مواضيع اليوم

عُمان النّافذة الإيرانية في الخليج العربي

خالد الأحوازي

2015-04-30 11:01:48

0

حيادية سلطنة عمان و علاقاتها المميزة مع جميع دول منطقة الشرق الأوسط والأهم من ذلك سعيها للخروج من الانزواء و لعب دوراً أكثر فاعلية في قضايا المنطقة حوّل هذا البلد إلى نقطة تماس ثلاثية الأبعاد بين الغرب والدول العربية من جهة و إيران و الدول العربية من جهة أخرى و الغرب وإيران من زاوية أخرى. إنّ تجربة الوساطة في الملف النووي الإيراني جعل من مسقط أن تصبح نافذة مهمة لمعالجة بعض التوترات في منطقة الخليج وعلى رأسها أزمة السياسة الإيرانية مع العرب. عمان اليوم ليست عمان الأمس بفضل سياسة الانفتاح على الجميع و تصفير المشاكل التي تنتهجها الدولة العمانية وهذا سرّ تحويل مسقط إلى نافذة يتطلّع من خلالها الإيرانيون في العقود الأخيرة.

لعلّ حرب اليمن و بدء عاصفة الحسم وبدء التوتر في العلاقات الإيرانية - السعودية منح الأخيرة فرصة ذهبية للقيام بدور هام ليس فقط لا يقتصر على نقل الرسائل بين الطرفين الإيراني والخليجي بل أصبح دور مسقط إلى بيضة قبان في تعديل كفة التوترات في المنطقة. من هذا المنطلق تحوّلت عمان اليوم إلى قبلة للباحثين عن حلول لمشاكل الخليج على رأسها اليمن و صراعات دول الخليج العربي و إيران. إنّ استخدام طهران لسلطنة عمان لا يقتصر على عمل الأخيرة كساعي بريد فقط بل تحول دور عمان إلى دور رئيس في التخفيف من التوترات الإقليمية.  للدبلوماسية الإيرانية نفسها دور في تصاعد دور عمان في المنطقة لتقليص دور الرياض ومن ناحية أخرى لاستخدام مسقط في ترطيب أجواء تأزّم العلاقة السعودية الإيرانية في حال تفاقمها ناهيك عن التفاهمات التجارية والاقتصادية التي تربط عمان بإيران.

إنّ الدفء التاريخي في العلاقات الإيرانية العمانية حوّل مسقط إلى لاعب مهم بالنسبة للغرب لتهجين النظام الإيراني من خلال استضافة هذا البلد للمحادثات النووية السرية لتشجيع إيران على انتهاج سياسة متوازنة و غير متشنجة في قضايا عديدة منها قضية النووي. في المقابل تجني عمان أرباحاً هائلة بانتهاج سياسة التوازن هذه، عبر استخدام الغاز والنفط الإيراني الرخيص بسبب الحصار. على الرغم من أنّ عمان الذي أصبح كعضو شاذ في مجلس التعاون الخليجي بانتهاجه سياسة مستقلة وبعض الأحيان مواجهة بعض سياسات مجلس التعاون الخليجي خاصة فيما يتعلق بفكرة إنشاء تعاون خليجي إلا أنّ سياسة الخروج عن السرب لا تعني الارتماء في أحضان طهران أو التبعية لسياسة إيران في المنطقة بل تعود تلك الاستقلالية لطموحات السلطنة لتتحول إلى دولة ذات تأثير في القضايا الإقليمية.





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات