تأملت بالكثير من الاشفاق والخوف ما حدث ويحدث على حدود مصر الشرقية وردة الفعل عليه عند بعض القوى النشطة فى الشارع المصرى , وسوف أسرد بعض الملاحظات - أولا حينما استشهد بعض الضباط والجنود المصريون فى الهجوم على قسم شرطة العريش لم تقم مظاهرة ولو من عشرة أفراد ولكن بعد استشهاد بعض جنودنا وضباطنا فى عملية اسرائيلية خرجت مجموعات كثيرة تطالب بالثأر والجهاد وكأن قتل الجنود المصريين بيد حماس أو القاعدة لا يستدعى الغضب أو الثورة لأنهم قتلوا بيد اخوتنا فى الله - ثانيا - أثناء حكم مبارك قامت عدة محاولات لجر مصر الى معركة لا تحدد هى وقتها ولا أهدافها ولكن نظام مبارك كان يملك أجهزة أمنية واستخبارية على أعلى درجة من الكفاءة والفاعلية , وهى وان كانت تضع حماية النظام الفاسد فى مقدمة أولوياتها الا أنها كانت أيضا قادرة على حماية الأمن الوطنى سواء فى الداخل أو على الحدود ثالثا بعد الثورة المصرية وما صاحبها من شرخ فى المنظومة الأمنية تحركت القوى التى أزعجها عودة سيناء الى مصر باتفاق سلام عقده الرئيس الوطنى المحنك أنور السادات بعد أن رفض أدعياء الصمود والتصدى دعوته للمشاركة فى مفاوضات السلام , تحركت هذه القوى هذه المرة معتقدة أن هذه هى فرصتها الأنسب لتوريط مصر تحت ضغط القوى السلفية والقومجية وذلك بعد فتح بورصة المزايدات الدينية والقومية على مصراعيها , والكل يشارك فى هذه البورصة حتى ولو لم يكن مقتنعا بالأرباح ولكن لمجرد السير ضمن جوقة الصوت الأعلى - رابعا ما يحدث ليس بعيدا عن أحداث سوريا فمنظمة حماس التى يتخذ قادتها من دمشق مقرا ومن نظام الأسد سندا رأت وببعض التوجيهات من هنا أوهناك أن اشتعال الجبهة المصرية مع اسرائيل سيحول الأنظار فى المنطقة عن مجازر نظام الأسد ضد الشعب السورى هذا بالاضافة الى حرج موقف حزب الله فى لبنان بعد حكم المحكمة الدولية . ان الذين أرادوا تحرير الجولا ن والأقصى بالدم والأمن اللبنانى يحاولون ذلك فى مصر , ومن هنا فاننى أطالب القوى الوطنية المصرية وفى مقدمتها المجلس العسكرى أن تتصدى لبورصة المزايدات حتى لا يتكرر ما حدث عام 67 ولكن بصورة أشد هولا ودمارا
التعليقات (0)