غابة

الحمد لله أنْ هيّأ لنا العيش في (غابة) ملأى بكل ما يخطر ببالك ، وبما لا ولن يخطر !!.. 

الحمد لله أنها "خِلقة عَجَبٌ " لا أجمل من الفوضى فيها ، ولا أروع من غياب السلطة ، ولا أبدع من الانفلات ، ولا أنقى من التعدي ، ولا أوسع من تحقير القانون العام ، ولا أشمل من الاستغلال ، ولا أسمى من سيادة أعراف المرتزقة والأباطرة وتجار المحرمات والممنوعات !!.. 

الحمد لله ، فلا أمن ولا أمان ولا سلام ولا وئام .. 

الحمد لله ، أننا نتهرب من واجباتنا ، ونتوارى خلف أصابعنا ، وليس الغُنم بالغُرم .. 

الحمد لله ، فإن (غابتنا) وارفة حانية ، "وقطوفها دانية" ، لهذا ، لا تتعايش فيها الكائنات ، ولا تتمتع المخلوقات بالحرية المسؤولة ، ولا يأمن أحد على أحد ، ولا ينام أحد لأحد على ثأر ، فيَظلم ويتجنى ويقتل لتصفية الحسابات !! 

الحمد لله ، ففيها الكبير لا يعطف على الصغير ، وفيها الصغير لا يوقّر الكبير !!.. 

صحيح أننا في (غابة) ، لكنها لا تشبه أي غابة أخرى ، وقَلَّ نظيرها في المعمورة .. 

وتكرارا : الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه ..