ليس هناك أشياء كبيرة وجديدة تستدعي الاِنتباه لها في إدارة الصراع بين الشعب الفلسطيني والاِحتلال الصهيوني، التي بات يُدرك أنه قد أصبح لقطاع غزة اليوم درع وسيف في أي معركة قادمة مع المُقاومة في غزة.
بحيث يمكن القول، إن حكومة إسرائيل اليمينية المُتطرفة لا تمتلك خياراتها العسكرية الحُلول في المرحلة الراهنة، للتحرك ضد حكم حركة حماس في غزة، وهنا ستضع الخيارات المحدُودة أمام بنيامين نتنياهو وحكومته ملف حماية المستوطنين في غلاف غزة كضرورة أمنية لا بد من إنجازها، ولا سيما بعد فشل كافة الخطوات الإسرائيلية في تحييد وتحجيم دور المُقاومة الفلسطينية التي باتت تعتمد على سياسة التكتيك في إدارة المعركة مع الإحتلال العنصري، وهذا يأتي لكسب مزيدًا من الوقت، ولتقليل حجم المُخاطرة والخسائر البشرية والاِقتصادية.
وعليه ستبقى الخيارات المطروحة أمام إسرائيل على المدى القصير أو الطويل للتعامل مع غزة، خيارات قد يصل وصفها بأنها "الطريق إلى جهنم"، وخاصة إذا أصر رئيس حكومة العدوان نتنياهو على اِتخاذ قرارات تدعم في تجاه التحضير والإعداد العسكري قبل عملية تنفيذ الخيار الأول المُرتبط في إعادة اِحتلال قطاع غزة من جديد، الخيار التي في تقديري سيكلف عندها جيش الاِحتلال الصهيوني عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى، وخاصة عندما لا يتوفر بدائل فلسطينية جاهزة لحكم غزة بعد سقُوط حماس عبر الدبابات الإسرائيلية.
أما الخيار الثاني .. الاِستمرار في البقاء على حملات عسكرية محدُودة تستهدف قواعد المُقاومة لإضعافها، وهذا الخيار لم ولن يوفر الحماية لمستوطنات الغلاف التي ستبقى هدفًا تكتيكيًا لضربات المُقاومة المحدُودة أيضًا.
أما الخيار الثالث .. سيكون بمثابة الاِتفاق غير المُباشر بين حماس وإسرائيل حول الحفاظ على الهدنة، مُقابل إدخال تحسينات وتسهيلات على الوضع المعيشي وأمام البطائع التجارية وغيرها، بما سيوفر هذا الاِتفاق للأطراف مساحات مقبولة للمُناورات السياسية والعسكرية بينهم خلال المرحلة المقبلة.
أما الخيار الرابع .. العمل على تعزيز فرص دعم مُعاناة قطاع غزة بتراكم ثلجي مُتدحرج في غياب الحُلول الحقيقية لمشاكل واِحتياجات المُواطنين في غزة، التي قد تصل بالشعب الفلسطيني إلى حالة الاِشتباك العنيف مع حركة حماس، وفقًا لتقديرات السلطة الفلسطينية في هذا الخيار المدعوم بإجراءتها العقابية المُتواصلة ضد غزة، رغم التباين بالمواقف حول هذا الخيار بين القادة السياسيين والأمنيين في دولة الكيان الإرهابي.
وبناءً على ذلك يمكن لنا الجزم بالقول، إن اِستمرار الرهان على هذه الخيارات في تحديد مُستقبل العلاقات السياسية مع غزة، بأنها خيارات ومُعالجات عسكرية لن تنال من عزيمة وصمود قطاع غزة الذي بات يحتاج من المُقاومة برنامج للتوسع الطبيعي في جبهة المُقاومة إلى الضفة الغربية والقدس، وإلى كل مدن وقرى فلسطين من البحر إلى
النهر.
التعليقات (0)