مواضيع اليوم

عين تقاوم مخرزا" والامبراطورية تنهار

.زاهي رشيد علامة

2009-01-04 09:15:54

0

عين تقاوم مخرزا والإمبراطورية تنهار

 

المشكلة الأكبر في القضية الفلسطينية أن الفلسطينيين منذ النكبة إلى اليوم ما زالوا يراهنون على  أن الحل لقضيتهم سوف يأتي من الخارج فقط, متناسين أي دور لهم وكأن فلسطين ليست أكثر من مدينة في الدولة العربية الكبرى وإداراتها العامة ومؤسساتها بدءا" من الرئيس إلى أصغر عامل, هم موظفون في دول أخرى تقرر مصيرهم وكل ما يحيط بوضعهم السياسي. اليوم وخلال هذه المجازر التي تقوم بها إسرائيل في غزة يتبين لنا بوضوح متاجرة كل الدول النافذة في المنطقة بقضية فلسطين والشعب الفلسطيني وكأننا نظن أن الحرب الإسرائيلية فتحت جبهة أخرى هي الحرب الإعلامية بين هذه القوة. تكتل دول في مقابل تكتل آخر, طبعا" مع مناصري وحلفاء الدول من أحزاب وجمعيات ورأي عام وما إليهم . بدوأوا في التراشق الإعلامي بشكل كثيف الواحد يتهم الأخر بشتى أنواع التهم والإشاعات عدا عن الفبركات والإخباريات التي تنشرها الوسائل الإعلامية الموالية لدعم أحد طرفي هذا النزاع السلمي,أما نتيجة هذا التراشق فهو قدرة إسرائيل على تدمير المزيد من غزة لكونها  مرتكزة أساسا" على الانقسام الوطني الفلسطيني فكيف إذا أضفنا إليه الخلاف الإقليمي؟

لا بد لي قبل أن أختم كلامي حول الخلاف الإقليمي أن أوافق بشدة على ما يقوله الرئيس الإيراني أحمدي نجاد, كفكرة وليس كشخص, أن العرب إذا لم يتحركوا اليوم فماذا ينتظرون؟ وهم المدعون أن فلسطين العربية هي قضيتهم!. نعم إنها فكرة صحيحة مئة في المئة , ماذا يفعل العرب في وجه هذا الإفراط في استخدام القوة من قبل إسرائيل؟ لا  شيء سوى الإدانة والاستنكار وكأن إدانة إسرائيل في الإعلام أو حتى في مجلس الأمن شيء كاف لإيقاف المجازر.

اليوم وأكثر من أي وقت مضى على الفلسطينيين أن يفهموا أن بغير دمائهم لن يتحرر شبر من أراضيهم المحتلة وأكثر ما عليهم أن يفهموه أن إسرائيل حتما" إلى الزوال وكل نقطة دم تسقط من فلسطيني تسرع انهيار كيانه الغاصب, كل طفل أو امرأة أو مسن يستشهد يزيد من غضب الله على أعداء الله,  كل شهيد فلسطيني يسقط فداء" للأرض والعرض يزيد غضب الله على قتلة أنبيائه. لن تتحرر فلسطين بدماء أحد اخر, لن تتحمل مصر أو الأردن أو سوريا وزر حرب أخرى مع إسرائيل كما لن تدخل إيران حرب هي بغنى عنها مع إسرائيل إذا لم تتعرض لعدوان. عليكم أيها الفلسطينيون أن تفهموا أن الدول المجاورة وغيرها تعتبر دماءكم ليست أغلى من مواطنيها وأراضيكم ومدنكم أيضا". الدول الإقليمية جمعيها لن تفعل لكم إلا نقل المساعدات الإنسانية أو فتح أبواب المستشفيات, أكثر من ذلك لن تتكلف أي دولة بخسائر مميتة كرما" لعيونكم, يمكن أن تستفيدوا من المناصرين والمتحمسين لقضيتكم من أفراد أو بعض الجماعات  ليس أكثر, تذكروا أيها الفلسطينيون تاريخا" ليس ببعيد, العثمانيون حكموا بلاد الشام أكثر من أربعمئة سنة وفروا هاربين والجزائر دفعت مليون شهيد في آخر أيام الانتداب الفرنسي عليها وتحررت بدمائهم ناهيك عن دول أخرى قدمت خيرة شبابها دفاعا" عن أراضيها ومجتمعاتها, أيها الفلسطينيون لا يغرنكم أن مجلس الأمن سوف يجتمع أو أن العرب دعوا إلى قمة طارئة فيما بينهم لأن إسرائيل لا يخيفها إلا القوة وان يكن هناك عدم تكافؤ بينكم وبينها لكن لا تخافوا من دولة غاصبة ومن مواطنيها المرتزقة الأتون من روسيا و أثيوبيا وباقي العالم . إسرائيل جمهورية لا تقوم على أسس صلبة تحفظها كدولة, انظروا كيف بدأ الصراع الداخلي فيها بعد حرب لبنان 2006 , بسبب الخوف والرعب من مقاومة لبنان لها بالسلاح والقوة الميدانية على الأرض. المجتمع الإسرائيلي لا يستطيع تحمل سقوط دماء من مواطنيه, سقوط جريح إسرائيلي يهزها كأنه ضربها الزلزال, نعم انه زلزال اجتماعي وسياسي , إسرائيل كانت قوة مطلقة لكن اليوم انتهت صلاحيتها وأنهكتها الحروب, بتوحدكم أيها الفلسطينيون وبمقاومتكم الشجاعة سوف يلغى وجودها عن الخارطة, انها أخر أيام حكماء صهيون, هذا ليس كلاما" في السياسة صدقوني, إنها حتمية تاريخية إسرائيل إلى زوال , لأنها دولة مصطنعة وليست نتاج حضارات، إنها شعب مركب مستورد وليس أمة عابرة للتاريخ , ليست امتدادا" لحضارة ما كالفينيقيين أو الفراعنة أو غيرهما, دماؤكم الطاهرة التي تنزف من مجازر غزة سوف تسرع انهيار هذا الكيان فلا تترددوا في مقاومتها متضامنين، بأنفسكم وسواعدكم، والله لكم نصير.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !