تجلت عبقرية المصريين في ثورتهم في 25 يناير وفي الثورة المضادة لها أيضا....
نحن جميعا نعلم ما حدث في 25 يناير العظيم لأنه كان ظاهرا جليا واضحا للعيان من شجاعة منقطعة النظير مع حكمة مستحدثة لم يشهد العالم لها مثيلا قبل ذلك في صورة ثورة سلمية يتصدى فيها شعب أعزل لآلة جهنمية من وسائل القمع والقتل......
ولكن...تفوقت الثورة المضادة على ثورة يناير فقد سارت الثورة المضادة في سبل شيطانية معقدة مدروسة جيدا جدا ما زلنا نفكك أسرارها في صعوبة بالغة وإن كانت ليست خفية تماما على الغين الفاحصة...
لقد سار المخطط الجهنمي الماكر جدا من أول يوم لحق بيوم 11 فبراير وخطوة خطوة حتى وصلنا إلى اليوم الذي ننتظر فيه محطة قد تبدو أخيرة في عين الثورة المضادة ولكنها ليست كذلك في أعين الثوار حيث يشعر فيها أصحاب الثورة المضادة أن آخر وجود للثورة هو قفل فصولها بانتخاب شخص من الذين قامت الثورة ضدهم وهو رئيس وزراء المخلوع مع إقصاء كل من تزعموا الثورة واعتقال بعض شبابها وقتل الآخرين!!
تعددت أسباب الإقصاء بزعم الجنسية المزدوجة أو أعداد التوكيلات أو أسباب واهية أخرى أو لذر الرماد في العيون مثلما حدث مع عمر سليمان....
ثم كانت الخطوة الأخيرة بشطب مجلس الشعب الذي أتت به الانتخابات التي سن قانونها حكماء القانون ليجدوا فيها بعد ذلك(وفي الوقت المناسب) سببا لبطلانه لتخلو الساحة من المنجز قبل الأخير من منجزات الثورة...ولا ندري ماذا يخبئونه للغد وبعد الغد في انتخابات الرئاسة وخاصة إذا كان القرار المطلق للجنة الانتخابات الإلهية التي لا تعارض ولا يطعن عليها....
غدا نرى هل ينتصر الثوار (أو من ينتمي إليهم ولو عن بعد) أم تنتصر الثورة المضادة ويأتي رئيس وزراء مبارك ليتنفس قادة الثورة المضادة الصعداء....ويأمنوا الحساب.......
التعليقات (0)