كم قاومت عبرتي وأنا أشاهد طواف عُمان ، وكم أحسست بهذا الخيط السري الذي يربطني بها ، دولة عربية ، وإخوة أشقاء اعد نجاحهم نجاح خاص جدا لي شخصيا ، كم شدتني تلك العبارات التي أفضى بها المذيع وضيفه منسق نشاطات طواف عُمان ..
طاف بنا الطواف في قلب عُمان النابض بكل حب وكل خير وكل جمال . تلك العروبة ما برحت تخاطبني ، وتلك الافياء ما زالت تذكرني بأيام قضيناها وسويعات أفنيناها في رحاب الطيب والجمال .. عُمان بمحافظاتها وولاياتها وجبالها الشاهقة وهي تعانق السحب كانت تخاطب العقل والقلب معا .
مبهرة باهرة ، ممتعة ماتعة ، كما كانت عُمان دوما مانعة منيعة ، كم تحطمت على سواحلها سفن وأحلام وأطماع ، فما نال منها طامع محتل إلا الخزي والعار والهزيمة ، تشهد جبالها وصخورها ،كما تشهد ذاكرتها الخصبة العميقة العتيقة .
كما تشهد تلك الحصون والقلاع العتيقة المبنية على حواف الجرف العميق ، حتى ليكاد الإنسان أن يجزم أنها لم تبنى بيد إنسان من بني البشر ، فلربما بناها الجن أو ما يتفوق عليه .. كانت الصور تأتي على محطة القناة الثانية الناطقة بالانجليزية ، وهي تغريك بزيارة عمان والبحر العماني ومراكب الصيد والسفن القديمة والشواطئ الرملية بالحوافر الصخرية المسننة وكأنها تحذر من يقترب منها بشر أنها ستأكله كما أكلت غيره ..
تلك البيوت الجميلة باللون الأبيضالمنتشرة بين جبليين ، تفضي إليها طريق وعر ممتد طويلعبر الوادي ، الذي يحاذيه مجرى سيل مائي رائع تنعكس عليه ظلال الجبال الصلدة السوداء . وكأنها تغازله ، ويغازلها .
عمان من البحر الى البحر .. ومن الصحراء الى البحر .. ومن الصحراء الى الصحراء حكاية عبقرية للجغرافيا تتكلم عنها الصور .. بيد فنان مبدع .. صور من الجو .. كما صور من الأرض بأروع ما يكون العمل المخلص المبدع .
تحية لفريق عمل الطواف بكل ما فيهم من حب وإخلاص يدفع بالمرء الى الإعجاب والفخر أيضا ..
التعليقات (0)