غزة: المقاومة الشعبية.. أسلوب جديد ضد الاحتلال الإسرائيلي

غزة - زكريا المدهون -عبّر عبد الرؤوف يونس (40 عاما) عن افتخاره لمشاركته في مسيرة شعبية سلمية ضد الحزام الأمني الذي تقيمه قوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.

 

عبد الرؤوف واحد من مئات الشبان والمواطنين شاركوا اليوم في هذه الفعالية إحياء للذكرى الرابعة والثلاثين ليوم الأرض الخالد.

 

وبدأت فعاليات المقاومة الشعبية تأخذ زخماً وامتداداً واسعين بين أهالي قطاع غزة المحاصر، وذلك بعد أن حققت نجاحاً فعلياً على الأرض في قرية بلعين قرب رام الله، وغيرها من قرى الضفة الغربية.

 

المقاومة الشعبية للاحتلال طريقة قديمة جديدة لمقاومة الاحتلال واسترداد الحقوق الوطنية قال عبد الرؤوف وهو يلوح بعلم فلسطين، ليس ببعيد عن موقع عسكري اسرائيلي شرق مدينة  غزة.

 

وعادت ذاكرة ذلك المواطن إلى الوراء عشرين عاماً عندما كان شاباً يشارك في جميع  فعاليات المقاومة الشعبية في الانتفاضة الأولى عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي.

 

واستخدم الفلسطينيون خلال عمر انتفاضة 1987 كل أشكال المقاومة الشعبية للاحتلال، وفي مقدمتها الحجارة، ما أدى إلى تعاطف وتضامن المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية.

 

وأكد عبد الرؤوف أن الانتفاضة الأولى وتضحيات ىلاف الشهداء والجرحى كانت النواة الأولى لقيام السلطة الوطنية.وشدد على ضرورة مقاومة الاحتلال بكل الوسائل والأسلحة التي كفلتها الشرعية الدولية.

 

وواجهت قوات الاحتلال المسيرات السلمية التي عمّت اليوم، مناطق التماس بالرصاص ما أدى إلى استشهاد فتى واصابة العشرات.

 

وأشاد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بعمل اللجان الشعبية لمناهضة الجدار والاستيطان، ودورها في حماية الأرض، وقال: هذه اللجان تقوم بكل الجهود والأشكال للمقاومة السلمية لحماية الأرض ومقاومة الاحتلال.

 

وأضاف يوم الأرض بالنسبة لنا عمل يومي ونضالي بصمود أهلنا وبمبادراته اليومية التي تعمل على حماية هذه الأرض.كما أشاد فياض بصمود المواطنين، حيث قال: صمود أبناء شعبنا على أرضهم، أقوى من المستوطنات والاحتلال، وهذا ما يؤكده شجر الزيتون والبلوط المغروس في جبالنا الراسخة.

 

وأضاف أن شعبنا مصمم على حماية أرضه والدفاع عن حقه في العيش عليها بحرية وكرامة،  فنحن متجذرون في هذه الأرض،  ونحن هنا منذ البدايات وسنبقى حتى النهايات. 

 

الشاب الذي عرف على نفسه باسم أحمد كان متحمساً لأنه شارك في مواجهة مباشرة مع جنود الاحتلال.وقال هذا الشاب العشريني وهو يمسح بيده العرق عن جبينه: هذه أول مرة أشارك فيها بهذه الفعاليات الشعبية ضد الاحتلال الذي سرق وما زال يسرق أرضنا ويهوّد قدسنا.

 

وأعرب أحمد عن استعداده للمشاركة في جميع الفعاليات الشعبية ضد الاحتلال.

 

من جانبه، أعلن محمود الزق منسق الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني، أن ست مسيرات سلمية انطلقت في نفس الوقت في كافة محافظات قطاع غزة باتجاه الحدود مع أراضي 1948.

 

وقال: كان مئات الشبان على تماس مباشر مع قوات الاحتلال التي كانت في حالة استنفار على الحدود.

 

واعتبر الزق، الذي شارك في الفعاليات المناهضة للحزام الأمني، أنها الزحف الأكبر على امتداد الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، الذي يبتلع 20% من مساحة الأراضي الزراعية، وحرم آلاف الأسر من الوصول لحقولهم ومزارعهم ومنازلهم التي جرفها ودمرها الاحتلال.

 

وقال الزق: إن قيام الاحتلال بسلب الأرض الفلسطينية وفرض حزام أمني على حدود قطاع غزة شرقاً وغرباً، حرم آلاف الأسر من مصدر رزقها ومنعها من الوصول إلى منازلها وحقولها ومزارعها التي جرفها الاحتلال ودمرها.

 

وطالب كل الفصائل وكافة جماهير شعبنا بتفعيل الدور الجماهيري في النضال الوطني وإشراك كافة قطاعات وفئات المجتمع الفلسطيني في النضال الشعبي وتوسيع المشاركة في فعاليات الحملة الشعبية للدفاع عن الأراضي و مقاومة الحزام الأمني.