في ظل اللا معقول، نجد في عالمُنا السياسي الفلسطيني أن هناك من يفتح الطريق أمام مرحلة جديدة بخطوات واضحة وثابتة تجاه الحاضر المُوصل للمُستقبل دون الرُجوع إلى الماضي.
لذلك ثمة مواضع ومُتغيرات سريعة في العلاقات مع الدولة المصرية ومحمد دحلان من جهة، ومن جهة أخرى مع يحيى السنوار قائد حركة حماس في قطاع غزة، التي كانت وما زالت عينها على حُضُور طبيعي في المنطقة العربية، وخاصة بعد التعديل والتغيير السياسي في وثيقتها الأخيرة، وبعد المُوافقة على دولة فلسطينية بحدود الـ 67 وعاصمتها القدس، والتي تأتي في سياق رؤية توافقية وطنية بينها وبين القوى والفصائل الفلسطينية.
وعليها تُسجل حماس نشاطاً سياسيًا كبيرًا، وصامت في مُحاولات الخُروج من أزمات غزة المُتتالية، لكن هذه المرة ليست باتجاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بل مع القاهرة ودحلان، الذي بات يُشكل لحماس في هذه المرحلة مدخلاً للإنقاذ والعُبُور إلى بر الأمان، وهذا ليس هو المرجُو فقط من دحلان وأموال دولة الإمارات، التي هي بالعادة أموال لغايات أمنية أو لتمرير مشروع سياسي تحت عناويُن مُختلفة تصب في دعم أفكار تطوير غزة المُستقلة، التي بات عليها أن تُنافس من أجل الحُصول على مقعد في صفقة القرن الذي تحدث عنها الرئيس الأمريكي ترامب في سياق الحديث عن ملامح الشرق الأوسط الكبير.
وهذا أيضًا سوف يضع مصر ودحلان أو الإمارات في مُواجهة تحديات كبيرة قد تنسف التفاهُمات التي حصلت عليها حماس من عبر حوار الأيام التسعة في القاهرة، بما يعني بالقول الصريح، لم ولن يقبل الشعب الفلسطيني بالعودة إلى مشاريع التوطين أو التوسع الجغرافي المطروح لقطاع غزة بين الفينة والأخرى.
لذلك اعتقد أن هذه المرحلة الصعبة تحتاج للرد من أصحاب القرار والفعل الوطني والسياسي الفلسطيني على الأسئلة التالية:
1_ هل ستقبل حماس أن تكون جسرًا لتمرير خطط الوطن البديل..؟؟
2_ هل سيقبل محمد دحلان أن يكون عراب لمشروع غير فلسطيني..؟؟
3_ هل ستقبل مصر السيسي بعد نقل تبعية جز تيران وصنافير للسعودية بأن تكون ممرًا لمشروع إقليمي قد يضع غزة في مُقدمة البحث عن
صياغات سياسية خاصة بغزة..؟؟
4_ هل ستقبل حماس باِستمرار حالة طلاسم الصمت، للاِطمئنان من مجموعة مخاوف مُرتبطة بعدم الاِلتزام بتطبيق اِتفاق القاهرة..؟؟
في قناعاتي كل هذه الأسئلة مشروعة لاِستكشاف المُستقبل الذي يبدو عليه سوف يحمل الكثير من السيناريوهات القابلة للتنفيذ .. والغير مرغُوب بها وطنيًا.
بقلم / منار مهدي
التعليقات (0)