مواضيع اليوم

غريب!

transit forlife

2009-07-29 06:11:19

0

 تتراءى لي مؤخرا في المنام، الأرضُ وقد انشطرت إلى نصفين، كأن جسما غريبا اصطدم بها وقسمها إلى قسمين متوازيين. يتكرّر هذا المشهد وفي كلّ مرّة يتأكّد لي أن الأرض ليست على موعدٍ مع قمر ثانٍ، هذه المرّة ستتحوّل إلى توأمين.

أتوقّف عند هذا الحلم لأنه غريب، ولأنني أعتدت أن تتحقق أحلامي، أو أن يكون لها رابط قوي مع الواقع. أحلامي كثيرة، أبطالها أمي، وأبي، وأخوتي، وكل من طبع حياتي من قريب. كلّها تتحقق، بشكل أو بآخر.

أجلس مع نفسي أفكّر، ماذا لو تحقق هذا الحلم؟... أرتعب، ليس لفكرة الموت أو حصول دمار شامل... أنا أرى نفسي في هذا الحلم، وافقة في البعيد، أناظر معاناة أقرباء لي، أم وأبناؤها الثلاث، يصرخون لأبيهم وهو الزوج أيضا، وقد انفصل عنهم ولازم النصف الآخر للأرض.

هم الآن يعيشون أسفل خط الاعتدال، في قارة أستراليا، وقد انتقلوا إليها لتحصيل جنسية كريمة تقيهم العوز والإهانات على أبواب السفارات والمطارات فيما بقي والدهم في القسم العلوي للأرض، يحصّل لقمة العيش في الخليج.

أتراني أفكر في حالهم، ها هو الحلم وقد فككت رموزه. خّفت وطأة الخوف، الأرض ستبقى كما عهدتها وعهدناها.

لكن الحسرة بقيت. رحت أفكر في عصرنا هذا، لعنت التكنولوجيا التي حملتنا أميالا وأميال بعيدا عن أنصافنا وأحبائنا. لقد انشطرت حياتنا، ما عدنا نعيش قصصنا كاملة، باتت حكاياتنا ناقصة مبتورة.

رحت أفكر، ماذا لو أتت موجة عاتية من الفضاء، حملتها إحدى المذنبات، لست أدري لست بعالمة فضاء، ولكنني لا أستبعد أي فكرة،... ألم يولد بها القمر؟

ماذا لو عطّلت هذه العاصفة كلّ الأقمار الإصطناعية وغيّرت طبيعة الغلاف الجوي للأرض ومنعت بذلك كل سبل الطيران والتواصل؟ ماذا لو؟ ماذا أفعل حينها؟ أتوه وحدي في بدل الغربةِ؟  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !