مواضيع اليوم

غابات الموصل السياحية

علي الطائي

2010-12-22 17:13:20

0

غابات الموصل السياحية
هل هي في طريقها للاندثار
تعتبر غابات الموصل المتنفس الطبيعي للمدينة ولأهلها وزوارها
حيث يخرج أهالي المدينة إليها وخصوصا أيام الجمع والأعياد لقضاء أوقات وساعات بين ربوعها الغناء بالمناظر الطبيعية الجميلة واستنشاق نسماتها النقية بعيدا عن أجواء المدينة الخانقة
لقد تمت المباشرة بإنشائها منذ عام 1954 لتكون في حينها مخيم كشفي ثم توسعت بالأعوام التالية لتبلغ مساحتها 1096 دونم وبإشراف الإدارة المحلية للمحافظة التي يبلغ نصيبها فيها 200 دونم
إما تربية المحافظة فحصتها 55 دونم إما الباقي فيعود إلى مديرية الزراعة
وعندما بوشر بتطوير طريق موصل – دهوك وإقامة الجسر الثالث ومقترباتة انحسرت المساحة إلى 855 دونم
وتضم غابات الموصل السياحية أنواع عديدة من الأشجار دائمة الخضرة والنفضية وأهمها اليوكلبتوس ويشكل هذا النوع القسم الأكبر من أشجارها والصنوبر والسرو والدردار وغيرها
وكانت قد أصبحت من أشهر معالم المدينة التي يأتي إليها الزوار خصيصا
لقد تعرضت لتجاوزات كبيرة ألحقت بها إضرار بالغة وبداءت تلك التجاوزات منذ 1991 خلال فترة الحرب ونتيجة لقلة المحروقات فقد لجاء البعض إلى الغابات لاستخدام أخشابها في إعداد الطعام أو التدفئة وجاء التجاوز الأخير والكبير بعد إحداث 2003
فقد انتشرت فيها وحدات الجيش وحفرهم للمواضع والشقوق التي بقيت لحد الان وكما تم تقطيع أشجار منها لغرض الاستخدام المختلف للجنود
وبسبب انعدام القانون حاول البعض استغلالها لإغراض المنافع المادية حيث اخذ هؤلاء يستخدمون أشجارها في النجارة وعمل الموبيليات وتسقيف البيوت
وتجولنا في الغابة وشاهدنا إعداد من الجاموس ترعى فيها إلى جانب الأبقار
و الأغنام أخذنا نتقدم بشئ من الحذر
ولكن هذا الحذر تبدد عندما التقينا بعدد من العمال والفلاحين كانوا يعملون بتشجير وغرس الشتلات الجديدة في عمق الغابة
تحدث الينا مراقب العمل احمد قائلا
ان ما يعيق عملنا هو وجود الرعاة وحيواناتهم المنتشرة هنا وهناك حيث تعمد هذه الحيوانات إلى اقتلاع قسم من الشتلات الصغيرة الحديثة الغرس وتحطيم البعض الأخر
وكما أنها تكسر أغصان الأشجار وقد حاولنا بشتى الطرق منع هؤلاء الرعاة من الرعي داخل الغابة
لكن دون جدوى مما يتطلب إجراءات رادعة تتخدها السلطات بحقهم
تقدمنا نحو قطيع من الجاموس كان داخل الغابة يسرح فيها والبعض استلقى مطمئنا
ورعاته قد اخذوا قيلولة داخل خيمتهم التي نصبت في أجمل مواقع الغابة قرب الطريق العام
سالنا احدهم بعد ان رحب بنا عن سبب وجودة وقطيعة من الجاموس في الغابة السياحية
قال بعد إحداث نيسان طردنا من الأماكن والأراضي التي كنا نرعى فيها في مناطق جسر ( مندان ) على طريق عقره وذلك لعودة أصحابها الشرعيين
وقد كانت تلك المناطق مرعا خصبا لحيواناتنا ننتقل إليها من الموصل كل عام عدة اشهر للرعي
مما دفعنا للجوء إلى هذه الغابات السياحية للتعويض عن ذلك ولعدم وجود مكان أخر
وهى غنية بالعشب الأخضر الذي يشكل طعاما دسما لحيواناتنا
والسبب الأخر هو تصدير الأعلاف والنخالة إلى دول الجوار مما جعل أسعارها مرتفعة وخارج إمكانيتنا المادية
سالناة هل تعرف إنكم تهددون البنية السياحية للغابات
رد قائلا نعم نعرف ذلك ونحاول عدم الاقتراب من النباتات الصغيرة ولكن ماذا نفعل وأين نذهب
سالناة ما الحل
قال إن تعمل الدولة على توفير الأعلاف بمختلف أنواعها والإقلال من التصدير وحبذا لو يتم تسليمنا حصة شهرية من الأعلاف لحيواناتنا لدعم إنتاج الألبان كما في السابق
حيث كنا نسلم الحليب إلى معمل الألبان ونتسلم مقابل ذلك حصة شهرية من الأعلاف
بعد جولتنا غادرنا الغابات ونحن نحس بالأسى والحزن لما وصل إلية حال هذه البقعة الرائعة من الموصل وما إصابة هذا المعلم السياحي
علي الطائي
112/7/2006




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !