ذهبت ألي أفغانستان في سنوات الصبا , بعد ان أنهيت دراسة المرحلة المتوسطة , كنت متحمسا
للذود عن الإسلام وديار الإسلام بأي شكل , وقد شجعني على الذهاب ألي هناك ان كل الوطن
وبجميع طوائفه وطبقاته حكومتا وشعبا يشجعون على ذلك ,كان الدعاء يصدح من على كل منبر
ديني او حتى رسمي لأفغانستان و المجاهدين هناك , كانت التبرعات تجمع من كل حدب
وصوب ,وقوافل الإغاثة لا تكاد تنقطع يوما واحدا , التحقت بإحدى تلك القوافل شابا يافعا لا يصلح
للقتال , يميز ذلك كل من شاهدني ذلك الزمان , ولكن ذلك لم يشفع لي حين قبض على الأمريكان
بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر , حيث ساقوني مع المقاتلين الأشداء والمغرر بهم ومن هم
على شاكلتي جاءوا مع حملات الإغاثة , قضيت في جوانتانامو ست سنوات كل يوما فيها حكاية
بدايتها حزن وسطها تعذيب وعذاب ونهايتها مرارة الذل والمهانة , قصة الست سنوات كانت فصولها
الدهشة وعدم الاستيعاب من بدايتها حتى يوم إطلاق صراحي وعودتي الي وطني .
هذا ما قاله لي ذلك الشاب حينما دخل لمكتبي ومعه معروضة ذو الكلمات القليلة التي تختصر
حكاية من الحكايات العجيبة التي من المؤكد ان لها حكايات شبيهه مع كل عائد من ذلك السجن
سيء ألسمعه ,كنت أحدق به وأتصور كل ما مر به من ظروف صعبة ,أتصوره مقيد بأرضية الطائرة
يلطم على وجهه كل ما حاول تحريك رأسه .. أتصوره يسحب مقيد الأيدي والأرجل في تلك الجزيرة
العينة ...أتخيل الأساليب القذرة في التحقيق .. فتشت عن سؤال اطرحه علية حتى لا يشك
بتحديقي المستمر انه من ريبة او شك , فقلت له الم تساعدكم الدولة بعد عودتكم بشيء ؟؟ قال
بلى ..لم يقصروا حقيقتا فقد قاموا بإعادة تأهيلنا , وهم يصرفون لنا بعض المال أيضا , ولكن
المشكلة ليست بهم أنها في المجتمع الذي لم يستوعب الموقف , فلا هو قال هؤلاء أبطال وعلينا
تكريمهم وتعويضهم عن سنوات الذل , فليس لهم ذنب نحن من ساقهم لذلك المصير وشجعناهم بل
وسهلنا لهم الذهاب ومولناهم , لأنهم بذالك سيغضبون شمشون الجبار (أمريكا) ..ولا هم عاملون
كمجرمين وجعلونا نقضي بقية حياتنا بين القضبان لكان ذلك ارحم حيث بدأنا نتأقلم على سلب
الحرية , ولكن ما قاموا به هو موقف سلبي غريب ..ألا وهو ان نعيش سجناء في أنفسنا غرباء
بينهم , وهذا ما جعل البعض من العائدين ينتكس ويعود حاقدا على الجميع ..حينها قررت ان لا أزيد
الهموم علية واجعله يسترجع الهموم ويتجرع كاسات اليأس والانكسار , فقلت له أخي أنت ذهبت
الي أفغانستان بنية صافية خالصة لله , فلم تنظم ألي منظمات إرهابية ولم تسعى لقل الأبرياء
أليس كذلك ؟؟ قال نعم .. قلت أذا سيعوضك الله خيرا , ان لدينا ولاة أمر نحسد على طيبتهم وحسن
خلقهم ومن المؤكد أنهم لا يعلمون ان مثلك لم يجد عمل حتى ألان , فالذي اعلمه ان هناك
تعليمات بدمجكم بالمجتمع والاهتمام بك وبأمثالك .. أخي اترك معروضك لدي وسأسعى بكل ما
أوتيت من قوة في سبيل إيجاد عمل لك .. خرج فرحا وأنا أخذت ادعوا الله ان يأتي من
يساعده ..أني انتظر,,والله المستعان
التعليقات (0)