يا حكومه يا ….
سوف أنقل لكم صوره من قلب الحدث كما هي بلا رتوش وبلا تدخل من مقص الرقيب وأيضا بلا أي إضافه ..
تقريبا في حوالي الثالثه فجرا هببت مزعورا من مرقدي .. حيث كنت أغط في نوم عميق.. علي أصوات مشاجره صاخبه تستعمل فيها أقصي قوه ممكنه للحناجر في إطلاق وابل الشتائم المحرمه دوليا ..
بدايه لم أتبين الحدث أو كنهه .. ولكن بعدما تماسكت أيقنت الحقيقه أو "الغاغه" وبالمناسبه الغاغه لفظه مصريه لا أعرف كيف ولا متي دخلت مصر ولا في أي عصر تحديدا ولكنها دخلت مصر وتمصرت وصارت مصريه معبره عن عادات مصريه كثيره .. وهي تعني الضوضاء الشديده الغير مفهومه .. حاولت أن أتبين شيئا من تلك الغاغه فلم أستطع ولكن أحسست بأن هناك حدث جلل أسفل البنايه التي أسكنها ..
هرولت الي الشرفه حافي القدمين .. لم ألتفت الي أنني حافي القدمين إلا عندما إستشعرت قدماي الدافئتين من إثر النوم بروده البلاط في الشرفه ..لا يهم .. المهم معرفه هذا الحدث الجلل في الهزيع الأخير من الليل ..
نظرت فوجدت مجموعه كبيره من الآدميين "شكلا" ولا أستطيع القول "موضوعا" .. لم أستطع حصر عددهم .. يتشاجر بعضهم ويحاول بعضهم فض المشاجره وبين هذا وذاك تخرج الشتائم كطلقات الرصاص ..
ملحمه رائعه من ملاحم الشارع المصري التي إنتشرت هذه الأيام نتيجه للغياب الشرطي ..
حاولت أن أتبين منهم أي أحد من سكان البنايه أو حتي سكان الحي أو حتي أعرفه .. كلهم أغراب تماما عن المنطقه فهؤلاء الساده الآدميين "مجازا" أغراب عن الحي .. شاء حظي السعيد أنا وكل جيراني أن يختارو منطقتنا ساحه لنزالهم .. أو حتي لا أكون متجنيا عليهم ربما أقدارنا هي من شائت أن يلتقيا كطرفين متلاحمين أسفل بنايتنا في آناء الليل .. صنائع الأقدار!!
حوالي ثلثي الساعه هي مده الملحمه العنيفه .. وهي مده كافيه لإيقاظ حتي الأموات من رقادهم فإستيقظ الحي بكامله ..
حقيقه كانت بانوراما رائعه وبدون أي إستعدادات أو إستدعائات مسبقه لكل الجيران ليخرجوا الي الشرفات في وقت واحد في سابقه لم تحدث من قبل أتاحت لي فرصه رؤيه كل جيراني وأهل المنطقه دفعه واحده ومكنتني من الإطمئنان علي من لم أره منهم منذ فتره طويله ..
وكما بدأت الملحمه فجأه إنتهت أيضا فجأه بعد حوالي ثلثي الساعه .. وقفز المشاركين والجمهور في طفاطفهم وأيضا في سيارتي نصف نقل .. أعتقد أنها كانت مخصصه لإحضار الدعم اللوجستي للمشاركين .. وغادر الجميع الحلبه .. وعاد السكون المطبق يعم المكان مره أخري سوي من بعض التحايا بين بعض الجيران إستغلالا للمناسبه ..
وهممنا جميعا بالإنصراف عائدين كل الي مرقده .. ولكن شق السكون صوت صادر من أحد الشرفات لأحد الجيران يقول ..
يا حكومه يا …. "لفظه يعاقب عليها القانون" .. البلد سابت خلاص
مجدي المصري
التعليقات (0)