مواضيع اليوم

غرائب السياسة في السودان: شريك الحكم يتظاهر ضد الحكومة

ابراهيم أرقي

2009-12-08 08:17:06

0

ماذا يريد متمردي الحركة الشعبية امثال باغان اموم من السودان وهل حقا هم يبحثون عن الحرية والديمقراطية التي يتحدثون عنها ويدعون انهم يطالبون بها.

اذا نظرنا بعين فاحصة الى افعالهم وممارساتهم في دولتهم التي يحكمونها في الجنوب نجدهم ابعد ما يكون مما يطالبون به نجدهم يصادرون دور المؤتمر الوطني ويمنعون الاحزاب الجنوبية الاخري

من ممارسة حقها الديمقراطي في عقد الندوات ويزجون بالمختلفين معهم في الراي في السجون وحولوا الجنوب الى محمية خاصة بهم يحكمونها كيفما شاءوا ومتى شاءوا.

ولم يكفيهم حكم الجنوب كله وحكم ثلث الشمال ولكنهم ارادوا ان يلعبوا على حبال احزاب الشمال وكانوا يمنون النفس بحزب ضعيف ملهل يتحكمون من خلاله في السودان كله

ولكنهم اصطدموا بمكر اشد من مكرهم ودهاء يفوق دهائهم وكان المؤتمر الوطني الحزب الشريك كما يدعون حجر عثرة في طريق تحقيق احلامهم في سودان جديد يقوم على دكتاتوريتهم وتسلطهم

وقد حاولوا كثيرا ان يسكروا شوكة المؤتمر الوطني بالتهديد للجوء للغابة وانفصال الجنوب ولكن كان المؤتمر الوطني عند حسن الظن به كشف كل الاعيبهم وبدد كل احلامهم وزلزل الارض تحت اقدامهم

ولم يحنى لهم راسه بل كان راسه عاليا وهو يحاورهم وعندما يئسوا منه ووجد انه لا مجال من تليين راسه لجأوا الى الاحزاب الاخري وهي احزاب فقدت اراضيها تماما في السودان وعقدوا ما يسمي بتجمع جوبا

وهي مسرحية اخرجتها بعناية الحركة الشعبية المتمردة وزجت في وسطها الاحزاب المتهالكة سواء ان كانت تدري او لا تدري ولكن لم يفت الامر على المؤتمر الوطني وهو الذي خبر الحركة الشعبية جيدا وعرف الاعيبها وسياسياتها الملتوية حيث رفض المشاركة في هذا المؤتمر المسرحية ووقف ضدها تماماً وعندما احست الحركة الشعبية ان كل هذه الالاعيب لم تمر على المؤتمر الوطني لجات الى لعبة اكبر وحاولت تاجيج تلك الاحزاب وخرجت بمسرحية جديدة حينما انسحبت من المجلس الوطني البرلمان احتجاجا على عدم تقديم عدد من القوانين مثل قانون الاستفتاء وقانون الامن العام كما تدعي لاجازتها وهي تحتل ثلث مقاعد البرلمان وكان يمكن لها ان تتحالف مع الاحزاب الاخري المشاركة في البرلمان لاجازة هذه القوانين ولكن الحركة الشعبية مثل تستطيع ان تعيش الا في الجو العكر لذلك لجأت لخدعة الاحزاب المتهالكة الاخري لتحريك الشارع وقال منظرها باقان اموم ان اليوم سيخرج الف وغدا مائة الف وبعد غد مليون وعندما خرج الى الشارع لم يجد الا الشرطة السودانية وقوات الامن فاخذته ذليلا مهانا الى الاعتقال مدانا بالخروج الى الشارع دون اخذ اذن وتصريح من الدولة.

تجربة الشماليين مع الجنوبيين كارثية وما احداث الاثنين الاسود الا علامة بارزة في تاريخ هؤلاء البشر عندما خرجوا يوم وفاة جون قرنق وقتلوا وحرقوا وروعوا كل من هو شمالي ولكن كانت ردة الشماليين قوية حيث هاجموهم وادبوهم لذلك كانت لهم عظة وعبر ولم يخرجوا يوم الاثنين الماضي استجابة لدعوة باقان اموم والذي للاسف خرج معه بعض الشماليين المغشوشيين في هذا الشخص وفي دعوته للخروج للشارع.

باقان اموم يرديها فوضوية ويرديها بدون حراسة لكي يعيث فسادا ولكن هيهات له فالحكومة صاحية له تماما وتعرف كيف تلعبها معه فقد هزمته في الحرب في الجنوب وهي الان قادرة ان تهزمه في السياسة

فلن يؤتي الشمال مرة اخري من قبلهم كما فعلوا سابقا ومن حق الحكومة ان تحافظ على سلامة شعبها ووطنها من هؤلاء العابثين ومن حقها ان تمنع الفوضى والاضطراب خاصة وان الذين نادوا بالخروج في هذه المسيرة يحملون حقدا وغلا لكل ما تحقق من انجاز ايا كان هذا الانجاز ولم يكن خروجهم للمطالبة فقط بالديمقراطية والحرية واجازة القوانين كما ادعوا وانما كانوا يطالبون بعودة اكتوبر تلك الثورة الشهيرة التي خرجت في شهر اكتوبر من العام 1964 واطاحت بالرئيس عبود فهم يريدون ان يتكرر التاريخ بان يخرج الشعب ليطيح بحكومة البشير ولكن هيهات لهم ذلك فالشعب عرف الاعيبهم ولن تنطلي عليه هذه اللعبة.

واغرب الاشياء ان يخرج شريك في الحكم ويطالب بازالة الحكومة انها عجائب السياسة في السودان




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !