إلى كل المنظمات العالمية التي تهتم بالبيئة وصحة الإنسان
إلى كل علماء البيئة ومختصي علم البيئة وهندسة الطبيعة
إلى السيد آل غور – الحائز على جائزة نوبل عن فلمه الحقيقة المزعجة
إلى مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك المختصة بالبيئة والطبيعة
إلى كل من يهمه مستقبل البيئة على كوكب الأرض
تحية طيبة
منذ فترة ليست بالقصيرة، تمطر السماء على العراقيين دقائق غبار أحمر وهي بأحجام صغيرة جداً تدخل بين مسامات أوراق الشجر والزرع فتقتل الزرع المتبقي في البساتين العراقية العطشى، وتقتل ما بقيت من أشجار الحزام الأخضر والذي يتألف من أشجار السرو الإبرية الأوراق واليوكالبتوس التي تكون أزهارها دقيقة، فقد أبيدت تلك المساحات أو في طريقها للإزالة بسبب جفافها وعدم قدرتها على الإيض الغذائي من اوراقها بعد أن صارت مغطاة بطبقة لزجة من دقائق الغبار الأحمر.
إن نظافة البيئة ونوعيتها في أية بقعة من العالم هي مسؤولية إنسانية مشتركة وليست مسؤولية فردية، وقد شهدت البيئة العراقية نكسات متعاقبة وقرارت خاطئة متوالية، منذ قرار تجفيف الأهوار في الثمانينيات القرن الماضي، ثم طحن البيئة الصحراوية العراقية بسرفات الدبابات والمكائن الثقيلة في حرب والغبار المشع من اليورانيوم في 1991، وبعد ذلك الغزو الامريكي في 2003 وما جرى ويجري من تدمير للطبيعة الجغرافية العراقية في الجنوب العراقي، وقبل ذلك كله، قطع أشجار النخيل العراقية التي كانت تكسي شواطىء مدينة البصرة أيام الحرب العراقية الإيرانية لتسهيل عمليات الرصد، إن كل تلك العمليات قد جعلت البيئة العراقية رخوة غير قابلة للصمود حين هبوب أقل الرياح سرعة، فتحمل معها دقائق طينية (وليست ترابية) حمراء ثقيلة الكثافة ولكنها صغيرة ودقيقة الحجم، إلى مسافات بعيدة من الجنوب العراقي إلى الشمال العراقي، وهي في طريقها تلك، تقتل الأشجار والزرع، وتلوث الهواء، وتعرض حياة مئات الآلاف من البشر للخطر بسبب نوبات الربو، ولا تخفى عليكم إمكانات المستشفيات العراقية المتواضعة في معالجة مئات آلاف من حالات الربو الأسبوعية، وادعوكم لزيارة أية مدينة عراقية لتروا أن بيع كمامات الوقاية من الغبار هي ظاهرة عادية في شوارع أية مدينة عراقية وأننا نبيعها في تقاطعات الطرق بدلأ من أن نبيع ورودا وزهورا للمحبة والحب والصفاء.
إن ما يجري في العراق، إشارة واضحة أن البيئة في العراق قد تغيرت وتدنت إلى مستويات غير إنسانية، وان نوعية الهواء في العراق هي في مستويات غير بشرية تماما، وتستطيعون التأكد من ذلك بأخذ عينات مختبرية من هواء مدينة تتعرض إلى الغبار الأحمر، وحللوا تلك المكونات في أي مختبر عالمي لتعرفوا حقيقة ما نتنفسه نحن في العراق، ونطلق الآن من مدننا نداءاً إنسانيا لكم لما معروف عنكم من حرفية مهنية والعمل التطوعي في خدمة كوكب الأرض، وكما أعتقد، أن العراق مصنفة ضمن دول كوكب الأرض ولا زلنا نتقاسم الكوكب معكم، فالمسؤولية مشتركة، والواجب أن نتعاون جميعا لوضع حلول تطبيقية عملية لإنقاذ البيئة في العراق من التدهور الخطير .
ومما زاد الأمور كارثة أخرى، أن العراق يواجه موجة جفاف غير مسبوقة في تاريخه منذ خمس سنوات ولا زالت، كما أن مستويات نهري دجلة والفرات قد وصلت إلى أدنى مستوياتها المسجلة في السجلات العراقية بسبب مشاريع السدود العملاقة في دول المنبع.
لنطلق معكم حملة (كوكب واحد.. مسؤولية مشتركة) ولنحضر لمؤتمر بيئي دولي في العراق ولتقم دراسات بيئية عالمية لتقييم مستوى التلوث البيئي في هواء العراق ولتعلن مؤسسة ناشيونال جوغرافيك عن مسابقة لذلك كما تفعل سنويا في إستدراج وتقييم مشاريع إنسانية تهتم بالإنسان والبيئة تحت مسمى جائزة رولكس الدولية.
أرجو وأتمنى أن تجد هذه الدعوة المخلصة، جوابا منكم لنعمل معا من أجل بيئة نظيفة، ولنترك لأجيالنا ذكرى حسنة من أننا أصلحنا ما أفسده الآخرون، وكنا أمناء واوفياء لأمنا.. كوكب الأرض.
والسلام عليكم
التعليقات (0)