غزة والدم المسفوك عبثا

سبق أن كتبت أننى أضن بالحياة الإنسانية أن تبذل لأى هدف أو تتبدد لأية قيمة لأن كل قيم الحياة وعقائدهايمكن أن تتغير وتتبدل , وما هو حق اليوم قد يصبح باطلا غدا , الشىء الثابت هو قيمة الحياة وكونها منحة غير قابلة للتعويض أو التجدد وكل ما يقال عكس ذلك لم يقم دليل عليه
أقول هذا بمناسبة هذه الأرواح التى تهدر فى غزة كل يوم , وحينما أقول -تهدر -فأنا أقصد كل دلالات الكلمة وهذا يقودنى إلى طرح بعض الأسئلة ثم محاولة الإجابة عليها : السؤال الأول - ماماهو الحل الذى تراه حماس لقضية الشعب الفلسطينى ؟ الجواب هو أن حماس ترى أنه لا حل بديل عن إزالة إسرائيل من على كامل الأرض الفلسطينية , وهذه الإجابة معروفة للجميع - السؤال الثانى هو : هل تستطيع حماس وحدها أو معها الدول العربية بل والإسلامية جميعها تحقيق هذا الهدف ؟ الإجابة بلا عنتريات أو شطحات عاطفية هى أنه حتى لو لم تكن إسرائيل بقنابلها الذرية قادرة على درء الخطر عنها فإن العالم لن يسمح بإزالتها من على الخارطة : العالم كله وليست أمريكا فقط أو حلف الأطلنطى فقط بل حتى العالم الشرقى بما فيه روسيا والصين , لأن عصر إزالة دولة أمر تخطاه التاريخ . السؤال الثالث : ما هو الحل المتاح إذن ؟ والإجابة أن الحل يكمن فقط فى الضغط السياسى والدبلوماسى من العالم لإقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل يونيه 67 وهو الحل الذى تتبناه السلطة الفليسطينية ومعظم الدول العربية وهو ذاته الحل الذى تعرقله حماس استجابة لأحلامها وطموحاتها العقائدية والتى لن يسمح بها عالم اليوم حتى ولو على مذبحة الشعب الفلسطينى بأسره .
إن بعض المخلصين العرب ذكروا كثيرا أنه يمكن هزيمة المشروع الصهيونى بالسلام بينما تستحيل هزيمته بالقوة لأن إقامة دولة فلسطينية وانتشار السلام فى المنطقة وانطلاق شعوبها للتنمية الاقتصادية والعمرانية والحضارية وكثافة النمو السكانى العربى والفلسطينى بالمقارنة بالنمو الإسرائيلى كل ذلك سيجعل من الإسرائيليين أقليةوسط محيط له نسقه الحضارى والثقافى ومن ثم سيعيشون جزءا من هذا النسق الغالب والقوى . لكن للأسف الشديد فإن عقيدة تنظيم الإخوان الذى تأتمر حماس بأمره له رؤية أخرى , رؤية همايونية بل ودمويه لا ترى سوى أخيلتها وتغض الطرف عن موازين القوى العالمية اليوم وغدا والذى يدفع ثمن هذه الرؤية العمياء هو شعب غزة المسكين وأطفاله الأبرياء . نعم أكرر أن العالم لن يسمح بإلقاء إسرائيل فى البحر حتى لو كنتم قادرين على ذلك ولكنكم بأحلامكم المريضة تلقون بالشعب الفلسطينى فى بحر الدم والخراب