ماهر حسين .
من المتوقع أن يقوم الأخ الرئيس أبو مازن بتوقيع المصالحة الفلسطينية بحضور الفصائل غدا" في القاهرة ويمثل حماس وباقي الفصائل قيادات من الصف الأول.
يعتبر يوم المصالحة الفلسطينية يوم تاريخي يستحق منا أن نجعله يوما" للوحدة فنحتفل جميعا" بالوطن برفع الأعلام الفلسطينية وصورة الرئيس أبو مازن رمز الشرعية الوطنية الفلسطينية وراعي الاتفاق الفلسطيني .
غدا" يوم هام وما يليه أهم لأننا يجب أن لا ننسى بأننا قد سبق ووقعنا اتفاق في أقدس بقاع الأرض وتلا ذلك الاتفاق كارثة ما يسمى بالانقلاب وكلنا أمل بمصير أفضل لهذا الاتفاق التاريخي ، فما يحدث من تغييرات على الصعيد العربي داعم لهذا الاتفاق بالاضافه إلى أن جماهير شعبنا ورفضها للانقسام سيكون ضمانة لترسيخ هذا الاتفاق وحمايته من كل من يرغب باستمرار الانقســــام .
على جماهير شعبنا من كل الاتجاهات والتوجهــات وبشكل خاص الشباب الرافضين للانقسام الاستعداد للعمل بكل الطرق لحماية الاتفاق فلو حدث إشكال هنا يجب أن يتم حله ولو حدثت مشكلة هناك يجب رفضها جماهيريا" ليكون موقف جماهير شعبنا وشبابهـــا درسا" لكل من يرغب بتعزيز الانقســـام لتحقيق مكاسب من هنا وهناك حيث أن هناك من يستفيد من الانقســـام وبل وللأسف تشكلت فئة مستفيدة من الانقســـام كما أن هناك فئة مستفيدة من حصار غزة .
سياسيا" على السلطة الوطنية ومعها حمــــاس المحافظة على الهدنة مع الاحتلال في غزة فإسرائيل انسحبت من غزة وكل ما هو مطلوب الآن إعادة الاعتبار لاتفاقات سابقه لتنظيم العبور ولتنسيق الأمر مع المصريين وكما علينا الاستفادة من المطار والميناء بما يساهم بأعمار غزة وتطوير الحياة بها بما يتناسب مع كونها جزء هام وحبيب من هذا الوطن ويمكن أن يعبر هذا الجزء العزيز عن طبيعة الدولة الفلسطينية القادمة ...الدولة التي تسعى لان تعيش بهدوء مع كل الجيران وبحرية .
ومن هنا فإننا جميعا" مطالبين بأن نعلن دعمنا للهدنة حتى لا يكون هناك أي فرصه لإسرائيل لتوجيه ضربه إلى غزة الساعية لتجاوز الانقسام وإعادة الأعمار.
بالهدنة نشكل حماية لغزة وأهلها وحماية للموقف الفلسطيني الرسمي والدولي ...ومن هنا فان الحفاظ على الهدنة يعتبر مهمة استراتجيه وأولى للجميع كما أن علينا أن نوحد الخطاب السياسي الفلسطيني بأطر بعيدة عن الأحزاب بإطار المختصين فلا يجب منح فرصه لإسرائيل لضرب الاتفاق من خلال التشهير به والتحريض عليه دوليا" وهنا أشير إلى أننا ومن جديد نقول بان المفاوضات والموقف السياسي شأن لمنظمة التحرير الفلسطينية التي يجب إصلاحها وكما أنه شأن الأخ الرئيس أبو مازن وعلى الأخوة بالمجلس التشريعي ورئاسة الوزراء التركيز على إعداد المؤسسات الفلسطينية لإعلان الدولة ولتحقيق السلام وكما أن من واجبها العمل على تطوير الحياة المواطن الذي يعاني العديد من المشاكل وبشكل خاص في غزة هاشم حيث الضعف الشديد في الخدمات الصحية والتعليمية وفرص العمـــل .
لقد تعلمنا الكثير خلال السنوات الأربع الماضية ففتح ومعها حمـــاس شعروا برفض الجماهير للانقسام وهو ما قد يؤثر على مكانتهم لدى شعبنا وفي الحقيقة وبعيدا" عن الانحياز فان الانقســـام اثر على مكانة فتح وحماس وكما أن ممارسة السلطة من قبل حماس بغزة آثرت عليها وعلى صورتها كثيرا" لدى المواطن الفلسطيني والعربي وبنفس الوقت أثر الانقسام على القدرة السياسية لقيادتنا للعمل السياسي لتحقيق مصالح شعبنا وتحقيق أهدافه ولولا" التغيرات الحاصلة بعالمنا العربي وتأثيرها علينا جميعا" لما كان لهذا الاتفاق أن يتم فمصر الثورة التي يدعمها الجميع بحاجه إلى انجاز فلسطيني نهديه للثوار الذين يمثلون العمق العربي لقضيتنا‘ وسوريا التي يتعرض نظامها إلى ثورة شعبية راغبة بالتغيير والتي أظهرت بكل وضوح بان جماهير سوريا ليست خانعة للنظام وبأن النظام هناك ليس محصن كما كان يعتقد الرئيس بشـــار عندما علق على ما حصل بمصر وتونس بل على العكس هناك في سوريا سقطت تماثيل وسقطت فكرة الحزب الواحد القائد بفعل رفض الجماهير لممارسات المستفيدين من الحزب والدولة ...وما حصل بمصر اثر علينا وجعلنا أكثر تمسكا" بمصر وما يحدث الآن بسوريا اثر على حماس وجعلها تعلم أن انتماءها للإخوان المسلمين يجعل مواقفها تحت التدقيق لأنظمة على خلاف مع الإخوان مثل سوريا وكما أن وجودها بسوريا مرتبط بمصالح النظام الذي وللأسف حاول توجيه الاتهامات للفلسطينيين بأنهم خلف أحداث درعا بمحاولة بائسة وغير مقبولة لتبرير رفض جماهير ورجالات سوريا وحتى النساء والأطفال رفضهم للتسلط وللقمع فقام النظام باعتبار ما يحدث بأنه تخريب وتمرد مسلح ويتم تنظيمه من عصابات فتارة الفلسطيني متهم وأخرى الإسرائيلي وأحيانا" وكما يبدو اللبناني وبكل الأحوال من الظاهر للجميع الآن بان ما يحدث في سوريا هو نتيجة للقمع وللاستهانة بوعي المواطنين هناك فكل ما يحدث سوري وهو مطالبات جماهير سوريا بالحرية والتحرر من الظلم والقمع وأخر إبداعات جماهير سوريا كان مظاهره صامته للنساء !!! أمام مجلس الشعب أدت إلى اعتقال البعض منهن بعد تفريق المظاهرة .
إن اتفاق المصالحة الآن مدعوم من الجميع وكما يبدو حتى الآن وان كان هناك غياب للموقف القطري والايراني وكما ان الترحيب السوري رسمي وخجول ولكنه يطلب ود المصريين وليس من اجل مصلحة فلسطين وكما أن موقف الجامعة العربية واضح وداعم بشده للاتفاق وكلنا أمل أن يكون هذا الموقف العربي موقف حقيقي من خلال المراقبة لما سيحدث في قادم الأيام فهناك الكثير من المتضريين من الاتفاق ...فهناك من كان يستخدم الانقسام حجه للاشاره إلى ضعف الشرعية الفلسطينية وبالتالي تعطيل عملية السلام وكما تفعل إسرائيل وهناك فئة في الداخل الفلسطيني من منتفعين الانقسام والحصار ستعمل بكل الطرق على التخريب وهؤلاء يجب محاربتهم وسياسيا" بينما علينا أن نسعى لفضح تناقضات الموقف الإسرائيلي فإسرائيل لم تقدم أي دعم للتيار السياسي الداعي للتسوية علنا( حيث أن حماس تدعو للتسوية وليس بالعلن ) وبل إنها ساهمت بإضعاف الموقف السياسي الداعي للتسوية من خلال المزيد من الاستيطان ورفضها للتسوية مما جعل الموقف الفلسطيني الرسمي ضعيف الحجة أمام المواطن ومما جعل إسرائيل تمر بعزلة دولية ستتصاعد الآن مع زيادة قوة الرئيس الأمريكي بحكم ما تم انجازه في اليومين الأخيرين كما يظهر داخليا" في الولايات المتحدة الأمريكية أن زيادة قوة الرئيس الأمريكي تجعل الموقف الأمريكي أقوى ويجعل قدرة إسرائيل على المماطلة أقل .
إذا كانت إسرائيل تريد السلام فأيدينا وأيدي قائدنا الأخ الرئيس أبو مازن ممدودة للسلام القائم على استعادة الحقوق والقائم على تحقيق الأهداف التي تضمنها الشرعية الدولية لنـــا فلا يعقل أن يكون نتيجة دعمنا للتفاوض وللتسوية وللسلام بأن يتم محاصرتنا بمزيد من الاستيطان وعلى إسرائيل أن تستجيب للسلام ولحقوق شعبنا وهنا نقف بكل احترام إلى جانب كل إسرائيلي من قوى السلام الذين أيدوا قيام الدولة الفلسطينية والداعمين لدولتنا الفلسطينية هذا الخيار الذي تم الاستفتاء عليه بإسرائيل وتم دعمه بنسبة 50 % من قبل مواطني دولة إسرائيل ...هذا هو خيار السلام والعيش المشترك والحياة بحرية وكرامة على ارض فلسطين وهو ما نريد ونسعى له ...ومن هنا على الاخوه بحماس الحذر من الانسياق للإعلام وللتصريحات الكبيرة التي أثبتت ممارستهم للسلطة بغزة بأنهم لا يتعاملوا معها إلا عبر الاعلام وليس بفعل الأمر الواقع ومن هنا فإننا نحذر الاخوه بحماس من جديد الانسياق للإعلام والحديث عن إسرائيل والسلام حيث أن هذا سيزيد صعوبات التعامل الواقعي مع السياسة علينا أن نسعى لإعادة الاعتبار للديمقراطية وللمؤسسات التشريعية الفلسطينية وللموقف السياسي الموحد .
غدا" يوم هام وتاريخي وما يليه أهم .
التعليقات (0)