غرف المدونات والدردشة.. ساحات للنضال الفردي
باستطاعة كل فرد أن يتحول إلى جهاز إعلامي من خلال شبكة الإنترنت هل يمكن أن يكون للفرد العربي والمسلم دور فيما هو دائر الآن في العالم من أحداث؟ أم سيظل قابعا في بيته يراقب فقط ما يحدث دون قدرة على الفعل الإيجابي؟ يعلمنا عصر الإنترنت أنه ما زال للفرد دوره، وما زال للشعوب دورها، فإذا كانت وسائل الإعلام الغربية تشوّه صورة العرب والمسلمين وتلصق بهم الاتهامات دون دليل، وإذا كان البعض من المسلمين يشوهون صورة الإسلام بأفعالهم، فإن باستطاعة كل فرد منا أن يتحول إلى جهاز إعلامي خاص يساهم في تغيير الصورة السلبية بطريقة إيجابية، بما أتاحته شبكة الإنترنت من إمكانات للفعل الإيجابي الفردي.
غرف الدردشة.. ساحة للنضال
لم تقتصر الأحداث التي جرت -وما زالت تجري- في الولايات المتحدة الأمريكية على ذاك البلد وحده ولا على الشعب الأمريكي وحده. بل ربما ستلمس الشعوب العربية والإسلامية تلك الآثار المدمرة أكثر من غيرها. وذلك بسبب استغلال الكثير من الناس تلك الظروف المؤلمة لصالحهم ولصالح انتماءاتهم الفكرية والدينية. وقد ظهر كل ذلك ليس على أرض الواقع الفعلي وحسب، بل أيضا ظهر داخل ما يعرفه محبو الدردشة على شبكة الإنترنت.
فقد أصبحت غرف الدردشة الخاصة بالمسلمين ساحة لمعركة شرسة يشنها مروّجو الكره والتمييز العنصري ضد العرب والمسلمين، حيث لم ينج أحد من المسلمين داخل تلك الغرف من الوعيد والتهديد. فقد اكتظت بالصهاينة والعنصريين الأمريكيين وأصبحت اللغة السائدة بين هؤلاء هي لغة الكره والوعيد. بل يتمادى البعض بالتهديد بضرورة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية السلاح النووي من أجل إزالة التواجد العربي من أصله. وقد سمعنا هؤلاء وهم يقولون: إنه من المؤكد أن الذين قاموا بقيادة تلك الطائرات وتفجيرها في المباني الأمريكية قد أطلقوا عبارة الله أكبر لحظة الاصطدام، وما هذا إلا مما تركته وسائل الإعلام الغربية على العقلية الأمريكية بسبب طول الحديث عن الإرهابيين من المسلمين وجرائمهم الشنعاء، دون التوصّل إلى حقائق محددة ثابتة حتى الآن ودون فصل في الحديث ما بين فعل إجرامي ودين سلام سمح.
وهل يجدي الكلام؟
لكن، ما زال هناك جانب مشرق في وسط كل هذا الكره والوعيد. وهذا ما تلمّسه ج
ولكن ومع هذا الجانب المشرق المضيء، تظهر أصوات الكره عالية مرتفعة. وقد رأينا الصهاينة بأعيننا وهم يدسّون السمّ بشكل خبيث وغير مباشر داخل الغرف المختلفة متحدثين ظاهريا بلغة العقل والمنطق، في حين لا يكفّون عن وصف تجربتهم الشخصية مع الإرهابيين من المسلمين المتطرفين الذين لا يكادون يتوقفون عن استخدام مثل تلك الهجمات "الانتحارية" على الشعب الإسرائيلي المحب للسلام. وكيف أنهم يفهمون إحساس الأسى والحزن داخل قلوب الشعب الأمريكي بسبب أنهم يعيشون منذ فترة طويلة نفس هذه "المأساة". وهذه العبارات الخبيثة تلقى إقبالا من الجميع، إلا من شاءت لهم الأقدار أن يكونوا قد تعرفوا على مسلم من قبل شرح لهم القضية الفلسطينية من وجهة لم يروها ولم يسمعوها أبدا من خلال وسائل إعلامهم، وبالتالي فقد وجدنا هؤلاء وهم يردّون غيبة الشعب الفلسطيني المكافح، ويظهرون الصهاينة على حقيقتهم أمام هؤلاء من خلال أسلوب كلامهم الذي لا يخلو أبدا من البذاءات بمجرد أن يجدوا من يدافع عن القضية الفلسطينية من غير المسلمين؛ فتختفي تماما لغة المنطق والعقل.
ممنوع الانزلاق
ونصيحتنا للمسلمين محبّي الدردشة خلال تلك الفترة الحرجة والشاقّة هي عدم الانزلاق في الكلام البذيء، وعدم ترك هؤلاء يجروننا في مناقشات بلا طائل؛ وهذا وحده من شأنه إظهار الشخصية المسلمة الحقة والتي لا تنزل إلى مستوى البهيمية في الألفاظ. أما في حالة وجود مناقشة عاقلة، يمكننا أن نرد على الأسئلة لنشرح معنى الحب والسلام القائم في الإسلام، وأن الإسلام يدين بكل الأشكال قتل الأبرياء.
للمزيد
http://bder.mum-blog.com/index.htm
التعليقات (0)