مواضيع اليوم

غداً يكون مأتم العبث

أحمد الشرعبي

2010-01-11 08:40:21

0

غداً يكون مأتم العبث
26 سبتمبر (42-334) 7/7/1983م
بين يدي الخواتم المباركة الشهر الكرم وعلى مشارف أيام أخر من أفراح عذارى تطل مع إطلالة اليوم الأول من عيد الفطر المبارك تحول أمور وتزول أخرى.
ربما يكون في طليعة هذه التغيرات أو من معدماتها أن يصير النهار معاشاً والليل لباساً وأن تخبوا مصابيح الليل ويهدأ صخب الغروب وتخف حركة المرور من عز الزحام وأوج المحشر..
ويعود كل شيء إلى نصابه وتؤول إلى ما كانت عليه كل حركاتنا الحياتية إلا من استثناء واحد في مجرى الحياة السياسية فشيء ما، كبير ما، مهم ما سوف يتغير باتجاه الأفضل.
في البدء نودع الشهر الكريم بابتهالات حرى وضراعات إلى الله تعالى بأن يكتب لنا في رمضان ما كتبه لعباده الصالحين وأن يتقبل منا العبادة وخالص الصوم وله الشكر وإليه المئاب..
وفي البدء نستقبل عيدنا الإسلامي الأغر بابتسامات تمسح حزن المدينة وتنتقل بنا إلى مرحلة التسامح والحب والتآلف والترابط والإخاء.
وفي البدء نبدأ العطاء بمزيد من الإصرار والثقة مع قائد المسيرة الحبيب العقيد علي عبد الله صلاح وتبدأ الكلمة الشريفة معاناتها الحقيقية.. انتماءها الوطني.. ملحمتها النضالية.. بوحي من إيمانها بالله وبالثورة والوطن وفق ذلك المنظور العملي المتطور على أن رمضان في هذا العام لن ينسحب وديعاً كما هي عادته.. أنه هذه المرة يخلف وراءه بصمات حية ذات بريق أخاذ.
ويعود ذلك بطبيعة الحال إلى أنه كان شيئاً آخر مختلفاً جداً ومتميزاً إلى أبعد حال عنه في باقي الأقطار العربية والإسلامية على امتداد الأرض ولا حاجة للتحديد..
أليس أننا في رمضان جميعنا بين العبادة، والتأمل وأخينا بين الاعتكاف، واللقاء الشامل الكبير.. بين الدين، والدنيا.. بين أولى نحن فيها وأخرى نحن إليها ولا محالة، ولقد خيل لي أن اللقاءات الرمضانية التي أجراها الأخ الرئيس القائد مع كل قطاعات الشعب كانت إنما تعيدنا أربعة عشر قرناً من الزمن عبر 30 ليلة من ليالي رمضان عشناها جميعاً وكما لو أن التاريخ كان يجرنا –استحضاراً واسترشاداً- نحو الحقبة الإسلامية الأولى التي تمثلت في سير وحياة الرسول العظيم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
نعم كنا التاريخ معاً قد تحالفنا على العودة إلى ما قبل الأربعة عشر قرناً من تاريخ الهجرة النبوية لنقفز نحن والتاريخ نحو أربعة عشر قرن أخرى في اتجاه المستقبل بمعنى أن التاريخ يجب أن تعاد صياغته وأن يتدخل الإنسان اليمني في تحديد موقعه من التاريخ بحيث يتلاءم ذلك مع نمطية تطوره المتسارع وهاأنذا أكتب هذا المقال في هذا العام 2800هـ
ولقد يندهش القارئ غير اليمني وله الحق في ذلك كل الحق. له أن يندهش وله أن يستغرب بل ومن حقه أن يكذب ولكنه لا ينكر في أن صاحب الدار أدرى بالذي فيها.
أوليس أن هذا يذكرنا بالمسلمة الشعرية القائلة:
والليالي من الزمان حبالى مثخنات يلدن كل عجيبة
كما أنها لا تفوتنا الإشارة حول أولئك الذين ما زالوا يعتقدون أن أمامهم فرصاً نادرة سانحة للعبث والاصطياد في الماء العكر أو أنهم سيظلوا يمارسون الدهقنة على مرأى ومسمع منا في وضح النهار وبأن أدوارهم أم تتقرر نهايتها بعد!!
لهؤلاء نؤكد للمرة الأولى أو للمرة الألف بأن شيئاً ما؟ على درجه من الأهمية؟
سوف يقضي على كل ممارساتهم البشعة وعلى أدوارهم الرخيصة بدون استثناء.
كما أن على الذين أخذوا يشككون في قيمة وجدوى اللقاءات الديمقراطية التي شهدنا فيها أروع مظاهر الحوار الحر وأصدق دلالات المرحلة الثورة على هؤلاء أن يكفوا عن الهراء وعليهم أن يلحقوا بأزمنة البوار وأن يدفنوا رؤوسهم في الرمل لأن أقدار الشعوب لا تستسلم للأقزام ولا لأصحاب البطون المنتفخة على حساب المصلحة العليا للوطن وعلى حساب الجماهير وعلى حساب كرامة اليمن الثائر..
فللقاءت الرمضانية هذا العام لن تكون مجرد مساحيق للديمقراطية كما يقول الأدعياء ولن تكون مجرد استعراضات ميتة ولكنها سوف تكون أثراً خالداً وتحولاً سياسياً بالغ الخطورة، بالغ الأهمية، بالغ لدقة.
فكما أن اللقاءات تعتبر تجسيداً لمرحلة الميثاق وتمتيناً للوحدة الوطنية ولبنة أخرى في طريق الإصلاح الإداري فهي بنفس القدر ذلك المعنى البعيد للديمقراطية السليمة ولحكم الشعب نفسه بنفسه.
ومن الجماهير التي انفتحت على قائد دربها وحادي مسيرتها الأخ العقيد علي عبد الله صالح لتدرك بكل القناعة بمطلق الإيمان والثقة أن هذا القائد لن يكذبها الوعد ولن يرجع بها إلى الوراء سيما وأنه يدرك أي علاقة حب وصدق وثقة تربطه بالجماهير وأنه بالفعل يقدر للجماهير موقفها المؤازر إلى جانب عهده الفذ و قيادته الشجاعة.
ونعلم أن العبث لم يعد بسيطاً ولم تعد لنا القدرة على إنهائه بجرة قلم، فلقد صار للعبث جذور شبه ثابتة وجذوع شبيهة قوية وإيناع شبه متواصل وإن من العابثين من صاروا كباراً بحكم تكويناتهم وتمرسهم وتمكنهم من الحق العام والخاص ومن ثروات الوطن وممتلكات المواطنين وأنهم بفعل ذلك يملكون القدرة على التكتل ويملكون من الأساليب ما يمكنهم من الانضواء تحت بيارق التجديد ومسميات الإصلاح..؟
لكنهم مع كل ذلك أقل شأناً من يقضة الجماهير وأعجز عن أن ينالوا من الحس الوطني الذي يتمثل في الخطى الحثيثة لقيادتنا الشابة والمبذولة باستمرار من أجل الوصول إلى مجمل الطموحات الثورية التي تتخلل مسار اليمن الوطني..وأن في طليعة ما ستتمخض به اللقاءات الرمضانية توجيه الضربة القاصمة لمواقع العبث و الاستقلال والشللية والإطاحة بآخر ما للماضي الإمامي في هذه الساحة من أنفاس وأشباح وخفافيش.
ولعلنا لا نغالي يوم تقول غداً يكون مأتم العبث.
وغدا تصحو الحقيقة وتستيقظ ملاحم اليمن التاريخية ويخضوضر شارب التاريخ ونغني معاً وسوياً
رددي أيتها الدنيا نشيدي ردديه وأعيدي وأعيدي
غداً.. غداً.. غداً.
أليس الصبح بقريب

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات