مواضيع اليوم

غربات

ربنا يسهل

2012-01-11 14:04:50

0


توقف الكلام عند دوري فأنا كالعادة لا احمل الجواب ولا القدرة على التعبير الشفهي عن المشاعر والاحاسيس وغير ذلك ..دائما ما تخور قوى الكلمات من شفاهي فاما انها لا تخرج او انها تنهار قبل ان تخرج..ماذا اقول وكيف اصف وبماذ اعلق على صديقة جمعتني بها الغربة وها هي الغربة نفسها ستبعدني عنها ؟
هي هكذا سلسلة من غربات تنتقل من غربة الى غربة الى غربة الى غربة جديدة وفي كل غربة تجربة تبدأ بألم وغصة وتنتهي بألم وغصة..
الوجهة اليوم بعيدة جدا, الى كندا هدف اربعة مليون لبناني للحصول على جواز سفرها المحترم وحق المواطنية الشريفة..
اذكر كيف التقينا في الكويت وتحدثنا عن المهنة التي تجمعنا والغربة التي تقهرنا ومستقبل عائلاتنا ..تكلمنا عن لبنان برياحيه الجنوبية والشمالية وعن بيروت العاصمة وعن السياسة والصحافة والاصدقاء المشتركين وتركنا لطفلينا عنان اللعب وانطلقنا من حديث الى حديث لننتهي باننا والحمدالله ومع مليون غصة بدانا نتأقلم في الكويت ونحب ارضها...
عام واحد وعدنا لتجمعنا غربة جديدة هذه المرة في دبي ..حلوة الحياة في دبي بادرتها قائلة فقاطعتني لم احب دبي اريد ان اعود الى الكويت هناك بيتي واصدقائي وزملاء المهنة..لكن العجلة دارت والصديقة اصبح لديها اصدقاء وبيت جديد وولد جديد بولادته بدأ الغرام بدبي ..المدينة التي لا بد من ساكنها ان يعشقها حتى يصعب عليه تركها ..
ستتركها لبنى اليوم ها هي تحزم حقائبها من جديد وعليها مرة جديدة ان تقهر الاغتراب في اغتراب جديد وتغلق بيتا لتفتح بيتا جديدا..هناك ستلد طفلها الثالث ستعشق كندا كما عشقت دبي ستمهر اولادها الثلاثة ببصمة ذهبية بصمة تجعل كل منهم حرفا اساسيا في المجتمع العالمي لا حرفا ناقصا من امة تتخبط شمالا ويمينيا تفرقها الطائفة ولا يجمعها دين ..
ممهورة جوازتنا العربية ببصمة عار تغلق امامنا الابواب بدل من ان تفتحها وتعرقل لنا الطريق بدل من ان تعبدها ..ونحن الاهل عادة لا نرضى لاولادنا ما ارتضيناه لانفسنا لذا على لبنى ان تحمل اولادها وترحل الى كندا..
لا تحزني يا صديقتي وانت تغادرين دبي فعشق دبي لن يكون اصعب من عشق لبنان وما بينهما من محطة غالية في الكويت ..اصعب ما في سنوات الغربة اشهرها الاولى وايامها الداكنة واجمل ما فيها يأتي في الحصيلة وانت تحبين الحصيلة ستحققين الهدف وتبنين عائلة بمنازل كثيرة واصدقاء كثر واولاد لا بد ان تشهد دموع الغربات على نجاحهم ..
توقف الدور امامي فانا لا احسن التعبير وخارت الكلمات امام ما اشعر به... ما اشعر به هو تماما ما تشعرين به .. غربة جديدة من سلسلة غربات وبليون غصة
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !