غرق الغرقان اكثر
تخرّجت من كلية التربية لإعداد المعلمات ، تحمل معها هم إيصال رسالتها إلى بنات وطنها ، و لعلّها ترد بذلك ديون كثيرة أهمّا (دين الوطن) و لو بالقليل
و كذا دين الأهل الذين تعبوا و جاهدوا على تعليمها و مواصلتها ركب المسيرة نحو التخرج ، تنتظر التعيين شهر .. شهرين .. ثلاثة .. انتهت السنة
و وزارة التربية و التعليم " تغرّق الغرقان اكثر " !
/
يعبثون في ممتلكات البلد " العامة " و " الخاصة " ، يهرّبون المخدرات ، و الخمور ، و الأفلام الإباحية ، و يبتزّون بناتنا ، و يهتكون أسرارنا ،
نكافئهم بالحب و القرب ، و يكافئوننا بـ " الشعوذة " و " السحر " ، يهربون من بيوتنا و يقبض عليهم و يرجعون لنا مرّة أخرى أكثر بهاءً و سلطة و خبرة !
نطالب بتقليصهم و لكن وزارة العمل لازلت " تغرق الغرقان أكثر " !
/
أسر يكبتون بناتهم ، أخوة ذكور يهمّشونهم ، أب متسلّط أو تائه ، أم لاهية ، مجتمع فتن ، و " ذئاب بشرية " بأشكالنا المعهودة ، ليل و ظلام دامس ، هروب
إلى الشات أو البالتوك ، و هو في الأصل هروب من بيئة البيت " المضطربة " احساس بالنشوة مع الغير ، السيناريو واحد و لكن المشاهد تختلف ، خدع البنت
كالعادهـ و حينما وقع الفأس في الرأس التفت اليها الأهل و لكن بالعقاب و أنواع العذاب و التنكيل و كالعاده بعض الأسر " تغرق الغرقان أكثر " !
/
ثابر في الحياة ، اجتهد ، و عمل ، و جمع ماله ، تحمّل حياة " العزوبيّة " بعيداً عن الأهل ، إلى أن بدأت تزداد أبواب رزقه و تتّسع ، بدأ في الاستثمار
أكثر و أكثر إلى زادت ثروته ، بعد إلحاح عليه من والديه قرر الزواج ، بحث عن " ذات الدين " ثم " الجمال " لم يكن في عقله سوى هاتين الصفتين لأنه
يدرك أن " ذات الدين " نشأت في بيت يسمو بالأخلاق و الفضيلة ، و الجمال عديل الهوى , اختار البنت ، و تزوّجها ، الكل فرح لقصّة حياة جميلة أثمرت عن مولدهم الأوّل بعد سنة
و لكن سرعان ما فطنت " القبيلة " مؤخراً أنّه لا يكافئهم في النسب ! .. انتهت حياتهم الزوجية بالطلاق "الالزامي" بفعل العادات المشينة و لازلت بعض العادات
المشينة " تغرق الغرقان أكثر " !
/
مليارات الريالات تصرف على " عشرات " المشاريع ، شركات لا نرى سواها تمسك مشروعات الـعشرة مليون (و فوق ) ! الإدارة نفسها ! و المقالون أنفسهم !
من خطط شوارع جدّة قبل أكثر من ثلاثين سنة هو من خطط شوارع الرياض " المستحدثة " حالياً ، كل شيء هو كما كان ! و من خطط أنفاق مدينة الرياض التي
غرقت في (ذاك المساء الممطر) هو من سيخطط الأنفاق القادمة ، و التي تليها ، و التي تليها ، إلى أن يردد أهل الرياض " غرق الغرقان أكثر " !
/
خدمات جوّال متواضعة لا تليق حتّى بشركة في (تورا بورا) ، ما يفرحون به دائماً أنّ أعداد مشتركيهم أكثر و ينسبون هذا الفضل إلى هيمنتهم على السوق و تناسوا
القوة الشرائية العظيمة في البلد ، فنحن شعب نعشق شراء كل جديد ، فواتيرهم كل يوم عن سابقه تزداد ، عملائهم يهربون من نارهم الموقدة إلى أقرب ظل لهم حتى و إن
كانت درجة الحرارة في الظل كما هي الآن في الرياض ، تعصر تلك الشركة جيوب المواطنين ، تستحلب رواتبهم ، فأصبحت أقساط تسديد فواتيرهم واجبة كل شهر كأقساط
السيارة و الشقّة ، و الجهة العظمى المسؤولة عن هذه الشركة " تغرّد خارج السرب " من مبدأ " انا و اخوي على ابن عمي و انا و ابن عمي على المواطن التعيس "
و لازل مشتركي تلك الشركة يدندنون " غرق الغرقان أكثر " !
/
ترقّبنا المشروع العظيم بكل شوق ، إنّه " قطار المشاعر " الذي سيبدأ في حج هذا العام ، عندما رأيت صورة القطار ، أصبت بدوار ، قد يكون دوار " السكك الحديديّة "
التي نسمع بها و لا نراها ! و قد يكون لأنني اكتشفت بعد هذا العمر أنّني لا أعرف شكل القطار ! حتى القطار الذي كنت أراه في أفلام الكرتون كان خطأً ! لقد كذب علينا
الجميع ! حتى دول العالم كذبت علينا في أنّ ما نراه في بلدانهم هو "القطار" ! القطار الحقيقي " فعلاً " أطلق هناك في المشاعر المقدّسة ! قطار لا تميّز بينه و بين " باص خط البلدة "
إلا في الألوان و " العجرا" التي لا تفارق قائده ! و لا أعلم هل قطار المشاعر المقدّسة الجديد سائقه بـ(عجرا) أم لا ! رددوا يا شباب " غرق الغرقان أكثر " !
التعليقات (0)