بسم الله الرحمن الرحيم
غزة ووهم الحقيقة المجحفة
الزلزال الذي أحدثه العدوان الدائر على غزة ألان.... ماهو الا حقيقة الأمس المرة ... وما أشبه البارحة باليوم
الأمس الذي مر على الشعوب العربية وهي تصارع الذل والهوان من لدن الحكومات التي تخبطت في وهم المشروع الكبير الذي أسست له أمريكا وكان من التردي والانحدار بحيث انه سحب أليه الكثير من الدول العربية والتي كانت والى وقت قصير تحسب على دول المواجهة مع العدو الصهيوني أو من الدول التي عول المواطن العربي عليها الكثير ... في أمكانية التصدي لتلك الدولة اللقيطة
لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه.... فأمنيات الفرد العربي البسيط ليست كأمنيات الحكام الذين تولوا أمر رعايته او أمر الرعية ..لا فرق
فمصر الدولة العربية الكبيرة بإمكاناتها البشرية والعقلية كانت أول من رمقتها إليه العيون و تعلقت بها القلوب لكنها وكأي دولة فقيرة أخرى من العالم الثالث لا تملك من حطام الدنيا غير تاريخ عريق وإمكانات بشرية هائلة لم توظف لخدمتها الا في قطاع الزراعة فقط فهي لم تكن في يوم من الأيام دولة نفطية أو دولة غنية
لذلك فلا مناص من الهدنة مع العدو ولابد من التنازل....
ولقد بدا مسلسل التنازل هذا من أيام السادات وحتى ألان ..في عهد خلفه حسني مبارك الذي جر العرب اجمع إلى الخذلان المبين
فلم تعد الدول العربية تبني سياستها الدولية على الاحترام بل فرضت عليها سياسة جديدة يغلفها التهديد والوعيد الذي تفرضه أمريكا عليها وذلك عبر عرابها في جميع الصفقات المذلة حسني مبارك
الذي كان جسرا يمر عليه جميع الساسة والمنظرين الأمريكان والصهاينة وفي كل الأزمات التي لحقت بالعربي والتي نالت من كرامته في حال لو بقيت له كرامة
نراه كاللولب ...الذي يدور في فلك التخاذل والهوان والتنازل عن القيم والأعراف الدولية من اجل حفنة من الدولارات... وان كانت هذه الحفنة تصل الى الملايين التي تقدم سنويا من اجل دعم الاقتصاد المصري المتهرئ والتي تقدمها أمريكا عن طيب خاطر من اجل أتمام عقد اتفاقيات السلام والتطبيع مع دولة إسرائيل
ناهيك عن استردا مصر لمعظم الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب السبعة وستون والتي حولتها مصر الى منتجعات وقرى ساحلية تدر عليها الملايين من العملة الصعبة عبر تشجيعها لجميع الاستثمارات السياحية الغربية وفتحها الباب على مصراعيه من اجل جذب الأموال الغربية والأمريكية والإسرائيلية بصورة خاصة الى مصر
مما جعلها تتخلى عن الدور العسكري الذي اضر ببنيتها الاقتصادية
لكن... ولان ماكينتها الإعلامية الكبيرة قادرة على ملىْ أدمغة العرب بالجهاد الورقي الفضائي الذي باتت تتطاير قصاصاته أدراج الرياح مع أول أطلاقة بندقية إسرائيلية او أمريكية على الشعوب العربية فانها قد ماطلت طويلا وأثرت كثيرا من لعبة الجهاد تلك
فأين مصر مما جرى ويجري من قتل يومي وبشكل عشوائي للمواطن العراقي على يد حليفتها امريكا
وأين مصر من الاجتياح الإسرائيلي على ا لجنوب اللبناني
أين مصر من كل ذلك ....مما يجري ألان على غزة من الذبح والقتل الهمجي
أم أن المنطق يقول أن مصر هي العرابة الأولى للغزو الإسرائيلي الأخير على غزة
وان مصر لم تعد زعيمة للعرب بل هي زعيمة لمصالحها فقط وليذهب العرب الى الجحيم
وإسرائيل لم تألو جهدها كذلك في ممارسة نفس الدور الذي لعبته مع مصر.... من ان تلعبه مع جميع الفصائل الفلسطينية... فغزة تغرق في الظلام لولا ان تزودها اسرائيل بالطاقة والوقود ....
وامريكا تمدها بالملايين من اجل دفع رواتب موظفيها
ولا اعرف على من يضحك العرب ؟ على أنفسهم أم على العالم الذي لم تعد تنطلي عليه الأكاذيب والأوهام تلك
و البكاء على الأطلال ما عاد يجدي نفعا
فاليوم تلعب أمريكا بأوراق الاستسلام ومعاهدات الأمل وجر الكرامة إلى الحضيض
ولو شاء ت الدول الكبيرة التلويح بعدم ضخ النفط العربي فقط........... ناهيك عن سحب الأرصدة المكدسة في بنوك أمريكا وأوربا
لربما اتعظت أمريكا ولربما أعادت حساباتها ووقفت مرة واحدة الى جانب العرب
لا الى جانب إسرائيل
فغزة اليوم تحترق .... ولن يطفئها الجهاد ابدا
فالجهاد اليوم بضاعة غالية معروضة في دكاكين السماسرة والعرابين ....
ومن يبيعون بضاعتهم لامريكا فقط
التعليقات (0)