جماجم الليل
حفروا في مائك المقدس
كل أصناف مؤامرات عمى الألوان
نفثوا عواء الظلمة
في مدينة الشفق الخرافي
ذات أصيل مكفهر الوجه
بزغت ظلمة شمس عابسة
انتشر ضوء ظلامها
في هشيم الصمت
تناثر ورق الضّباب
ركبوا قوارب من فلاذ الريح
في اتجاه بوصلة الخوف
أبحروا
تركوا خلفهم
موت فولاذي
يشحذ سكاكينه
على جدار الجوع
يعلقون
على صدر المدينة المصلوبة
قلائد الموت المرجاني
يلونون
جيدها البنفسجي
بأسورة من منايا
و
إكسسوارات العذاب المدقع
يا غزة
يا مدينة بحجم اللامتناهي
ترقد
في حضن الله بسلام
رصيدها البنكي
دماء طرية بيضاء
تهطل من الأرض على السماء
غزيرة مدرار
عبيرها عطر الخلود
غزة.... يا عروسة السماء
يا وشاحا مطرزا بصبر الأنبياء
...يا مدينة مستعصية
شفّرها الصمود
يا فاتنة الشهداء ...
متبرجة
بدماء
زكية مباركة
مزاجها كافور
تطهر الذنوب
اغسلي
بدماء ورودك البرية
جبن عالم
في الماء
ينبت العطش
أدفني موتهم الأبدي
في مقبرة الليل بلا عنوان
حلي عليهم لعنة الغسق
أتركي زهور البرتقال
تروي حكاية
تطهيرها العرقي
و
هدم نهرها المليء
بعرائس السماء
وكيف اقتلعوا
ألوانها المتوهجة
حاصروا أحلامها المشردة
ومنعوا دموعها أن تذرف البكاء
و................ و................. و
والآن
ها أنك تكتبين بقلم الأحزان
بيان
نعيهم الأخير
وتقرئين على موتهم
فاتحة الكتاب
غزة ...
يا مدينة السماء
في نهر
يرقص بدمائك الخضراء
يتحول شلاله
إلى سجاد من عطر زكي
يصلي عليه كل الأنبياء
يا مدينة أتخمها الجوع
ورواها العطش
وكساها العراء
وتكدست آلامها
صومعة تؤذن الوجع
ولا من مستجيب
أهرامات وجع وأنين
ولا من مستجيب
غزة ...يا أسطورة تراود العذاب
وتروض الأحزان
يا مدينة
بلون غضب السماء
.............................
يال مصابنا ....في موتنا
يأخذنا في سنة من غفلة لا تنتهي
يخجلنا....
أن لا نكون جرحك وأنينك
يخجلنا رنين فحش
متسع الأحداق
في وطن البعير والعبيد
يعلقون براءة الشمس
في مشانق الغبار
يشوهون دم القرنفل
بعار لا يغسله نار
يبذّرون شهداءك الأحياء
ذات اليمين وذات اليسار
يبعثرون
ملحمة الشرف
على صك بياض الذل
وعند انتشار العتمة
يهرعون
هنيئا
مريئا
إلى مخدع
" إن عصيتم فاستتروا"
يطمسون
ماء براق العزة
يكتمون بريق وميض الأمل
وينامون نومة الأنعام
التعليقات (0)