مواضيع اليوم

غزة (من ضيعه الأقرب اُتيح له الأبعد)

حسين الحرز

2009-04-26 21:44:47

0

 


(من ضيعه الأقرب اُتيح له الأبعد)


إنه لأمر غريبٌ من العرب في الوقت الذي لم نجدهم يناصرون حماس والشعب الفلسطيني في غزة التي ذاق الأمرين على يد الجيش والعصابات الصهيونية فإنهم يستكثرون عليهم أي دعم ينالهم سواءً من إيران أو غيرها كسوريا أو حزب الله في لبنان. ولا يريدون لحماس أن تتقبل و تتلقى الدعم من إيران وكأنه أمرٌ معيب أن أوافق على تلقي الدعم من اليد التي تمد يدها كي تساعدني فيكون جزاء الإحسان النكران خلاف طبع الإنسان الطبيعي وذلك في الوقت الذي لا يدعمونها و يمنعون المساعدة عنها والمشاركة في التضييق عليها.
بل الأعجب هو استنكار بعض العرب على حماس قبولها لذلك الدعم وكأنهم يقولون بلسان الحال الذي يفصح عنه فعلهم قبل قولهم للفلسطينيين لا تقبلوا أي دعم ولو كنتم بحاجة إليه وانتظروا الدعم العربي الذي لن يأتيكم حتى يفنى أخر فلسطيني مقاوم ، هنا يشتد ويعلو العجب عندما يشارك البعض العدو الإسرائيلي في الحصار والتضييق على هذا الشعب و كأن الشعب الفلسطيني يعيش في المريخ وليس إلى جوارهم يرون معاناته اليومية و تنقل الوسائل الإعلامية عمق المآسي اليومية التي يعيشها.
وكما جاء في الحديث عن الرسول (ص ) أن إمرأة دخلت النار في هرةٍ لا هي أطلقتها ولا هي أطعمتها. نجد أن حال العرب هو حال تلك المرأة التي أجاعت هرتها حتى الموت فباءت بذنبها.
إن من أشد العجب الذي يتبادر لذهن المراقب والمشاهد العربي هو ذلك الصمت المطبق طيلة أيام الحرب على غزة التي راح ضحيتها أكثر من 1500 قتيل أكثرهم من النساء والأطفال وكأن القوم أرادوا لهذه الحرب أن تستمر للقضاء على أخر جيوب المقاومة في وطننا العربي كي لا يبقى من يحارب هذا الكيان الغاصب وكي يقولوا للذين يحاولون أن يقاوموا مثل هذا العدوان ماالذي استفاد أولئك غير تقتيل أبناءهم وهدم منازلهم وكأن الكرامة توهب ولا تؤخد فإن ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.
إن الراضي بهذا الحال هو مشارك في سفك دماء الفلسطينيين وقتل أبنائهم وهدك منازلهم والصمت هنا هو رضا بذلك الحال الذي وصلنا إليه
وللأسف هذه الحرب لم تنتهي فما زال الحصار المفروض على غزة مستمر والعرب رضوان عن هذا الحال لا يحركون ساكنا وكما قال صلى الله عليه وآله من رضي بفعل قوم كان منهم ) وكما قيل الراضي كالفاعل...
هنا قد يأتي البعض ويحاول أن يبرر صمت الدول العربية والرأي العام العربي فما أدري ما حجته فإن كان عربياً فأين الأخوة العربية والنخوة والشهامة التي تنادينا بها طويلا وسطرنا فيها ولها أحلى وأجمل القصائد و أبرع المقالات كل ذلك لا يبرر هذا الصمت الذي نراه يسود المحافل العربية مع استمرارية الحصار على غزة
وإن كان المشاهد مسلماً فأين موقف من يناصر أخاه المسلم كما جاء في الحديث الشريف (المسلم أخ المسلم لا يُسلمه ولا يهنه)
لقد أصبحنا نعايش الترف في مصطلحاتنا وأفكارنا وثقافتنا التي لا تسمن ولا تغني لكن ذلك لم ينعكس على سلوكيتنا تجاه قضايانا وتجاه كرامتنا المهدورة على جدار الصمت العربي الذي بات مقبوراً في جزر واق الواق أو بين ركام سدِ ذو القرنين ولعل الزمان يأتي بيأجوج و مأجوج كي تبعث انتفاضة في هذه الأمة كي ترفع عن كاهلها و أذايالها غبار الذلة ةالخيبة والإستعباد.
كل ذلك من الترف الثقافي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ولن يؤدي بنا لاستعادة أي شبر أو كرامة لشعوبنا التي أصبحت تستلذ وتستطعم المهانة والذل وترضع القهر نتيجة لانحطاط قيمتها و قيمها في مزابل التاريخ.
لقد هُزمنا عندما دخلت القوات الإسرائيلية بيروت في الثمانين ولم تخرج مظاهرة عربية تستنكر ذلك لقد هُزمنا حكاماً ومحكومين وأصبحنا أذلتنا نُساق كما تُساق الأيامى وذلك عندما يصدر أمراً من محكمة دولية باعتقال حاكم عربي لأنه لم يخضع لإرادة الغرب.
نعم هناك دكتاتورية في العالم العربي لكن هناك أنظمة بشعة وديكتاتورية في العالم أشد من بعض الأنظمة العربية لكنه لم يصدُر بحق قادتها أي قرارات وذلك نتيجة لأن رد الفعل لدى شعوبها وحكامها لم تكن تسمح بأن يُتعرض لها أو للمساس بكرامتها، أما نحن فقد أصبحت الدول تتقاذفنا ذات اليمين وذات الشمال وأصبحنا نتبع سياسة الآخر في تقييمنا لمن يمد يد المساعدة لنا أو يحاول أن يمد يده لنا كي ينشلنا من الغرق أو مما نحن فيه وأكبر مثال على ذلك الرئيس الفنزويلي شافيز الذي قطعت المغرب علاقتها معها في عز وقوف بلاده مع الفلسطينيين في غزة
لقد هزلت وبان هزالها  كلاها واستامها كلُ مدنف




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !