عين على الأحزاب المغربية 1- حزب الاستقلال......................................
بدأت الحملة الانتخابية قبل أيام. في حلبة الصراع تتبارى عدة أحزاب بل عشرات الأحزاب.. من هذه الأحزاب من لا يستحيي من الظهور بعورة مكشوفة .
ألا يوجد الاستحياء في السياسة؟ أكيد أن الأمر كذلك. بعض الأحزاب أعطت في انتخابات سابقة أطنانا من الوعود . وأخلفتها كلها . ثم هاهي تعود بنفس الوعود . إذا لم تستحيي فقل ما شئت . وقدم من الوعود ما شئت.
من هذه الأحزاب حزب تقليدي دائما يحصل على نسبة عالية من الأصوات إنه حزب الاستقلال الذي بنى أمجاده من خلال التشبث بالماضي والإدعاء أنه وحده من صنع الاستقلال .. إذا كان لا زال أحد يصدق . ولكن هذا الحزب هو من تقلد الوزارة الأولى خلال السنوات الأخيرة . وسيخرج منها بخفي حنين ما لم تتداركه بركة المولى إدريس وكل الأولياء بفاس.
هذا الحزب العتيد تحول في السنوات الأخيرة إلى كابوس يرهب المغاربة ويعكر عليهم صفو العيش الكريم .منذ ارتقى إلى الوزارة الأولى والأزمات تتوالى. في عهده كثرت الاحتجاجات وتدهورت القدرة الشرائية للمواطن نتيجة ارتفاع الأسعار .وانهارت البنية التحتية في المدن الكبرى. ولم ينجح وزراؤه في تقديم أي خدمة للمواطن . إلا ما كان من أمر وزير التجهيز و النقل الاستقلالي الذي جاء بمدونة للسير خلطت الأوراق ولم تنجح في الحد من ارتفاع عدد القتلى على الطرقات.
لا أحد ينكر أن حزب الاستقلال لعب في الماضي دورا طليعيا في رسم صورة المعارضة البناءة في مغرب ما بعد الاستقلال . وقد جهر بمعارضته للقصر في سياسات تبين فيما بعد أن حزب الاستقلال كان على الأقل ينطلق من رؤية مستبصرة .
كان ذلك أيام الزعيم علال الفاسي قبل أن يتحول الحزب إلى حمل وديع يضحي ببرامجه على مذبحة الطاعة والولاء.
لقد تنكر الحزب لمشروع التعادلية وتبرأ جهارا لقيم العروبة والإسلام والوطنية و أصبح مجرد حزب ليبرالي يتلقى التوجيهات من حيث ندري و من حيث لا ندري.
تناسى هذا الحزب دوره في مقاومة الاستعمار الفرنسي ليصبح وزراؤه من أشد المدافعين عن التوجهات الفرنكوفونية في الثقافة والاقتصاد.
كما أن كل القطاعات التي أسندت فى حكومة عباس الفاسي إلى وزراء استقلاليين قد عرفت تراجعا كبيرا . فقد ازداد قطاع الصحة في عهد الوزيرة الاستقلالية ياسمينة بادو تدهورا منقطع النظير . حقيقة أنها شيدت بعض مستشفيات جديدة ولكن هذه المستشفيات ظلت بلا دواء بلا أطباء بلا أسرّة . ناهيك عن تفشي الرشوة والإهمال.
أما وزير التجهيز والنقل الاستقلالي كريم غلاب فإنه يعتبر مثالا لاستخفاف الحزب بمصالح المواطنين . لقد كان طيلة مدة استوزاره من المدافعين عن مصالح الشركات الأجنبية في النقل والتجهيز. لذلك لقيت سياسته معارضة قوية من كل فئات الشعب المغربي. وخير مثال على ذلك ما لقيته مدونة السير- المستوردة حرفيا- من إضرابات واحتجاجات عمت كل مناطق المغرب.
يبقى السؤال المطروح بحدة هو هل سيصوت المغاربة لحزب الاستقلال؟ هل سيصوت الناخبون على مرشحي هذا الحزب الذي تراجع مؤشر التنمية في عهده دركات ودركات؟
هل ستدعم الداخلية فوز كريم غلاب وياسمينة بادو في الدار البيضاء المدينة الأكثر تضررا من سياسة حكومة عباس الفاسي الموقرة؟
يقول مواطنون من الدار البيضاء:
إن فوز هذين المترشحين الاستقلاليين للمرة الثالثة في الانتخابات التشريعية البرلمانية الحالية دليل على انعدام النزاهة والشفافية في هذه الانتخابات. إذ لا يمكن على الإطلاق – والعهدة على الراوي- أن ينجح هذان المترشحان الاستقلاليان وأن يضمنا مقعديهما للمرة الثالثة على التوالي إلا إذا تدخلت أيادي خفية وتلاعبت بنتائج الانتخابات . مما يعني أن فوزهما أو فشلهما مقياس نزاهة الانتخابات أو عدمها.
وللرواية متن يسندها . فأكثر المتضررين من مدونة السير الغلابية هم من سكان حي سباتة حيث الدائرة الانتخابية للسيد غلاب.
التعليقات (0)