصدار أصوات تقصد بها إظهار الألم . ولكنها لاتكون صادقة في إبداء هذا الإحساس على نحو عفوي فطري ... ثم سرعان ما تنسى نفسها وتندمج في العملية الجنسية بشكل آلي يدل على أنها معلمة وليست تعـلمجية تتلمس طريقها في الشراكة الجنسية مع رجلها.
بعد انقضاء فترة شهرين أو ثلاثة في المتوسط تنتهي الآلام من ممارسة الجنس لدى العروس الفتاة البكر . وتبدأ في الشعور بلذة الجنس للمرة الأولى في حياتها فتصبح كثيرة الإفرازات وتكون هذه الإفرازات مائلة إلى السيولة عكس التي سبق لها الزواج أو معاشرة الرجال لفترة طويلة والتي تكون إفرازاتها أشد لزوجة وقليلة نوعا ما لأن إثارتها لا تكون بنفس سرعة إثارة العروس الفتاة البكر ....
كذلك تكون العروس البكر بعد انقضاء فترة الشهرين أو الثلاثة من الزواج في غاية الشبق والرغبة في النكاح بإستمرار وتعتريها الدهشة (كأنها طفل يستكشف الأشياء من حوله لأول مرة ) وكمن اكتشف شيئا كان غائبا عنه أو كأنها اكتشفت كنزا ثمينا من كنوز الملك سليمان . بل وكأنها الوحيدة التي يجري لها ما يجري .... وترغب في التحدث بشكل متواصل وملحاح عن الجنس مع زوجها ومعرفة اسراره وخباياه ولماذا وكيف ومتى .. إلخ كحال من يريد استكشاف أمر جديد شد أنتباهه وأثار فضوله .... وبنحو عام تكون الدهشة لديها سيدة الموقف . وتشعـر بحب شديد نحو عريسها كأنه وحيد زمانه والرجل الأوحد في العالم الذي لا شبيه له ولم يخلق قبله ولا بعده أو مثله في البلاد . فتتعلق به وتتحين الفرص للالتصاق والانفراد به . وتنظره بقميص النوم خلف باب الشقة وتكثر من ملاعبته ومداعبته وممازحته وتقليد جركاته وارتداء ملابسه وتتصرف أمامه بوجه عام كالطفلة السعيدة بلعبتها المحببة الجديدة . وتحرص على قراءة جسده عاريا وحفظ كل بوصة مربعة منه . بل وتنسى خلال هذه الفترة أهلها وذويها ولاترغب في الخروج من غرفة النوم أو الشقة . وتتملكها الغيرة الشديدة على زوجها حتى من شقيقاته وخالاته وعماته ؛ ولا ترغب في أن يزورهما أحد كأنها تخشى أن تخطفه النساء منها .... كذلك لاننسى مشاعرها الرومانسية المتدفقة خلال هذه الفترة فهي إذا غضب منها زوجها إسودت الدنيا في وجهها وظنت أنها الآخرة ونهاية المطاف ..... وتستمر هذه الحالة ربما سنة كاملة أو إلى أن تحبل فتدخل في دوامة الحمل وأوجاعه ويكون وحم البكر مختلف كثيرا عن وحم التي سبق لها الحبل والولادة.
أما تلك التي سبق لها ممارسة الجنس قبل الزواج فتكون قد مرت بهذه المشاعر والدهشة من قبل مع حبيبها أو عشيقها الأول . ولا يمكن بأية حال من الأحوال تكرارها مهما حاولت التمثيل حتى لو كانت ممثلة سينما من الصف الأول ومبدعة فطريا في هذا المجال ؛ بل وبموهبة فاتن حمامة وسعاد حسني ، لأنه وكما قيل فإن للزواج والمعاشرة الجنسية والعاطفية لذة في المرة الأولى لا تتكرر في المرة الثانية سواء لدى الأنثى أو لدى الذكر..... فالإنسان وكما لا يلدغ من جحر مرتين ؛ فإنه وغير المؤمن كذلك لا يندهشون من أمر مرتين .... وقديما قال الشاعر وهو صادق :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى .... ما الحب إلا للحبيب الأول
إن التعويل على خوف المسلم والمسيحي العربي من الله وحده لا يكفي ..... فإن الله ليعز بالسلطان ما لا يعز بالقرآن ..... وبالتالي فإن على السلطات الرسمية منع استيراد هذا الغشاء الصناعي درءاً لمفاسده المتعددة ... وعلى المقبل على الزواج أن يحسن الاختيار وأن لايندفع وراء عواطفه وحدها ؛ بل يتريث من باب أن جمال الفتاة وحده ليس كافيا لإنشاء علاقة زوجية دائمة. وبالتالي فهناك طرق عديدة تساعده على اختيار شريكة حياته ومنها استشارة أهله وأهل الرأي الصائب في مجتمعه للتعرف على البيوتات العفيفة المحترمة بغض النظر عما إذا كانت فقيرة أو ميسورة . والابتعاد عن خضراء الدمن ما أمكن لأن العرق دساس.
التعليقات (0)