مواضيع اليوم

غرق مشروع !

هشام صالح

2012-08-30 01:04:56

0



إنقلبت الدنيا منذ سنوات قليلة على كلمة "أن الشباب الذى يموت على سواحل أوروبا طماعون وليسوا شهداء" والتى قالها المفتى الشيخ على جمعه ، وهؤلاء الشباب يذهبون بأرجلهم لمخاطرة هى أقرب للمقامرة قد تودى بحياتهم فى كثير من الأحيان ، لدرجة أننا نرى صور لأطفال صغار يتم حجزهم فى معسكرات لاجئين بعد سفرهم بتلك الطريقة القاتلة ، فقبل سنوات كلمنى أحد زملائى بعد أن سافر لإيطاليا فى مركب متهالكة وهروبه من المعسكر بعد القبض عليه واستقراره فى إيطاليا قائلا (( أنا شفت الموت )) ، وزميلى يعمل فى وظيفة حكومية محترمة يحلم بها الكثير من شبابنا وحالته المادية معقولة ، وقتها أيضاً كان هناك شاباً مهووساً يريد السفر بنفس الطريقة وبُحَّ صوتنا معه نطالبه بأن يذهب ويزرع أرضه وأرض أشقاءه والتى يمكن بها أن يعيش مستوراً بدلاً من أن يؤجروها لآخرين ، والشباب الذين يقامرون بهذه الرحلة القاتلة لا يستطيع أحد أن يحكم إن كانوا شهداء أم لا إلا الله عز وجل ، والمؤسف حقاً أن معظم هؤلاء
الشباب وأهاليهم من قبلهم يعلمون بخطورة تلك المقامرة وأغلبهم يؤمنون بمقولة " ما إحنا هنا ميتين بالحيا " ، واللافت للنظر أن بعض هؤلاء الشباب بعد أن يمن الله عليهم بالنجاة بعد تعرضهم لكثير من المآسى وموت محقق ثم فشلهم فى الوصول لأوروبا يعودون ويحاولون مرة ثانية وثالثة ، ألا يسترعى ويستدعى ذلك محاسبة آباء هؤلاء الأطفال والشباب الذين جمعوا وباعوا وإستلفوا الأموال لهم ليسافروا بهذه الطريقة القاتلة ، ونسأل ما هو إحساس الآباء والأمهات عند إستلامهم لجثث أبناءهم ـ إن وُجدوها ـ ؟! بالتأكيد هو شعور مُفعم بالأسى والألم ممزوجان بقدر لا يستهان به من الندم ، والإنسان لا يندم على شىء إلا إذا كان ذنباً ، والذنب هو الخطيئة أوالمعصية ، وهذه الفعلة تتم بمساعدة الأهل وتستوجب مساءلتهم فى الدنيا قبل الآخرة ، فهم يقذفون بأبناءهم ليأكلهم سمك البحر المالح ، سيقول البعض "هو موت وخراب ديار" ونقول الموت بهذه الطريقة ليس موتاً طبيعياً وخراب الدار لا يُسأل عنه الغريق ولا الوضع الإقتصادى الصعب ولا من قاموا بتسفيرهم وحدهم ولكن يجب أن يُسأل عنه أيضاً من سهل لهؤلاء الشباب طريق الغرق وإرتضوا أن يكونوا جزءاً من قشه تقصف عمر ابناءهم وكان بإستطاعتهم أن يكونوا قشه تنقذ أبناءهم ، وكما أن هناك هجرة غير شرعية مُجرَّمة قانوناً فيجب تجريم هذا النوع الغير مشروع من الغرق .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !