غزة أقرب ولكن !!!
ماهر حسين.
في ظل إنجاز دبلوماسي كبير تحقق بإفتتاح أول سفاره فلسطينية في أوروبا ....في ظل إنجاز فلسطيني سياسي دبلوماسي جديد يٌحسب للدبلوماسية الفلسطينية وللسياسة الفلسطينية الواضحه والمتزنة التي يقودها الرئيس محمود عباس ...وفي ظل تعاظم التأييد الشعبي الدولي لقضيتنا ولحقوقنا وفي ظل قرارات للعديد من برلمانات العالم بالإعتراف بفلسطين الدولة على الأراضي المحتلة عام 1967 ...في ظل كل ذلك نواجه مشاكل متعدده مرتبطة بنـــا داخليا" .
لا مجال لحصر المشاكل الداخلية فهي كثيرة وللأسف ولكن أهمها وأبرزها واكثرها تأثيرا" علينا ....مشكلة غزة .
حضرت مشكلة غزة في السويد عند إفتتاح سفارتنا هنـــاك حيث تجمع البعض من أبناء شعبنا الفلسطيني رافعين صور القائد التاريخي الفلسطيني العربي ياسر عرفات و أشار المتجمعين ببعض التعليقات والكتابات الى أن( غزة أقرب من باريس) في إشارة الى مطالبتهم الرئيس محمود عباس بزيارة غزة .
حضرت غزة بالسويد وبالنسبة لي غزة حاضرة أصلا" في كل المجالات ..كيف لا وغزة هي الكرامة والتضحية والعزة ...كيف لا وغزة تتعرض الى أسوء كابوس تمثل في عزلها عن الوطن بفعل الإنقلاب ..كيف لا وغزة هي من عبرت عن قدرة الفلسطيني على المواجهة والصبر .
مشاكل غزة وللأسف كثيرة ...إعمار ...مطار ..ميناء ...صيد ...بطالة وخدمات ...وإنقسام وتسلط وووو هناك الكثير من المشاكل التي ادت الى شعور عام بالإحباط جعلنا نعيش ظواهر عجيبة تمثلت بالهجرة الغير شرعيه عبر قوارب الموت وتمثلت بتزايد الإدمان والإنتحار ...غزة النضال والجهاد والكفاح والحرية تتعرض الى ضغوط هائلة وعزلة شديده جعلت أهلنا هناك يشعروا بالإحباط والإغتراب عن الوطن وقضاياه وهذا مؤشر خطير يتطلب منا الإلتفات له ومراجعته وبسرعه وتجاوزه بأسرع ما يمكن حتى لا يكبٌر الشرخ وحتى لا يتحول الإنقسام اللعين الى إنفصال .
هناك مخاطر كثيرة تعيشها قضيتنا الوطنية ولكن بالنسبة لي أهمها الان هو غزة ...ويجب معالجة هذه القضية وبسرعه وبلا تردد وعلى كل الصعد .
حضرت غزة في السويد وهي حاضره أصلا" ومن هنا يجب أن يكون واضحا" بأنني مع مقولة بأن (غزة أقرب ) ولكن علينا ان نتفكر معا" في ما يمنع زيارة السيد الرئيس محمود عباس الى غزة هاشم !!!
ليست الرغبه هي محط الإختبار فحتما" هناك رغبه عارمة لدى القيادة الفلسطينية ولدى الرئيس بأن يكون هناك زيارة وإقامة في غزة فهي جزء عزيز وهام ومؤثر في الوطن .
علينا أن نعي بأن هناك مجموعة عوامل تمنع الزيارة ولا يمكن تجاوز هذه العوامل الا بعمل مشترك يكون الدور الأساس فيه للأخوه في حمــــاس إن أرادوا لغزة أن تكون بحال أفضل وإن أرادوا لقضية فلسطين أن تكون أقوى .
ليقوم الرئيس محمود عباس بزيارة غزة هاشم هناك مجموعة إعتبارات هامة ومؤثرة منها :
*ضرورة وقف التراشق الإعلامي بين الجميع ووقف شتائم حماس المتكررة وللأسف .
*ضرورة الإعداد شعبيا" لإستقبال الرئيس في غزة مع شعبه لتكون زيارة الرئيس تعبيرا" أساس عن وحدة الوطن والقضية والشعب .
*ضرورة قيام حماس بتسليم كافة المعابر فورا" للسلطة الفلسطينية لتكون تحت سيطرة الشرعية الفلسطينية وليكون ذلك مقدمة لرفع الحصار .
*ضرورة ممارسة الحكومة الفلسطينية لدورها في غزة بدون إعاقات وشروط وإشتراطات من قبل الإخوه في حماس ليكون هذا بداية الإعمـــــار .
*ضرورة عودة أجهزة الأمن الفلسطينية لممارسة دورها في غزة بالتعاون مع حمــاس ليتم تجاوز حالة الإنفلات الامني في غزة ولوقف ظواهر التطرف والتعصب والتي تجلت أخيرا" وللأسف بظهور ما يسمى بداعش في غزة .
بمجرد نجاحنا فيما سبق سيكون هناك ضرورة لترتيب زيارة السيد الرئيس أبو مازن ليكون مع شعبه وبشكل فوري .
نعم غزة أقرب ولكن بكل صدق وبدون تعقيدات باريس أسهل ....نعم غزة أقرب ولكن بصدق نحن بحاجه الى أن نجعل من غزة وفلسطين أهم من التنظيمات وهنا اتوجه للإخوه في حماس بضرورة أن يكون رأس اولوياتهم فلسطين وقضيتها لا حركة الإخوان المسلمين ومشاكلهم .
نعم غزة أقرب من باريس ..وأنا انتظر زيارة الرئيس أبو مازن الى غزة ولكن ما يمنع الزيارة هو التعصب والتشدد والإنقسام .
التعليقات (0)