مواضيع اليوم

غربة - الجزء الثالث عشر

سليمان الحكيم

2011-11-16 23:19:29

0

غربة - الجزء الثالث عشر

عاد أحمد أدراجه وهومطمئن النفس وفي طريق عودته وضع يده بجيب السترة فتذكر الرسالة التي جاءته من الأقصر ولم يكن قد قرأها بعد، فض الرسالة وأخذ يقرأ ("أستاذ أحمد حاولت الإتصال بك كثيرا بغرفتك مع أن سيارتك كانت أمام الفندق طوال الوقت، إن كنت لا تريد محادثتي فهذا شأنك ولكن على الأقل أرجو أن تطمئني على صحتك الإمضاء سعاد") بالوقت الذي كان يجلس به على كرسيه أمام سهير التي كانت تتساءل وإذ به يبتسم ومن ثم يدس الرسالة بجيبه وينظر إلى سهير قائلاً:

- ماذا طلبتي؟
- أنا بإنتظارك
- لا أعتقد بأنني سأشرب غير القهوة
- لا .. أنا سأشرب عصير البرتقال
أشار للنادل وأملى عليه ما يريدون في الوقت الذي كانت سهير تحاول التكلم
- ما بك يا سهير
- كنت أتساءل ..
- عن ماذا
- لست أدري ولكن .. هل استطيع أن أكون صريحة معك
- بالطبع ألسنا أصدقاء .. أرجوك خذي راحتك
- نعم .. لماذا لم تتزوج للآن .. أعني إنك فوق الثلاثين كما أظن
- أوه أجل .. أنا فوق الثلاثين ، لدي من الظروف التي تمنعني عن التفكير بالإرتباط
- أهو العمل .. أعني تأسيس المستقبل وخلآفه .. أم ماذا ؟
- بالحقيقة لقد ارتبطت بالفعل بإنسانة ولفترة طويلة من الزمن، لست أدري إن كنت ستفهميني لقد أحببتها كما لم يحب رجل امرأة أبداً وكانت الظروف بحالة مد وجزر طوال الوقت لم أبخل عليها عندما تكون الأحوال جيدة ولكن ماذا أفعل وقد أصبحت الظروف قاهرة، إسمعي يا سهير لا يغلب الرجال سوى الفقر ولا يقتلهم سوى القهر، وهي سامحها الله لم تكن تصدق بأنني أمر بظروف صعبة وقاهرة، بل على النقيض من هذا كانت تظن بأنني أخدعها وبأنني أخونها
- وأنت ألم تخنها بحياتك
- لست أدري ماذا أقول لك ولكنها كانت كل شيء بحياتي الأم والأخت والحبيبة، أتعلمين ما العشق؟ كنت أعشق أنفاسها فلماذا أخونها
- والآن؟
- أعيش على ذكراها ... أقلب صفحات رسائلها القديمة
- منذ متى لم تراها؟
- بالتحديد منذ سبعة أشهر، ولكن القطيعة منذ أكثر من سنتين
- ألم تحاول أن تقابلها ،، أن تشرح لها
- حاولت كثيراً ،، لكنها سامحها الله مصممة
- فالتحاول أن تنساها .. صدقني ستجد أحسن منها حاول لن تخسر شيئاً
- كأنك تطلبين المستحيل، أنساها وهل ينسى الإنسان عمره ؟
- ألهذه الدرجة تحبها
- بل قولي أحببتها
- والآن ألا تحبها؟
- ما أشعر به الآن هو مزيج من الألم والغضب تجاهها لقد جرحتني أكثر من مرة ومنذ أكثر من سنتين وكلما أردت النوم أراها تتمثل أمامي بالصورة التي فارقتها بها لآخر مرة
- يبدو أنني فتحت جرحاً غائراً ،، فأرجو أن تسامحني
- لا عليك ،، بالعكس كنت أريد أن أتفوه ما بنفسي منذ فترة طويلة ولكنني لم أجد من أرتاح إليه لأفضفض عن نفسي ما بها
- صدقني ستجد أحسن منها وأجمل ،، ولكن عليك هذه المرة بحسن الإختيار
- اهـ نعم صدقتي ،، حسن الإختيار .. هيا بنا فالساعة قد تجاوزت الثانية صباحاً
- هيا ...

دفع أحمد فاتورة المقهى وتوجه مع سهير إلى الفندق الذي يبعد حوالي النصف ساعة مشياً على الأقدام ، وخلال سيرهم كانت سهير تحاول تلطيف جو الحزن الذي خيم عليهم أثناء جلوسهم في المقهى فأخذت تلقي بالنكات المضحكة على أحمد وتقص عليه بعض القصص الطريفة التي تمتلئ بها الحياة المصرية

- سهير لم أكن أعلم بأنك خفيفة دم لهذه الدرجة
- هه ماذا تقصد هل اعتقدت بأنني ثقيلة الظل يا سيد أحمد
- لا لم أقصد هذا، نعم كنت أعلم بأنك جميلة، مثيرة أنيقة ولكن صاحبة نكتة لا بالحقيقة لم يخطر ببالي .. ها لقد وصلنا إلى الفندق .. والآن ماذا ستفعلين ؟
- سأعود للمنزل
- وأين يقع منزلكم هذا
- بمنطقة اسمها المعادي الجديدة (مشيرة إلى الكورنيش) هل ترى هذا الشارع الموازي للنيل .. إنه يؤدي إلى البيت .. ويبعد حوالي الربع ساعة تقريباً عن الفندق
- يا سهير الوقت متأخر جداً إنها (وهو ينظر لساعته) الثانية وأربعون دقيقة، ليس من المعقول أن تذهبي للمنزل الآن بمفردك
- فما العمل وهذا هو الوضع، يجب علي العودة ولا أستطيع النوم خارج المنزل
- نعم أنا لا أقصد هذا .. حسناً لنذهب إلى سيارتك .. سأرافقك إلى المنزل وبعد ذلك سأعود إلى الفندق
- أنت تعني ما تقول؟
- لما لا فأنا أريد الإطمئنان عليك، إذ لا يجب عليك القيادة بهذه الساعة المتأخرة ماذا سيقول الناس؟

توجها معاً إلى موقف السيارات فيما كانت سهير تحاول إخفاء عينيها عن أحمد وقد إمتلئتا بالدموع لكنه لاحظ الأمر فأدار بيده وجهها إليه وأوقف السيارة على جانب الطريق بعدما شاهد الدموع وهي تملئ عينيها متسائلاً عما بها.

- سهير ما بك؟ هل أنت حزينة من أمر ما ... هل أسأتُ إليك
- ... أحمد لا (وهي تشهق بالبكاء)
- سهير ما بك؟ أنا آسف إن بدر مني أي شيء
- لا ... أبداً .. أحمد أنت ... إنسان رائع
- لا أعلم ماذا تقصدين (قبلها من جبهتها ... لكنه تدارك نفسه معتذراً)... أنا ... أنا آسف ... لم اقصد ... يا إلهي..
- لماذا تتأسف .. أحمد ... أحضني إليك أرجوك
قام أحمد بحضنها إليه فيما قامت سهير بتقبيله وهي تبتسم ضاحكة وتسأله العودة إلى الفندق
- لماذا يا سهير .. ألآ تريدي العودة إلى المنزل؟
- أحمد أريد تكملة السهر معك إلى الصباح ... أرجوك .. بحاجة إليك
- هل تعنين ما تقوليه يا سهير؟
- ألآ تحب السهر معي؟
- سهير ...
- أرجوك (تنظر إليه تتوسل عيناها إليه) هه

عاد أحمد إلى الفندق لكنه كان يشعر في قرارة نفسه بالكثير من الإحراج والتردد وبدأ يسآءل نفسه عن هذا الوضع الجديد الذي اصبح به ... فيما كانت سهير تتأبط ذراعه وهما منطلقان صوب المصعد ومنه إلى الغرفة والسرور يبدو على محياها ...

- سهير ألن تتساءل أمك عن تمضيتك الليل خارج منزلك؟
- أحمد لا تعبأ بالأمر سأقول لها اضطررت للسفر إلى سيناء فلدينا مشروع هناك وفي الحقيقة سبق لي الذهاب إلى المشروع لعدة مرات سابقاً وهي لا تسألني طالما لم اخبرها بشيئ فقد تعودت على غيابي عن المنزل خلال السنتين الماضيتين.
- كما تشائين يا سهير ...المهم عندي أن لا تكون الوالدة منزعجة من هذا الأمر ومطمئنة عليكِ
- لا عليك ... دعنا من هذا الأمر الآن ولنجلس ..هناك (مشيرة إلى الشرفة التي تطل على النيل) ... تعال أحمد
- إسبقيني أنت ... سآتي بعد قليل

جلس أحمد على طرف البانيو بعدما أغلق عليه باب الحمام يفكر بهذا الأمر الذي إستجد عليه... وأخذ يتساءل عما تقصده سهير بقدومها معه إلى غرفته وماذا سيقول عنه وعنها موظفي الإستقبال وخاصة أنه رأى بعيني الموظف أو هكذا تهيئ له بريق تساؤل ما
لكنه عاد بعدما قام بغسل يديه وتوجه إلى الشرفة وهي تنظر إليه بسرور

- إذن ... عن ماذا سنتكلم الآن؟
- تعال أجلس معي هنا ... لا تتكلم أترك العنان لعينيك لتتحدثا معي
- لغة العيون تقصدين؟
- ألآ تعرفها؟
- كيف لا أعرفها ...
- إذن إقترب مني قليلاً وحدق بعينيَّ ... هه أخبرني ماذا تقولان لك
- سهير أنت تعلمين أن الوقت قد تأخر كثيراً وأن ...
- أخبرني أحمد ماذا تقولان إقترب
- سهير
- أحمد أحضني أرجوك ... أريد أن اشعر بنفس المشاعر تلك التي خبرتها في السيارة

كان المكان هادئاً والجو مشبعاً بالعواطف الصادرة عن سهير تلك الفتاة التي عرفت كيف تستميل إليها كل عواطفي ونهمي إليها وما هي إلآ ثوان حتى أصبحنا في عناق حار وقبلات متوقدة لم تفي معشار ما في قلبي وقلبها من جوع إلى الإلتحام والإنغماس فيما كان يبدو أننا سائرين إليه بلا شك، وفي ثوان أخرى كنا ممددين على سرير الغرفة نسرق من الزمن لحظات طيش بدت لي فيما بعد وكأنها آتون نار صب فوق رأسي ..
- سهير ما الذي جرى؟ (وأنا أنظر إليها وهي ممددة قربي وراسها على صدري)
- لحظات حب ... هل أنت سعيد؟
- لكنك لم تخبريني أنك إمرأة يا سهير
- (وهي تنظر إليَّ) ومنذ متى تخبر المرأة أنها إمرأة؟
- ليس القصد... ولكن حسبتك فتاة أي
- نعم أعلم ... القصة طويلة يا أحمد ولن تحب سماعها
- ماذا لدينا؟ هل حبيب سابق؟
- لا ... لا ..ليس الأمر كما تظن لا ابداً
- إذن ما هو؟
- سأقول لك في وقت آخر ولكن دعنا ننام الآن ... أريد النوم قربك
- حسناً كما تشائين ...
- لكن لا تسيء الظن بي يا أحمد سأخبرك كل شيء بوقته هه
- سهير أنا لم اسئ الظن بك لكنني أتساءل ليس إلآ
- نعم أعرف لننم الآن ... أحضني إليك ..

لم يستطع أحمد النوم يفكر بما جرى ويجري متأملاً سهير التي أسلمت للنوم عينيها غير عابئة بما حصل ... إنها مسؤولية لا يستطيع تحملها أخذ يحدث نفسه ويستعيد ذكريات الأمسية.

يتساءل عما ستقول له وهل ما حدثته به هو حقيقة .. والدتها .. أختها ووالدها المتوفي منذ صغرها هل كل ما أخبرته به حقيقة، لكنه لم يستطع الإستمرار فيما هو فيه لذا توجه إلى الشرفة وأشعل لفافة تبغ تلو الأخرى وعيناه تحدقان في الأفق فيما بدأت تباشير فجر اليوم الجديد في الظهور تبث الدفئ في أنحاء الأرض .. لكنه شعر بالنعاس والتعب يدب إلى عينيه فعاد إلى السرير فيما كانت سهير تتقلب في الفراش وتنظر إليه متسائلة عما به ولما لم ينم حتى الآن

- لما لا ترح نفسك قليلاً فسرعان ما سيأتي الصباح تعال نم قليلاً
- إنني تعب بالفعل يا سهير .. نعم تعب
- إذن تعال.. تعال

في الصباح توجه أحمد وسهير إلى مطعم الفندق لتناول طعام الإفطار ولم ينبس أحمد بشفة فيما كانت سهير تراقبه بصمت وتحثه عيناها على المحادثة لكنه لم ينظر إلى عينيها فوضعت يدها على يده وهي تنظر إليه قائلة

- أحمد ما جرى الليلة الماضية كان أمراً أحببته أنا (وهو ينظر إليها وعيناه تتساءلان فيما إلتزمت شفتاه الصمت) .. أنا لن أطالبك بشيء
- ماذا تقصدين يا سهير؟
- لا تظن بأنني أستغلك يا أحمد أو شيء من هذا القبيل لا... صدقني شعرت بحاجتي إليك .. أنا لا أريدك أن تظن أنني سيئة .. لا أعلم إن كنت تفهمني أو لا ولكن أرجوك لا تظن بي السوء
- لكني أريد أن أفهم يا سهير ما يدور.. فأنا لم أنم الليلة الماضية.. هل كل ما حدثتني به عن والدك.. أمك ..
- أحمد أنا لم أكذب عليك بأي أمر .. صدقني .. ربما .. ربما أخفيت عنك أمراً ما حصل معي .. لكن ..سأكلمك به إن كنت تريد أن تسمع .. وأن تفهم و.. بشرط أن لا يكون ذلك من باب تحمل مسؤولية أو
- ماذا تقصدين تحمل مسؤولية ...مسؤولية ماذا .. أنا
- لا .. لا اقصد تحمل مسؤولية ما حصل ...أرجوك تروى قليلاً معي .. أنظر إليَّ ... بعدما ننتهي من هنا لنتمشى قليلاً لأقص عليك ما حصل... أحمد أنا لست سيئة كما تظن
- سهير تداومين على قول هذه الكلمات ... أنا لا أظن بك شيء ولكني أرفض أن أكون جاهلاً فيما أنا به ... أريد أن افهم لا غير... نحن يا سهير شرقيين ... وأعذريني يا سهير أنا لم أعتاد هذه الأمور ... لا تغضبي من كلماتي أرجوك ولا تعتبريها إهانة .. لكني لم أعتاد هذه الأمور وخاصة في الشرق
- أحمد (وعيناها تذرفان الدموع) ... أنا ..لست كما تظن
- ......... أرجوك لا تغضبي مني ...سهير يكفي ..هل إنتهيت من إفطارك؟

توجه أحمد وسهير إلى كافيتيريا الفندق المطلة على النيل وجلسا تحت مظلة واقية من الشمس فيما طلبا كوب من عصير البرتقال وقهوة وما أن ذهب النادل لإعداد الطلبات حتى إبتدأت سهير بالكلام قائلة:

- أحمد إستمع إليَّ ولا تقاطعني أرجوك ... حتى أنتهي مما سأقوله
- طيب تفضلي ...
- أنا ... إلتحقت بالشركة منذ ثلاث سنوات تقريباً... المهندس ممدوح إنسان رائع ومحب لعمله .. بصراحة لم أرى من هو مثله بتفانيه .. الشركة كانت بحالة إنطلاق و ... كان المهندس ممدوح يكافح لأجل إبرام العقود هنا وهناك ... كنت أنا أتسلم أعباء كثيرة في الشركة .. الإتصالات المكاتبات ... العلاقات العامة ... كنت كل شيء بالشركة ... لم يبخل المهندس ممدوح بتقديم النصائح لي .. وكان يغدق عليَّ بالنقود وخاصة عندما كانت الشركة توقع عقداً جديد .. إعتبرت الشركة هي بيتي الآخر.. كنت أمضي الكثير من أوقاتي هناك في البحث عما يمكن أن اساهم به لإعلاء من شأنها ... كنت في أحيان كثيرة أستقبل عملاء الشركة القادمون من الخارج وكنت مسؤولة عنهم .. توفير إقامتهم وفي أحيان كثيرة إقامة المآدب وحفلات للتوقيع على العقود و .. وفي إحدى السهرات لا أذكر ربما كانت هي المرة الأولى التي أتناول بها الخمرة بهذا الشكل لا اعلم أمتدت السهرة بنا لوقت متأخر وكان لدينا عملاء ... عملاء من الخارج و.. وجدت نفسي في صباح اليوم التالي نائمة بينهم عارية .. هذا من أكثر من سنتين .. كانوا إثنين .. يبدو أ..
- سهير ... خلاص ... المهم ماذا فعلت بعد ذلك
- (تبكي) .. و..ماذا أستطيع أن أفعله؟
- كيف ماذا تقصدين؟
- (تنظر إليَّ متسائلة وهي تكفكف دموعها) .. إثنين .. يا أحمد ماذا سأقول ولمن .. ماذا ستقول عني الوالدة؟ كيف..
- جاء النادل يا سهير ... (وبعد ذهاب النادل) .. أقصد ألم تخبري أحد بالواقعة تلك؟
- تركت الفندق يومها ... لم يكن هذا الفندق .. عدت إلى البيت وعيناي تغرقان بالدموع سألتني الوالدة عما بي لكنني أخبرتها بأني مريضة متعبة ... دخلت لأستحم ...لكن ماء العالم كله .. (تجهش بالبكاء) لم ... لم يكفيني لم اشعر بأنني نظيفة ... أحمد كنت خائفة مرعوبة ... أتسائل في نحيبي ماذا لو.. حصل حمل .. لا أعلم كيف جرى الأمر لا أذكر شيء .. لا لآ أذكر أي شيء ... كيف بدأ كيف إنتهى ..لا أذكر .. فقط لا اذكر..
- تروي يا سهير .... أعلم إنها لحظات قاسية .. ولكن أنا لا أحاسبك الآن .. ولكن يبدو أنك مازلت تشربين الخمر
- لا ... أحمد لا ..ربما اساير لكن لا أشرب كما تظن لا ابداً ... لا لم أعد للشرب .. ربما شفة ألفظها بكأس الماء لكن لا
- وهل أخبرتي الوالدة عن هذا الأمر؟
- أنت الوحيد الذي يعلم ما حصل ... أو لنقل ما أعرفه لأنني حقاً لا أعلم ما الذي حصل ليلتها
- أهذا هو السبب الذي جعلك ترفضين من تقدم إليك من عرسان؟
- لا يا أحمد ... لم أكذب عليك بأي أمر قلته لك .. صدقني
- أنا اصدقك ... وأحترم كلمتك تلك إذهبي لغسل وجهك ... سأنتظرك هنا
- هل ستذهب معي إلى الشركة أم ستبقى هنا في الفندق؟
- لا أعلم يا سهير حقاً لا أعلم...
- هل أنت متضايق مما أخبرتك به (وهي تضع يدها على يدي)
- أخبرتك أنا لا أحاسب أحد ... وأعلم بأنك ظلمتِ بهذا الأمر .. لتذهبي الآن ...
- ستنتظرني إذن؟
- أنا هنا أشرب قهوتي

أشعل أحمد لفافة من التبغ فيما كانت سهير تغادره متلفتة لمرات إليه وكأنها تستنطق نظراته المتجهة إليها ترافقها في ذهابها ... نظر إلى المراكب السابحة في مياه النيل وإلى العمارات الشاهقة التي تبدو على أطراف الشاطئ .. لم تكن عيناه تستطيعا التركيز على مكان واحد هو يعلم أنه متضايق من أمر ما لكنه لا يعلم ما الذي يسبب له كل هذا الضيق .. شعر بالتعب والإرهاق فكثرة التفكير في أمر هذه التة أرهقه ولم يستطع النوم كافياً فقرر العودة إلى غرفته لأخذ المزيد من الراحة بعد عودتها ...

- نعم هذا أفضل لي (مكلماً نفسه فيما كانت سهير قادمة) .. سهير أنا سأبقى في الفندق يبدو أنني اشعر بالإرهاق ربما أنام .. لا بالتأكيد سأحاول النوم .. مرهق
- أعلم .. أنت لم تنم ليلة الأمس أنا آسفة ... حسناً أنا مضطرة للذهاب الآن للعمل سأراك عند الظهيرة .. هه .. نتغدى معاً .. ربما آتيك ببعض الأوراق من الشركة .. إذهب أنت للنوم

عاد أحمد إلى غرفته بعدما ترك في الإستقبال رسالة تفيد بأنه مريض ولا يريد أي إزعاج من أحد ... ورسالة أخرى للعم محمد الذي لم يظهر لغاية الآن ... واستسلم لنوم عميق.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات