مواضيع اليوم

غزة امام المرآة ...البشير عبيد

البشير عبيد

2010-07-08 16:43:17

0

 غزة أمام المرآة                                                 

تراجيديا الأيام الدامية

                                                                 البشير عبيد                                                                 

   مثل العدوان الصهيوني الدموي على أهلنا في قطاع غزة المحاصر الحدث الأبرز عربيا و إقليميا و دوليا. و حتى نضع النقاط على الحروف و نفهم طبيعة العملية العسكرية الغير مسبوقة التي قام جيش الكيان العنصري الغاصب،لا بد في نظرنا من العودة إلى تداعيات الأحداث السياسية التي شهدتها الدولة العبرية على مستوى القيادات العليا المتنافسة و المتصارعة، و ليس خافيا على أحد أن المشهد السياسي الصهيوني قبل الانتخابات البرلمانية،يجعل بالضرورة الطبقة السياسية – حكومة و معارضة – تركز بشكل لافت على إغراء الناخب و إرباك ذاكرته و مخيلته بالوعود المتصلة بالتهجير و الاستيطان و تهويد القدس و تشريد و تقتيل أصحاب الأرض الحقيقيين و استبعاد حق عودة اللاجئين من المفاوضات دون الاستعمال الماكر للواجهة الديبلوماسية قصد مغالطة الرأي العام الدولي و في هذا الإطار نفهم كيف يصعد رجال السياسة الصهاينة إلى سدة الحكم، الواحدة تلوا لآخر، واعدين – القادة- العرب و المتنفذين في السياسة الدولية – أمريكا و الغرب- لتحقيق –السلام – والقضاء على بؤر الاستيطان و خلق حالة-تعايش- بين الشعبين العربي الفلسطيني و اليهودي.مرت سنوات الضياع و الجمر يحرق سيقان الذاهبين الى عتبات السلام الموهوم. فعلا، لم تستطع القيادات السياسية الصهيونية المتعاقبة أن تفي بوعودها و تقطع مع ممارساتها العسكرية الدموية، و هذا طبيعي جدا نظرا لتعلق هؤلاء القادة للمرتكزات الأساسية و المحورية للفكر الصهيوني – إبادة الآخر الفلسطيني العربي في كل مكان من المعمورة و العمل بلا هوادة على تحقيق –إسرائيل الكبرى- و تهويد المجسد الأقصى و جميع المقدسات الإسلامية و المسيحية و القضاء على كل النشطاء من جميع الفصائل و الحركات المقاومة للمشروع الصهيوني.و تبعا لهذا المسار، صار الكلام عن-السلام- بين النقيضين المتصارعين بمثابة العيش في كيانات السراب و التحليق بأجنحة الفراغ في سماء الوهم. و هذا ما لم تتفهمه قيادات تاريخية من حركة فتح التي راهنت على مفاوضات ماراطونية فاسحة المجال للقادة الصهاينة لتسويق خطابهم السياسي المتسم دائما بالادعاءات و المغالطات قلب الحقائق، و لعل المسار السياسي المتشعب و الغارق في الضبابية و الوضوح معا هو الذي أوصل رئيس وزراء الكيان الصهيوني ايهود أولمرت الى بوابة المأزق- اتهامه بالفساد من قبل أجهزة الأمن و التحقيق معه في هذه القضايا، إضافة إلى فشله الذريع في تحقيق ما وعد به إبان تسلمه مقاليد الحكم فيما يتصل بمسار-السلام- و القضاء على أجواء التوتر و الاحتقان.                                        

  الهروب من المأزق                                                                             

إذا كان رئيس الوزراء الصهيوني المنصرف ايهود أولمرت، قد خرج في المدة الأخيرة من البوابة الخلفية للمسرح السياسي العبري، تبعا لما أحدثته مسيرتة السياسية من فوضى و دمار و خراب و ما خلفه انتصار المقاومة الوطنية اللبنانية /حزب الله من انكسارات و حسرة لا وصف لها في صفوف القيادات العسكرية و السياسية الصهيونية و ما تبع هذا الحدث التاريخي من مطالب و اسعة في الحكم و المعارضة للاستقالة و مغادرة النشاط السياسي، الأمر الذي جعل امرأة الاستخبارات و وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تستغل الفرصة لإعلان استعدادها لزعامة حزب كاديما- إلى الأمام- و رئاسة الحكومة القادمة و تبعا لهذا السيناريو بدأت مشاوراتها بعد أن كلفها رئيس الكيان الغاصب لتشكيل الحكومة المرتقبة، لكن مساعيها باءت بالفشل نظرا لرفض زعيم حركة ساش الصهيوني للمشاركة في العملية السياسية طالما لم ترفض ليفني مواصلة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني. و بناءا على ما تقدم، أعلن زعماء الأحزاب العبرية حاجة- البلاد- لانتخابات تشريعية مبكرة، سوف تجري على الأرجح في الأيام الأخيرة من فصل الشتاء-فبراير/فيفري 2009..تلك هي  إذا ملامح المشهد السياسي-الإسرائيلي- قبل العدوان الأخير و ما اكتنفه من وضوح و غموض في آن و ما تخللته من توازنات و تحالفات حزبية ظرفية تكتيكية، لكن موازين القوى بين الحركات و الأحزاب المتنافسة-من يمينها إلى يسارها-رشحت تسيبي ليفني لمنصب رئاسة الوزراء.و هنا نصل إلى حجر الزاوية في هذه المسألة، ذلك أن سؤالا كبيرا يتردد في أذهان المتابعين و المحللين لقضايا الصراع العربي الفلسطيني/الصهيوني، يتمثل في إمكانية الجاهزية السياسية و الفكرية أو عدمها لدى ليفني لمواصلة مشوارها السياسي إذا افترضنا أنها ستفوز بالانتخابات البرلمانية القادمة و برئاسة الحكومة. فهل ستخرج من العجز السياسي الذي كان يتسم به ايهود أولمرت و تلامس القضايا الحقيقية العالقة و تخرج- المفاوضات- مع الجانب العربي الفلسطيني من دائرة الديكور و اللعب في الوقت الضائع لتضع الأصابع على مكامن الجرح، لكن الرجل العسكري الدموي وزير الحرب ايهود براك دخل على الخط واعدا الناخب الصهيوني بما عجز عن تحقيقه ايهود أولمرت الخاسر في حرب تموز 2006 . و هذا تم التخطيط بإحكام للعدوان من قبل ثالوث الإجرام –ليفني و أولمرت و باراك-..رئيس الوزراء المنصرف المتهم بالفساد و المنكسر من ضربات حزب الله و المقاومة الوطنية اللبنانية، استغل العملية العسكرية للهروب من المأزق..مأرق الهزيمة الفادحة في حربه على بيروت و مأزق المساءلات القضائية في تهم الفساد التي تلاحقه في كل لحظة، وحتى يفلت من كوابيس الانهيارات أعطى موافقته الفورية للاجتياح و بدء العدوان الغادر على مواطنين أبرياء عزل ليس لهم من ذنب سوى أنهم تشبثوا بأرضهم و هويتهم و رفضوا بشكل أسطوري عمليات إبعادهم عن جذورهم و تهويد مقدساتهم. أما ايهود باراك و تسيفي ليفني فان كل منهما أراد استثمار الهجوم العسكري للفوز بالانتخابات القادمة، و لا يهم هنا أن يسقط آلاف الضحايا بين شهيد و جريح- أطفال و نساء و شيوخ و مقاومين-.. لا يهم أن تصير الدماء الفلسطينية في شكل شلالات ووديان.. لا يهم أن تهدم البيوت و البناءات على رؤوس أصحابها و هم نيام ، المهم فقط هو الوصول إلى سدة الحكم حتى و إن اقترف الجيش الصهيوني مئات المذابح على مرأى و مسمع من شعوب العالم و قادته السياسيين. و معلوم أن العدوان على أهلنا في قطاع غزة هو ارهاب منظم خططت له دولة الاحتلال و حشدت لتنفيذه ترسانتها العسكرية الغاشمة من الطائرات الحربية و الدبابات و المدافع الثقيلة و استخدمت أطنان القنابل و الأسلحة المحرمة دوليا-الفسفور الأبيض- لتدمير البيوت و قصف المساجد على رؤوس المصلين فيها و الجامعات و المدارس و المؤسسات المدنية و الاقتصادية و المشافي و مخازن الأغذية بهدف الاستفراد بالشعب الفلسطيني و منع وسائل الحياة عنه و اقتلاعه من أرضه ووطنه و إنهاء قضيته إلى الأبد. و حتى يحقق جيش الاحتلال- انجازاته العسكرية – ينكل بأهلنا في قطاع غزة في طغيان و جبروت غير مسبوق و يستهدف المدنيين العزل و يقضي على عائلات و أسر بكاملها كما حصل لعائلة أبو عيشا التي استشهد أفرادها جميعا و عائلة السموني مما يعيد إلى الأذهان السجل الأسود و الدامي للمجازر التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في دير ياسين و الدوايمة و صبرا و شاتيلا و قبية و كفر قاسم و المسجد الأقصى و الحرم الإبراهيمي الشريف.إن ما يجري في غزة المحاصرة الصابرة المقاومة من مذابح يومية و حملة تطهير عرقي،يمثل عارا على جبين المجتمع الدولي المشارك في هذه المجازر بصمته المريب و مواقفه السلبية مع طغيان الاحتلال الصهيوني المدعوم بالكامل من الإدارة الأمريكية التي لم تستنكر العدوان و بل بينت بالملموس أنها متواطئة مع الكيان الغاصب مدعية أن-اسرائيل- تدافع عن نفسها ..و نفس الموقف المخزي سجلته المستشارة الألمانية عكس الزعيم اليساري الاشتراكي هوغو شافيز الذي شرف دولة و شعب فينيزويلا بطرده السفير-الإسرائيلي- و مطالبته المنظمات الحقوقية الدولية بمحاكمة قادة الكيان الصهيوني الغاصب و هكذا صار شافيز أكثر عروبة من بعض- القادة العرب-  المتخاذلين المتواطئين..أما رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، فانه رابط أياما في قلب العاصمة اسطنبول صارخا بكل وضوح-لا يمكن مسامحة إسرائيل على ما تقوم به في غزة ، ولا يمكننا أن نبقى صامتين إزاء ما يحدث..أنا أخاطب وليفني..التاريخ سيعاقبكم ، و أفعالكم بقعة سوداء في تاريخ الإنسانية-.ليس خافيا على أحد أن النازية الصهيونية استعانت بالتخاذل العربي و التواطؤ الدولي لترتكب أفظع محرقة في فلسطين، إذ كيف ينسى الإنسان العربي-في المشرق و المغرب- عجز الجامعة العربية و النظام العربي الرسمي عن اتخاذ موقف موحد صارم يوقف العدوان و يردع جيش الاحتلال الدموي..                                                                                 

أصوات صاعدة إلى الأعالي                                                                     

 بإمكان الأحداث الجارية في قطاع غزة من تقتيل و تشريد و إذلال أن تجعل المرء يتساءل في حالة لا وصف لها من الذهول.. هل الأقدار حكمت على الشعب العربي في فلسطين بهذا الكم الهائل من المجازر لتذكير أحرار العالم بأن الإفلات من قبضة الجلاد و الخروج من دهاليز الاحتلال و التنعم بنسائم الحرية لن يتحقق إلا بالنضال المستمر جيلا بعد جيل و تحقيق وحدة الصف الوطني و نبذ الخلافات من أجل قطع الطريق على المحتل هذا الذي لم يصل في المدة الأخيرة إلى ذروة عدوانيته ووحشية جرائمه طالما أن الساحة الفلسطينية تشقها خلافات عميقة خاصة بين حركتي فتح و حماس و ما رافق الانقسامات من اقتتال دموي.. و الغريب في الأمر أن التراشق بالتهم و تمسك كل طرف بمواقفه و قراءته، تواصل في اللحظات التي تسفك فيها الدماء و تتناثر الجثث أشلاء في سماء غزة..و رغم بوادر حسن النية و اقتراب مواقف قادة الحركتين تمهيدا للجلوس إلى طاولة المفاوضات و تنقية الأجواء من أجل انجاز حوار وطني شامل بادرت باحتضانه اليمن ثم مصر إلا أن عقلية الانفراد بالرأي و التمسك بالمقاربة السياسية لكل طرف هو الذي سيطر.. و في الجهة المقابلة استمرت الدبابات و الصواريخ الصهيونية في تقتيل البشر صغارا و كبارا .إذا هذا هو المشهد الفلسطيني الراهن، بكل ما تبديه المرايا من كوابيس و ضحايا و دمار شامل في وقت نسمع فيه بعض الأصوات الخافتة، هنا و هناك، المنددة بما حدث، وتظهر من زاوية اللوحة المعلقة على جدران الذهول العربي.. وجوه صامتة باهتة لا تفهم تداعيات الحدث و مفارقات هذا الزمن العسير..وجوه لصبايا و فتيان و شيوخ و عجائز من هذه المدينة العربية أو تلك، في المشرق أو المغرب ترتسم على ملامحها مشاعر الغبن و القهر و الذل و الخوف من المجهول.. وجوه ذهبت إلى الذاكرة إلى صفاء المقاومة لدى الأسلاف، هؤلاء الأجداد البسطاء الأوفياء الخلص لقضية القدس بلا حسابات فئوية أو حزبية.. هؤلاء الرجال المعتكفين في معبد الحرية، لم يكن فهمهم للايدولوجيا فهما ضيقا و فجا، بل كانت تأسره فكرة التسامح بين رفاق الدرب من اجل الوصول للهدف الأسمى.. خروج الغزاة من أرض ليست لهم و أن ترفرف في سماء رام الله و غزة و كل شبر من فلسطين أعلام الحرية و العدالة و المساواة. لقد كان أجدادنا الأوائل القابعين في صحراء الذاكرة العربية المحاصرة بالغيم و الأحزان، يترفعون عن الخلافات الهامشية ذاهبين بأحلامهم إلى عتبات الصفاء و البهاء.. لا احد بامكانه إسقاط حجرة واحدة من الجدار الكبير، جدار الثقة و الاحترام و المحبة و التسامح بين رفاق الدرب و لولا هذه الأفكار و القيم التي كانت تسكن أجساد هؤلاء الرجال العظام، لكانت القدس ضاعت منذ مئات السنين.. كان جديرا بقادة حركات المقاومة و مناضليها من كل الأطياف الفكرية و السياسية أن يتصفحوا ورقات التاريخ و أن ينهلوا من نهر صفاء أرواح الأجداد و أجسادهم التي لم تتعب و لم تصوب البنادق باتجاه صدور بعضهم. كان جديرا بقادة و مناضلي حركات المقاومة في رام الله و غزة أن يصلوا معا في معبد الحرية بعيدا عن أوهام الوصاية و الفكرة الحقيقية و فرض مقاربة الأنا على الآخر.. لأن دفاتر التاريخ علمتنا أن حركات التحرير الوطني منذ أن ابتليت الشعوب بظاهرة الاستعمار و الاستيطان، لا تستطيع أن تلعب دورا كاملا في مقاومة المحتل إذا لم تكن صفوفها موحدة و متماسكة، نابذة للتشرذم و الانقسامات.هذا هو إذن حجر الزاوية في المشهد الراهن، إذ لا يمكن على الإطلاق أن تقاوم كيانا عنصريا دمويا قامت فكرة تأسيسه على الإبادة و الهمجية و الاغتصاب و الهيمنة و الإذلال، حركة سياسية بمفردها لسبب بسيط هو ان هذا الكيان يريد أن يقضي على الجميع ليكبر و يتوسع و يمتد في المكان شرقا و غربا. فالفكر الصهيوني لا يفرق بين علماني و إسلامي و قومي عربي.. المهم بالنسبة لهذا الفكر العنصري هو الإبادة واغتصاب الإنسان و الأرض و الهوية و الذاكرة.إذن، كيف لكيان بهذه التركيبة الفكرية و الآليات المرجعية التي تحكم فلسفة وجوده، يفسح له المجال ليفتك و يمحق البشر و الشجر و المقدسات.في مرحلة كهذه متسمة بكل هذا الظلم والقهر، تتعالى أصوات هنا و هناك في الساحة الفلسطينية مدعية الحقيقية النضالية المطلقة، متهمة الآخرين بالتفريط في الحقوق و عدم فهم تداعيات المرحلة و متطلباتها السياسية- إقليميا ودوليا- .ان قضية أهلنا في فلسطين، تستدعي من جميع حركات المقاومة بكل أطيافها الفكرية و السياسية التوحد و نبذ التشرذم و التعجيل بإجراء حوار وطني شامل للتباحث و التشاور حول أهم القضايا و الملفلت الشائكة لمقاومة المحتل في جبهة نضالية موحدة و مخاطبة العالم بصوت واحد.هذا ما نرجوه من أعماقنا تفاديا لهدر الوقت و تقريبا للمسافات و ربحا للطاقات المهدورة، لأن القضية العادلة لا تريد أن تخسر رجلا واحدا في المعركة، بل تحلم بأن يتكاثر جنودها و أنصارها و يمتد عشاقها في الزمان و المكان.على أيادي رفاق الدرب أن تتصافح و تتعانق الأجساد المتعبة و تعلن الحناجر بصوت واحد..لا للاحتلال و الاستيطان و محق البشر و الشجر و اغتصاب الأرض و الذاكرة.بإمكان الغزاة الآتين من أقاسي الدنيا أن يعلنوا واهمين أن هذه البلاد الساخنة على الدوام، قد وعدوا بها في التوراة من باب العشق لأرض ليست لهم، بل أعدت سلفا لأحفاد صلاح الدين و عرفات و الشيخ ياسمين و جورج حبش.. أعدت سلفا منذ مئات السنين و لا مجال للتفريط في أي شبر منها تدعيما لفكرة الترابط الأزلي بين الإنسان و المكان  و لعل عبقرية الفكرة تكمن في استحالة التفربق بين الكيانين.. فالكائن البشري بما يمتلكه من قدرة فائقة على عشق خرافي للتراب الذي أنجبه، يصير بالضرورة كائنا مقاتلا غاية في الصلابة و الصمود إذا فاجأته قوى الإبادة و الهيمنة و الإقصاء لإقلاعه من مهده الأول.هذا ما يحدث الآن للإنسان العربي في فلسطين.. الأمر الذي جعله يرسخ في ذاكرته و ذاكرة أحفاده الفكرة القاتلة لدولة إسرائيل حق العودة.. بما تعني هذه الكلمة من أفق عال لتحدي الآخر المغتصب و إجباره في وقت لاحق على التراجع و الدخول سريعا إلى غياهب النسيان...                                                                                                              




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !