غاب داعس ابوكشك ، وبغيابه ينكسر عمود آخر من أعمدة بيتنا الفلسطيني ، ، والمناضل الذي يغيب عن المعركة، معلم المدرسة، ومعلم الأجيال، المثقف والزعيم السياسي، الحركي ، أفنى حياته في احتراف التعليم الذي اسس لها مدرسة علمية تربوية ناجحة باعتراف كل الذين عاصروه نعته مدينة نابلس بكبارها وصغارها بل باطفالها وشيوخها بل نعته فلسطين، ونعاه أحرار وكتاب ومثقفي الوطن العربي و العالم وشرفاؤه، وكأنهم يرون فيه وجه فلسطين الذي لايغيب..
ودعناك قبل اربعين يوما وانت لازلت عئش بيننا وكل يوم يذكرك الجميع وينهلون من فكرك الوطني والعلمي ولنا نحن القابضين على جمر رايته العزاء، عزاؤنا في استمرار القيم التي حملها القائد التربوي داعس ابوكشك ودافع عنها ورحل ممسكا بها، ليسلمها للأجيال من بعده كنزا ثمينا لايعادله كنز.. ومهما قيل عن الراحل ابوكشك ، تكفي جملة واحدة: عاش ورحل من أجل فلسطين، كيف لا، وفلسطين هي بوصلتنا التي نهتدي بها وهي الطريق والغاية.. غاية لم يحد عنها الراحل ، وتنفسها وتنفس الشوق إليها حتى آخر رمق..
لقد فقدت فلسطين.. وشعب فلسطين رجلاً من أغلى الرجال، وأصدق الرجال، وأنبل وأشجع الرجال، وأخلص الرجال، فطوبى لهذا القائد العظيم، صاحب المواقف الرجولية الصلبة المدافعة عن قضية شعبنا.
وباستشهاده يفقد الشعب الفلسطيني، علماً من أعلامه، ورمزاً من رموزه المناضلة، والذي عاش رمزاً للاستقامة والنقاء الثوري، أمضى كل لحظات حياته من اجل فلسطين وحريتها واستقلالها بعاصمتها القدس التي نذر نفسه لها، صلباً، عنيداً لم تلن له قناة، على امتداد سنوات من النضال والكفاح في مناهضة أعداء الشعب الفلسطيني، وفي مواجهة قوى الظلم والقهر والطغيان، والعمل على وحدة الصف الفلسطيني، ومقاومة الاستيطان والجدار، لتبقى القضية الوطنية الفلسطينية خالدة في قلوب أبناء شعبنا جيلاً بعد جيل.
رحل القائد التربوي المناضل الوطني الشجاع ولم ترحل مبادئه وأفكاره ورؤاه... فقد ظل المناضل الكبير وفياً، صادقاً، شجاعاًَ، ثائراً، قابضاً على الجمر، وعلى المبادئ التي آمن بها وناضل من أجلها ومن أجل فلسطين، كل فلسطين من البحر إلى النهر.
افنى الراحل حياته مناضلا شجاعا متمسكا بالاهداف التي امن بها على مواصلة طريق النضال وفق القيم والمثل
التعليقات (0)